استحوذ برنامج ChatGPT على اهتمام العالم بعد أن أطلقته شركة OpenAI في نوفمبر 2022. وما أن ظهر برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد، حتى جذب اهتمام الأفراد والشركات إلى إمكانية استخدامه في شتى المجالات مثل أمن المعلومات، والقرصنة، وغيرها.
كما أثبت برنامج ChatGPT أنه قادر على تلبية احتياجات أصحاب القبعات السوداء بكفاءة عالية لا مثيل لها، مثل استغلال ثغرة أمنية في تجاوز سعة المخزون، من قبل بريندان دولان، الأستاذ في جامعة نيويورك، بواسطة برنامج ChatGPT. بالإضافة إلى العديد من الأمثلة التي تشمل كتابة أكواد البرامج الضارة بسرعة البرق، وصياغة رسائل بريد إلكتروني تصيدية مقنعة وصحيحة نحويًا، حسب موقع دارك ريدينج Dark Reading.
لا يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني أمرًا جديدًا، ولكن تكمن أهمية برنامج ChatGPT من خلال قدرته على سد الفجوة الأكبر في أمن المعلومات، وهي الافتقار إلى المواهب الكافية في مجال الأمن السيبراني. لتوضيح ذلك بشكل أكبر، هناك عدة طرق سيغير بها ChatGPT أنظمة حماية المعلومات في عام 2023..
1. إزالة التعتيم اليومي للشفرات الخبيثة
يستطيع العاملون في مجال أمن المعلومات، وغيرها من المجالات ذات الصلة، أن يصفوا ما يرونه من تنبيهات واكتشافات مرتبطة بالمعلومات المشكوك في أمرها، ثم يطلبون من برنامج ChatGPT فك تشفير ملاحظاتهم لبدء عملية الفرز. ما يساعد على إزالة التعتيم اليومي للشفرات الخبيثة المشتبه بها في ثوانٍ بفضل برامج الذكاء الاصطناعي، والتي كانت قبل ذلك تستغرق ساعة أو أكثر.
2. الارتقاء بلعبة القط والفأر إلى مستوى جديد
يعمل الهاكرز على إنشاء 100 مليون عينة من البرمجيات الخبيثة الجديدة كل عام. ويستطيع الهاكر استخدام برنامج ChatGPT في إنشاء مئات الآلاف من الأكواد للبرامج الضارة. ولكن لحسن الحظ أن برنامج ChatGPT قادر على تسريع عملية الهندسة العكسية وبذل جهود مضاعفة في مكافحة البرامج الضارة.
على سبيل المثال، يتمثل أحد التحديات الكبيرة في الهندسة العكسية في العمل باستخدام اسم ملف عام والذي لا يوفر السياق الضروري حول مكان العثور عليه مما يؤدي إلى الحاجة للمزيد من العمل اليدوي لتحديد النظام الذي تم إنشاؤه من أجله.
كل هذه الجهود تتطلب الكثير من المحاولات والتجارب المعرضة للخطأ. يمكن لـ ChatGPT تشغيل هذه التكرارات بسرعة فائقة وإعطاء المهندسين العكسيين الحلول المناسبة بعد تحليل مئات الآلاف من العينات و الأكواد الضارة.
التداعيات طويلة المدى
يمكن لبرنامج ChatGPT أن يساعد أيضًا في مقاومة تقنيات القط والفأر الشائعة. على سبيل المثال، غالبًا ما تحتوي البرامج الضارة على تقنيات هندسية مضادة، مثل الحلقات المتداخلة، لجعل الأمر أكثر صعوبة على المهندسين العكسيين لتتبع ما يحدث. يمكن لـChatGPT اكتشاف الحلقات المتداخلة أسرع بكثير من البشر. يمكنه أيضًا تحليل الشفرة الجينية للبرنامج الضار ومعرفة مكان إعادة استخدام الشيفرة لتحديد بصمة المؤلف بسرعة أكبر.
وعندما تظهر التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي هناك قلق لا مفر منه بشأن ما إذا كان سيحل محل البشر ووظائفهم. لا أعتقد أن ChatGPT ستجعل هذا يحدث لكنها ستجعلنا مستهلكين أكثر قوة للمعلومات.