يعد إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، أحد المشاريع الكبرى لتنمية الطاقة المتجددة بشكل عام في السلطنة، حيث تدعم السلطنة توليد الطاقة الشمسية، وتسعى لتلبية الطلب المحلي والتصدير للخارج.
وقد وقعت وزارة الطاقة والمعادن العمانية، في مطلع العام الجاري؛ 17 اتفاقية للعمل الاستراتيجي مع شركة بي بي (BP) البريطانية، لتطوير منظومة إنتاج الهيدروجين الأخضر كأحد أهم مصادر الطاقة المتجددة. ومن المرتقب انطلاق قمة ومعرض الهيدروجين الأخضر (GHSO 2022)، في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض (OCEC) في الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر 2022.
ما هو الهيدروجين الأخضر؟
يعرف الهيدروجين الأخضر على أنه وقود عالمي وخفيف وعالي التفاعل. يتم إنتاجه من خلال عملية كيميائية تعرف باسم التحليل الكهربائي. تستخدم هذه الطريقة التيار الكهربائي لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء.
وتشير وكالة الطاقة الدولية، إلى أن هذه الطريقة للحصول على الهيدروجين الأخضر، تساعد على إنتاج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما يمكن اعتباره صورة في مجال توليد الطاقة المتجددة.
اقرأ أيضًا: تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد
وتؤكد تقارير وكالة الطاقة الدولية، أن توليد الطاقة من خلال الهيدروجين الأخضر، سوف يساعد على تجنب 830 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. ولكن في نفس الوقت؛ فإن استبدال كل الهيدروجين الرمادي في العالم يتطلب 3000 تيراواط ساعة/ سنة، من مصادر الطاقة المتجددة الجديدة، وهو ما يعادل الطلب الحالي في أوروبا. ومع ذلك هناك بعض التساؤلات حول جدوى الهيدروجين الأخضر بسبب ارتفاع تكلفة إنتاجه.
فوائد الهيدروجين الأخضر
يعتبر الجدل بين أيهما أكثر إفادة، الطاقة الناتجة من الوقود الأحفوري، أم الطاقة المتجددة؛ قديما ويتضمن العديد من المفاهيم الخاطئة. وتعتبر العناصر الطبيعية القديمة مثل الشمس والرياح، هي السبب في إثارة ذلك الجدل، فعل سبيل المثال، ما العمل في حالة عدم وجود رياح؟ أو في حالة عدم إجبار الشمس على السطوع ليلاً.
اقرأ أيضًا: كيف نالت كوين مينا لقب أفضل بورصات العملات الرقمية؟
ويعتبر الهيدروجين الأخضر أحد الاختراعات التي تجنبنا السقوط في كل هذا الجدل. حيث يتم الحصول على الهيدروجين الأخضر من مصادر متجددة من خلال التحليل الكهربائي، ويمكن ضغطه وتخزينه في خزانات محددة. وعندما نحتاج إلى طاقة، يتم توجيه هذا العنصر إلى خلية وقود، حيث نجمع الهيدروجين مع الأكسجين من الهواء لإنتاج الكهرباء، والمنتج الثانوي الوحيد الناتج هو الماء.
استخدامات الهيدروجين الأخضر
يمكن أن يكون الهيدروجين الأخضر عاملاً تمكينيًا مهمًا للانتقال العالمي إلى الطاقة المستدامة واقتصاديات الانبعاثات الصفرية. هناك زخم غير مسبوق حول العالم لتحقيق إمكانات الهيدروجين طويلة الأمد كحل للطاقة النظيفة.
وتحدد وكالة الطاقة الدولية، موقف الأشياء مع الهيدروجين الآن وكيف يمكن أن يساعد في تحقيق مستقبل طاقة نظيف وآمن وبأسعار معقولة. لقد حان الوقت للاستفادة من إمكانات الهيدروجين للعب دور رئيسي في مواجهة تحديات الطاقة الحرجة.
الهيدروجين الأخضر في الصناعة
يستخدم الهيدروجين الأخضر حاليًا بشكل أساسي في الصناعة الكيميائية لتصنيع الأمونيا والأسمدة، وفي صناعة البتروكيماويات، لإنتاج المنتجات البترولية.
اقرأ أيضًا: تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد
ومؤخراً؛ بدأ استخدام الهيدروجين الأخضر في صناعة الصلب، وهو قطاع يتعرض لضغط كبير في أوروبا من الرأي العام، بسبب مساهمة صناعات الصلب في زيادة نسبة التلوث العالمي بشكل مضاعف. ولكن الهيدروجين الأخضر منح صناعات الصلب فرصة إنتاج نظيفة تماما، وخالية من أي آثار سلبية على البيئة.
الهيدروجين الأخضر في الاستخدام المنزلي
فيما يتعلق بتطبيقات واستخدامات الهيدروجين الأخضر في المنازل؛ هناك بالفعل العديد من المشاريع المستدامة قيد التنفيذ، والتي تهدف إلى استبدال شبكة الغاز الطبيعي، بشبكة الهيدروجين الأخضر التي توفر الكهرباء والتدفئة للمنازل دون انبعاثات ملوثة.
ويلعب الهيدروجين الأخضر بلا شك دورًا رائدًا في إزالة الكربون من الاقتصاد. وقد اكتسبت استخدامات الهيدروجين الأخضر انتباه العالم في فترة جائحة كورونا. وهناك بعض العقبات التي يسعى العالم إلى التغلب عليها من أجل ترسيخ الهيدروجين الأخضر باعتباره الطاقة التي لم تعد من المستقبل، ولكن لحاضر أكثر استدامة.
الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
وتعتبر سلطنة عمان من أكثر الدول العربية سعيا في مجالات الاستثمار في طاقة المتجددة، وتتجه الحكومة العمانية إلى تعزيز حضورها في مجال صناعة الهيدروجين الأخضر النظيف، كجزء من رؤيتها الاقتصادية 2040، التي تعول على قطاع الطاقة كأحد أهم عوامل تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط.
وفي سياق تلك المساعي؛ أطلقت سلطنة عمان تحالفاً وطنياً من 13 مؤسسة رئيسية بالقطاعين العام والخاص، ستعمل بشكل جماعي على دعم وتسهيل إنتاج الهيدروجين النظيف ونقله والاستفادة منه محلياً وتصديره للخارج. ولترسيخ مكانة البلاد على خارطة إنتاج الهيدروجين الأخضر واستخداماته.