قرر كريستيان تيرويش، الأستاذ في وارتون في جامعة بنسلفانيا، وهي واحدة من أقدم كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، اختبار المخاوف المتزايدة بشأن قوة برنامج ChatGPT، ووجد أن البرنامج الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، قد يتفوق على بعض الطلاب في أدائه.
وصرح كريستيان تيرويش، في فاينانشل تايمز Financial Times، أن برنامج ChatGPT 3 يستطيع أن يحصل على درجة جيد جدا، أي تتراوح من بي (B) إلى بي ماينس (B-) في امتحان الماجستير في كلية إدارة الأعمال، في جامعة وارتن. واستنادا لهذه النتيجة أشار «تيرويش» إنه يجب على المؤسسات التربوية والجامعية إعادة النظر في سياسات الامتحانات، وتصميم المناهج الدراسية.
هل يهدد برنامج ChatGPT خريجي الجامعات؟
ذكر البروفيسور جيري ديفيس، من كلية روس للأعمال في جامعة ميشيغان، خلال اجتماع هيئة التدريس لمناقشة تداعيات برامج الذكاء الاصطناعي، أن القطاع التعليمي يواجه تحديًا بسبب برامج الذكاء الاصطناعي وسيصبح الأمر أكثر صعوبة. لذلك يجب إعادة التفكير في إيجاد الحلول المناسبة.
اقرأ أيضًا: جوجل تبدأ هجومها ضد برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT
كما اعتبر كريستيان تيرويش أن تطبيق ChatGPT يمكن أن يهدد العديد من خريجي كليات إدارة الأعمال الذين يتابعون وظائفهم كمستشارين يكتبون التقارير والتوصيات. و في النهاية وجد «تيرويش» أن برنامج ChatGPT 3 لديه قدرات محدود في المجالات المتعلقة بالأمور المالية والحسابية.
في نفس الإطار صرح فرانسيسكو فيلوسو، عميد كلية إمبريال كوليدج للأعمال في لندن: «تجري مناقشات جادة، وتقوم مجموعة عمل بتحليل الآثار المترتبة على برنامج ChatGPT والأدوات المماثلة الأخرى، والتي نعرف أن طلابنا والمبدعين يستخدمونها. وسنقوم بصياغة سياسات حول ذلك قريبًا. كما أنه من المحتمل أن نعود إلى نظام الامتحانات التقليدي، والذي يعتمد على خط اليد أو الامتحانات الشفهية».
هل يمكن الاستفادة من برنامج ChatGPT؟
مقابل هذا التخوف من برنامج ChatGPT تظهر مجموعة جديدة من الآراء تعتبر أنه يمكن للإنسان استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الأكاديمي. وفي هذا الإطار قالت كارا ماكويليامز، رئيسة مختبرات ابتكار المنتجات، والتي تطبق الذكاء الاصطناعي على التعيلم والتقييم: «نحتاج حقًا إلى تبني التقنيات المتقدمة في التعليم».
اقرأ أيضًا: حوار مع برنامج ChatGPT: هل أنت أكثر كفاءة من البشر؟
وتضيف كارا ماكويليامز: «هل تتذكر عندما تم تشغيل الآلة الحاسبة وكان هناك خوف كبير من استخدامها؟ أعتقد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الأشخاص، لكن الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سيحلون محل الأشخاص الآخرين». وأضافت ماكويليامز بأن برنامج ChatGPT يمكن أن يساعد أعضاء هيئة التدريس في تخطيط الدروس، وإنشاء المناهج الدراسية وتطوير الملاحظات للمحاضرات.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الأعمال
ذكر أندرو كارولي، عميد كلية SC Johnson للأعمال في جامعة كورنيل، أنه يأمل أن يعمل الأساتذة بنشاط في فصولهم الدراسية لإشراك الطلاب في تأطير الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية قيمة. مضيفًا: «شيء واحد نعرفه جميعًا على وجه اليقين، هو أن تطبيق ChatGPT لن يختفي».
اقرأ أيضًا: تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. مراقبة الأماكن العامة وتأمين المرافق
ويبدو أنه من الأمثل أن يتعلم المتخصصون في مجال إدارة الأعمال، كيفية الاستفادة من هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة، وأن يحاولوا تدريب الطلاب والجيل جديد من المداراء، على كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لزيادة الأرباح والمساعدة في تحقيق الأهداف، واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب.
أهمية الذكاء الإصطناعي في مجال إدارة الأعمال
بعد هذه الاستنتاجات والتحليلات من المتخصصين في مجال إدارة الأعمال، أصبح من الواضح أن لبرامج الذكاء الاصطناعي، أمثال برنامج ChatGpt العديد من الإيجابيات والسلبيات في الوقت نفسه. في المقابل، لن يستطيع المتخصصون في جميع المجالات ومن بينها مجال إدارة الأعمال أن يحدوا من تطور مجال الذكاء الاصطناعي وتداخله في حياة الإنسان وإدارة أعماله وأمواله.
أما على الصعيد الأكاديمي يبدو أنه من المؤكد أن أمام الأساتذة مهام جديدة، يتوجب عليهم تكريس المزيد من الوقت والمجهود كي يستطيعوا تخطيها. فمن حيث الناحية التقنية لا بد من وجود وسائل تقنية تستطيع الكشف عن النصوص والإجابات الصادرة عن برامج الذكاء الاصطناعي.
وهذا بالتحديد ما بدأ القيام به الطالب إدوار تيان Edward Tian، وفقا لموقع إن بي آر NBR. ومن جهة أخرى يتوجب على الأساتذة إعادة النظر في المناهج الأكاديمية في مجال إدارة الأعمال بشكل يستطيع من خلاله الاستفادة قدر الإمكان من تطور الذكاء الاصطناعي بدلا من أن يصبحوا ضحيته.