تغير الويب بشكل كبير على مر السنين، وكثيرًا ما ينقسم تطور شبكات الويب إلى ثلاث مراحل: ويب 1.0 وويب 2.0 وكذلك الويب 3.0. ويصل أعداد مستخدمي شبكات الإنترنت إلى مليارات الأشخاص حول العالم.
يعرف الويب 3.0، باسم الجيل الثالث من الإنترنت أو الويب الدلالي. وهو التطور التالي للشبكة العالمية، من خلال تحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI)، والتعلم الآلي (ML) لأجهزة الكمبيوتر. ما يساعد في التوليد الذكي وتوزيع المحتوى القيم وفقًا لاحتياجات المستخدمين المحددة.
كيف يعمل الويب 3.0؟
في نظام الويب 3.0 يتم تخزين البيانات بشكل آمن، وتوزيعها عبر العديد من الأجهزة من خلال شبكات البلوكشين، مما يلغي الحاجة إلى خوادم مركزية. ويقلل من مخاطر تسريب البيانات، لأن البيانات لم تعد مخزنة مركزيًا.
يتميز الويب 3.0 بكونه أكثر ديناميكية وتفاعل من الجيل الأول والثاني لشبكات الإنترنت، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوكشين.
ما هو الفرق الويب 3.0 و الويب 2.0؟
يشير الخبراء إلى أن كل من الويب 2.0 والويب 3.0 يعتمدان على نفس البروتوكولات واللغات البرمجية، ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية المرتبطة بتجربة الاستخدام في كل من النظامين.
وعلى سبيل المثال؛ يعتمد الويب 2.0 على تسهيل عمليات التفاعل بين المستخدمين. بينما يعتمد الويب 3.0 على مساعدة المستخدمين في إنشاء المحتوى الخاص بهم، دون أن يكون لديهم المعرفة باللغات البرمجية، أو استخدام وسيط مركزي.
من جهة أخرى استطاع جيل الويب 3.0 بإدخال العديد من التحديثات المرتبطة بإعطاء المستخدمين القدرة على إنشاء الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، واستحداث التمويل اللامركزي (DEFI)، والعملات المشفرة.
تطبيقات الويب 3.0
يتيح الويب 3.0 وجود أعداد متنوعة من التطبيقات والخدمات الجديدة، مثل:
- الرموز غير القابلة للاستبدال: تعد هذه الرموز المبنية على نظام الويب 3.0 تطور أساسي في عالم الإنترنت حيث أصبح هناك إمكانية ترميز أي أصل إفتراضي أو حقيقي مثل لوحة فنية أو معزوفة موسيقية أو لاعب في لعبة فيديو إلكترونية ليتم تبادله أو بيعه عبر شبكات الانترنت اللامركزية.
- التمويل اللامركزي (DeFi): هو نظام مالي لامركزي خارج حدود القيود المصرفية المركزية التقليدية بحيث أصبح لكل مستخدم إمكانية إقراض أو اقتراض المال دون المرور بوسطاء وذلك عبر العقود الذكية.
- العملة المشفرة: تشكل العملات المشفرة مثل البيتكوين أحد أشكال تطور نظام الويب التقليدي وتحول مالي ممكن أن يغير النظام المالي العالمي التقليدي.
- التطبيقات اللامركزية (dApps): وهي تطبيقات مبنية على البلوكشين وتستخدم العقود الذكية لتقديم الخدمات وتسهيل المعاملات بين الشركات بسرعة كبيرة ودون الحاجة إلى طرف ثالث.
مميزات الويب 3.0
1.النظام اللامركزي: على عكس الجيلين الأولين من الشبكة، حيث كانت الحوكمة والتطبيقات مركزية إلى حد كبير، سيتم إضفاء طابع اللامركزية على الويب 3.0. وسيتم وضع التطبيقات والخدمات في شبكات موزعة، حيث لا توجد سلطة مركزية لإدارتهم.
2.التركيز على تقنية البلوكشين: يعد البلوكشين البنية التحتية لإنشاء التطبيقات والخدمات اللامركزية. مع هذه التقنية، يتم توزيع البيانات والاتصال عبر الخدمات في نهج مختلف عن البنية التحتية لقاعدة البيانات المركزية. بحيث توزع المعلومات على عدد هائل من الأجهزة يتم استخدامها للتحقق من صحة المعاملات و المعلومات.
3. نظام مستقل وذكي: تتميز شبكات الويب 3.0، بقدرتها العالية على تحليل البينات ومعالجتها وتنظيمها وتطويرها بواسطة الذكاء الاصطناعي بصوره مستقلة عن تدخل الإنسان.
عيوب وتحديات الويب 3.0
لا شك أن للويب 3.0 العديد من المزايا ولكنه في المقابل لديه بعض العيوب التي نذكر منها التالي:
- الحاجة لأجهزة وبرامج متطورة: يحتاج المستخدمون لأنظمة الويب 3.0 إلى استخدام أجهزة وبرامج متطورة بكلفة عالي.
- سهولة الوصول إلى البيانات: على الرغم من أن نظام الويب 3.0 لديه القدرة على تحليل البينات بصورة متطورة وزكية إلا أنه لا يزال من الممكن لأي شخص الوصول اليها لأنها متاحة للجمهور على شبكات البلوكشين.
- الحاجة إلى تنظيم صعب ومتطور للبيانات: نظرًا للكمية الكبيرة من البيانات المتوفرة على شبكات البلوكشين، يعتبر حفظ وتنظيم المعلومات من أكبر التحديات التي يواجهها نظام الويب 3.0.