لا شك في أن كأس العالم لكرة القدم هو حديث الساعة والموسم. فإن كنت صغيرًا أو كبيرًا، مولعًا بهذه الرياضة أو مجرد عابر سبيل، يجتمع العالم كل أربع سنوات لمتابعة مباريات كرة القدم وتتويج بطل من بين الفرق المشاركة. وتعقد بطولة هذه السنة في دولة قطر العربية حاملةً حتى الآن مفاجآت غير متوقعة ونتائج غير اعتيادية.
كيف يمكن توقع الفائز بكأس العالم؟
مثل كل دورة، يتنبأ المشجعون بالفرق التي ستصل إلى نهائيات كأس العالم، وفي السنوات الماضية، عرف جمهور هذه اللعبة “بول” الأخطبوط الذي نجح في تنبؤ الرابحين. وعلى مر السنين، ادعى البعض أن الحيوانات تمتلك قدرات فريدة وغريبة على التنبؤ بنتائج مباريات كأس العالم مثل الباندا والجمال وحتى القطط. واختلفت طرق تحديد الفائز، فمنها من استند على الحدس ومنها من استشهد بالرياضيات، والذكاء الاصطناعي وبيانات مهمة لتحديد القيمة القابلة للتأمين الخاصة بكل لاعب.
وجهة نظر الاقتصاد
من خلال الاطلاع على رواتب اللاعبين، وأعمارهم وأوجه رعايتهم ومركزهم على أرض الملعب، وغيرها من العوامل الجوهرية، من الممكن تحديد هذه القيمة وبالتالي توقع الفائز بالبطولة. وبالفعل، استطاعت لويدز أوف لندن-Lloyd’s of London، وهي السوق الرائدة في العالم لحلول مخاطر الشركات، بالنجاح في توقع الفائزين لعام 2014 و2018 انطلاقًا من هذه البيانات التي جمعتها ودرستها بتمعن.
اقرأ أيضًا: رمز لعيب الرقمي.. تعويذة مونديال قطر 2022
ويتوقع الاقتصاديون حاليًا في لويدز أوف لندن، أن إنجلترا ستفوز باللقب لعام 2022. فبعد دراسة قيمة الفريق الإنجليزي والتي بلغت 3,74 مليار دولار، اتضح أن هذا الفريق هو صاحب القيمة الأعلى بين كل الفرق المشاركة في كأس العالم قي قطر. كما وجدت أن اللاعب الإنجليزي جود بيلينجهام Jude Bellingham هو الأكثر قابلية للتأمين من قبل شركات التأمين، ما يعزز بالتالي فرص تتويج هذا الفريق.
توقعات كأس العالم بواسطة الذكاء الاصطناعي
مع التطور الذي يشهده العالم على الصعيد التكنولوجي، لم تسلم توقعات كأس العالم من شباك هذا الازدهار. ففي الحقيقة، استخدمت شركة أوبتا-OPTA، وهي شركة لإنتاج البيانات الرياضية الرائدة، ثمرة التطور العصري ألا وهي تقنية الذكاء الاصطناعي لمحاولة توقع الفائز بكأس العالم لهذه السنة.
والجدير ذكره أن هذه التقنية توفر نتائج حالية موفرة بالتالي احتمالات واسعة لكل فريق. وبمعنى آخر، تتغير هذه الاحتمالات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر أثناء المباريات المنعقدة طيلة فترة البطولة إذ أن كل هدف يتم تسجيله من شأنه أن يبدل مسار الفرق الأخرى وإمكانية وصولها إلى المرحلة النهائية.
ومع بداية المباريات، توقعت أوبتا فوز الفريق البرازيلي بكأس العالم مع نسبة تصل إلى 16.3%، يليها الفريق الأرجنتيني بنسبة 13.1% ومن ثم الفريق الفرنسي بنسبة 12%، فالإسباني بنسبة 8.9% فأخيرًا الفريق الإنجليزي بنسبة 8.8%.
في حين أن الجانب الإحصائي والعملي لتقنية الذكاء الاصطناعي تتجه في الطريق الصحيح، قد تخطف هذه التكنولوجيا الجديدة حس المتعة والتشويق التنبؤات. فوداعًا لعنصر المفاجئة الذي يولد الحماس في قلوب المشجعين إذا نجحت محاولات الاعتماد على حاسوب عملاق يتنبأ بدقة بنتائج المباراة بسبب الكم الهائل من البيانات التي تم إدخالها إلى هيكليته. ومع ذلك، يبقى مصير الفرق بيد التكنولوجيا أو تنبؤ الحيوانات غير معروف ومؤكد. فلننتظر ونرى من سيكون على حق.