ماذا سيحدث في الاقتصاد البريطاني؟ هذا هو السؤال الذي يتردد في أذهان الجميع منذ إعلان ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية رحيلها بسبب الأزمات الاقتصادية التي حدثت في المملكة المتحدة.
لكن صعوبة هذا السؤال تكمن في من يستطيع ترتيب الفوضى الاقتصادية التي حدثت الفترة الماضية، وعودة الثقة للمستهلكك بعد أن وصل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً وفقا لأخر تقرير حكومي صادر في سبتمبر 2022؛ لذا فإن السؤال الأهم ماذا سيحدث في الاقتصاد البريطاني؟ وما هي خطط الإصلاح؟
التحديات الاقتصادية بعد رحيل رئيسة الوزراء البريطانية
يواجه رئيس الوزراء المقبل بعد رحيل ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية قائمة طويلة من التحديات الاقتصادية، حيث تجاوز التضخم السنوي نسبة 10% في شهر سبتمبر الماضي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأسرع وتيرة لها منذ أكثر من 40 عامًا، في حين لم تواكب الأجور ارتفاع الأسعار، مما تسبب في أزمة تكاليف المعيشة والاضطرابات العمالية.
اقرأ أيضًا: الاقتصاد المتدفق.. النظرية التي أطاحت بـ ليز تراس بعد 44 يومًا فقط
ووفقاً لما كشفت عنه البيانات الحكومية يوم الجمعة الماضية، فإن هناك ركودًا عميقًا في الإنفاق الاستهلاكي؛ حيث أظهرت البيانات أن الناس يشترون أقل مما كان عليه قبل وباء كورونا، بالإضافة إلى أن كل التوقعات تشير ارتفاع أسعار الفائدة حتى مع ركود الاقتصاد؛ لاسيما مع استمرار حرب روسيا وأوكرانيا وتأثيرها على الاقتصاد في أوروبا خاصة سوق الطاقة.
ماذا سيحدث في الاقتصاد البريطاني؟
(نحن بحاجة إلى خطة موثوقة لضمان إمكانية توقع انخفاض الدين الحكومي على المدى المتوسط).. بهذه الكلمات عبر كارل إيمرسون نائب مدير معهد الدراسات المالية على الخطة التي يبدأ بها رئيس الوزراء المقبل خطواته نحو الإصلاح الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: هل تنقذ نوبل للاقتصاد القطاع المصرفي من الانهيار؟
وأضاف (كارل)، في تصريح حصري لشبكة سي إن إن بيزنس الأمريكية (CNN Business)، أنه يجب أن يكون تركيز رئيس الوزراء المقبل على المسئولية المالية، لافتا إلى أنه لابد أن يكون البنك المركزي صارماً على المدى القريب ولا ينجرف وراء زيادة أسعار الفائدة التي تطالب بها البنوك من أجل السيطرة على الأسعار.
اقرأ أيضًا: المشتقات المالية.. خط الدفاع الأول ضد المخاطر المالية
احتمال لنمو قوي
(هناك احتمال ضئيل للغاية لتحقيق نمو قوي).. هذه الكلمات التي عبر بها جاجيت تشاد، مدير المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا عن توقعات مخالفة لخبراء الاقتصاد عن ما يمكن أن يحدث للاقتصاد البريطاني في المستقبل.
وقال (جاجيت)، في تصريحات حصرية لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية (New York Times)، إنه من المرجح أن تركز الحكومة الجديدة على استعادة ثقة المستهلك من خلال السيطرة على الأسواق، مشيراً إلى أن وزير المالية الجديد جيرمي هانت سوف يقدم خطة مالية متوسطة الأجل، مع إجراءات جديدة حول الإنفاق والضرائب.
وأوضح أن الأفضل في الفترة المقبلة القضاء التام على التخفيضات الضريبية غير الممولة للأعلى دخلا والتخطيط الدقيق حول كيفية دعم الأسر الضعيفة.
الإصلاح في وقت طويل
الملياردير وارن بافيت (Warren Buffett)، توقع أيضاً إلا يكون هناك ارتفاعًا كبيرًا في الأسواق المالية البريطانية لأن خطوات الإصلاح الاقتصادي قد تستغرق وقتا طويلا.
وتابع: (يستغرق بناء سمعة طيبة سنوات للبناء ويوماً واحد للتراجع). لافتاً إلى أن المستثمرين سيعودون إلى المملكة المتحدة تدريجيا وليس سريعا.