ملاحق قضائيا بتهم السطو والتشهير، هو جديد عناوين الصحف حول الذكاء الاصطناعي التوليدي أو الروبوتات، التي باتت الأكثر شعبية في العالم بعشرات الملايين من المستخدمين، وبإمكانيات فائقة التطور، وإنتاج مذهل.
فمنذ إطلاق شات جي بي تي ChatGPT في نوفمبر الماضي، ولا يمر أسبوع دون الكشف عن نماذج جديدة من الروبوتات، تلك النماذج التي بإمكانها إنتاج نصوص وفيديوهات وموسيقى وصور لانهائية وفقا للتعليمات التي يصدرها إليها المستخدم.
لكن على الرغم من الأهمية والشعبية الكبيرة التي تتمتع بها هذه الأنظمة من الروبوتات إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجهها وتهدد مطوريها بالدخول في متاهات قانونية خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضًا.. هل تشعل الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي حرب الروبوتات؟
كيف تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي أو الروبوتات؟
في البداية فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي أو الروبوتات تعمل من خلال تدريب كل نموذج منها على كميات ضخمة من النصوص والصور وملفات الصوت أو البيانات الأخرى بما يسمح لها فيما بعد تفسير التعليمات بلغة طبيعية والرد بالنص أوالفيديو أو الصوت العادي أو الموسيقى، مستندة في ذلك إلى خوارزميات ضخمة ومعقدة تشكل عصبيات بما يمنحها القدرة على أن تبلور دماغ تحاكي الدماغي البشرية.
ومن أبرز هذه االنماذج، شات جي بي تي ChatGPT نموذج لغة الذكاء الاصطناعي من مختبر أبحاث أوبن إيه آي OpenAI، ونموذج بينج Bing، وإرني Ernie الذي أنتجته شركة بايدو، وستايبل ديفيوشن Stable Diffusion، الذي طورته شركة شركة Stability AI، وفي 24 فبراير، أصدرت ميتا الشركة الأم لفيسبوك، نموذج للاما Llama، وكذلك أصدر بين توسيل، رائد الأعمال البريطاني كتالوج من أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي أو الروبوتات يشمل: إيساك إيديتور Isaac Editor الذي يساعد الطلاب على كتابة المقالات وبياكس Pickaxe الذي يحلل الوثائق، وآسك سينكا Ask Seneca الذي يجيب على الأسئلة بناءً على كتابات الفيلسوف الروماني الفيلسوف الروماني Seneca.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي وهوليوود.. هل أصبحت حقوق الملكية والوظائف في خطر؟
أول دعوى تتهم الروبوتات بالتشهير
عديدة هي الدعاوى التي باتت تواجه الروبوتات لكنها تختلف من حيث طبيعة الدعوى فعلى سبيل المثال هناك دعاوى حقوق طبع ونشر، حيث بدأت تحركات قانونية ضد الشركات مطورة هذا النوع من الروبوتات بعدما أجرت الشركات تدريبا لنماذج الروبوتات الحالية بشكل عشوائي على مواقع الويب دون الحصول على إذن أو دفع تعويضات مالية لحاملي حقوق التأليف ونشر المحتوى.
تهم أخرى تلاحق الروبوتات سببها المعلومات الخاطئة التي يوردها، حيث أعلن رئيس بلدية هايبورن شاير في أستراليا بريان هود بمقاضاة شركة أوبن إيه آي مطور شات جي بي تي بتهمة التشهير، حيث أورد روبوت الدردشة أن بريان هود متورط في قضية رشوة أجنبية، وتعد هذه هي الدعوى القضائية الأولى في العالم ضد الروبوتات تتهمها بالتشهير.
أما الأمر الآخر فغالبًا ما تقوم الروبوتات بترجمة خاطئة لما يرغب فيه المستخدم بل ويمكن أن تخرج عن مسارها، فقد تم رصد روبوت الدردشة سايدني Sydney الذي تم تطويره من مايكروسوفت ويستند إلى نماذج OpenAI المستخدمة في محرك بحث Bing، حيث أهان أكثر من مستخدم وأعرب عن حبه لواحد على الأقل.
اقرأ أيضًا.. كيف تستخدم ChatGPT للحصول على وظيفة؟
الروبوتات تمارس «انتهاك وقح»
من جهة أخرى تتوالى الدعاوى القضائية ضد شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي مطور الروبات، ففي يناير من العام الجاري رفع مجموعة من الفنانين دعوى قضائية ضد شركة Stability AI مطور روبوت Stable Diffusion المتخصص في إنتاج الصور، تتهمها بأنها انتهكت حقوق الطبع والنشر الخاصة بالمدعين من خلال استخدام أعمالهم الفنية كبيانات تدريب وإنشاء أعمال مشتقة.
وقالت رسامة الكاريكاتير سارة أندرسون، وهي طرف في الدعوى القضائية، لـ صحيفة نيويورك تايمز إنها تعتقد أنه يجب تخيير الفنانين ما بين إدراج أعمالهم في هذا النماذج أو تعويضهم ماديا.
كما تقاضي شركة غيتي إيمدج Getty Images أيضًا شركة Stability AI في بريطانيا والولايات المتحدة بسبب ما تسميه الانتهاك الوقح لملايين الصور، ودفعت غيتي بأن السرقة مسيئة بشكل خاص لأن لديها اتفاقيات لترخيص البيانات للتعلم الآلي.
وللمرة الأولى يثار جدل حول ما يمكن إطلاق عليه وصف الاستخدام العادل، حيث يمكن استخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن للتعليق أو النقد أو غير ذلك من أغراض المعالجة للمحتوى لكن هذه المرة الجدل يثور حول استخدام الإنسان الطبيعي لهذه المواد والاستخدام الآلي من قبل الروبوتات.
وقال مارك ليملي، مدير برنامج كلية الحقوق بجامعة ستانفورد الذي يركز على العلوم والتكنولوجيا، في مقال كتبه في مجلة تكساس لو ريفيو إنه تم إعفاء الروبوتات تقليديا من المسؤولية في الوقت الحالي لكن المحاكم في المستقبل لن تكون متعاطفة مع النسخ الآلي.
بمعنى أوضح من يمتلك ناتج الذكاء الاصطناعي التوليدي؟ في الوقت الحالي، لا يمكن حماية حقوق الطبع والنشر إلا لعمل الإنسان، ولكن ماذا عن العمل الذي يعتمد جزئيًا على الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
في فبراير، رفض مكتب حقوق الطبع والنشر حقوق الطبع والنشر للصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في رواية مصورة، على الرغم من أن الكاتبة أكدت أنها صنعت الصور عبر عملية إبداعية تكرارية تضمنت تكوين واختيار وترتيب واقتصاص وتحرير كل صورة.
وقال بعض مطوري الأدوات إنهم لن يؤكدوا حقوق الطبع والنشر للمحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الروبوتات.
ومن الواضح أن قضايا الملكية الفكرية ستكون عملا أكثر تعقيدا في المستقبل نظرا لأن الخطوط الفاصلة بين العمل الإبداعي الذي ينتجه الإنسان والأعمال التي تنتجها الروبوتات ضبابية.