كثيرة هي الكتابات التي تتحدث عن أحدث الظواهر الاقتصادية وأشهر الابتكارات في العالم الاقتصادي، ولكن هل سبق وتساءلتم ما هو الاقتصاد؟ وكيف يعمل؟ وما محددات أوضاعه؟ وما هي عناصره الأساسية؟
يتصف الاقتصاد بكونه نظام معقد يجمع بين إنتاج السلع والخدمات وتوزيعها واستهلاكها. فهي حلقة مرتبطة ومستمرة تعتمد عليها معظم أنشطة الإنسان باختلاف أنواعها. إن استيعاب كيفية عمل الظواهر الاقتصادية في عالمنا قد يكون أمرًا صعبًا بعض الشيء، ولكنه أمرٌ أساسي وجوهري لاتخاذ القرارات الصائبة والصحيحة في مجال المال والاستثمار والسياسة العامة.
اقرأ أيضًا.. 6 اختلافات بين أسواق المال الأولية والثانوية
الوضع الاقتصادي
لأن الاقتصاد هو نظام ديناميكي دائم التغير والحركة، يعرّف على أنه شبكة واسعة تضم الأفراد والمنظمات والحكومات المعنية بإنتاج السلع والخدمات ونقلها واستخدامها. ولا شك في أن الوضع الاقتصادي بعنوانه العريض حساس تجاه عوامل عديدة من شأنها أن تؤثر عليه إما سلبًا أو إيجابًا. إليك أهمها وفقا لموقع اينفستوبيديا:
1- السياسات الحكومية:
يمكن لحكومات البلاد التأثير بشكل جذري على الوضع الاقتصادي في عالمنا، بواسطة السياسات والأحكام التي تفرضها على أراضيها. فلنأخذ السياسة المالية في بلد معين على سبيل المثال. تصف هذه السياسة استخدامات الحكومة فيما يخص الإنفاق والتحصل على إيرادات – أهمها الضرائب – للتأثير على الاقتصاد. ويعد شق الضرائب أداة أساسية تستخدمها الحكومات لإدارة المعروض النقدي والتأثير على مستوى النشاط الاقتصادي.
2- أسعار الفوائد:
تشكل الفائدة سعر اقتراض الأموال. ولا شك في أن للفائدة تأثيرًا كبيرًا على القروض الاستهلاكية وبالتالي الإنفاق الاستهلاكي، وعلى قروض الشركات وبالتالي استثمار الشركة.
يعد اقتراض الأموال أقل تكلفة عندما تكون أسعار الفائدة متدينة ما يعزز بالتالي النمو الاقتصادي في البلاد. وبالعكس، عندما ترتفع أسعار الفائدة، ترتقع كلفة اقتراض الأموال ما قد يعترض نمو الاقتصاد وتطوره.
3- التجارة الدولية:
تلعب التجارة الدولية دورًا أساسيًا في مسار الأوضاع الاقتصادية في عالمنا. إذ يسمح التداول التجاري بين الدول بتبادل السلع والخدمات، ما يرفع من نسبة نمو الاقتصاد وفعاليته. ومع ذلك، قد تكون التجارة الدولية سببًا للبعض في خسارة وظائفهم في بعض المجالات أو الدول، أو في اختلال التوازن في الميزان التجاري – الذي يسجل به الصادرات والواردات -.
اقرأ أيضًا..معجم اللغة المالية.. ما هي أبرز المفاهيم الكلاسيكية والحديثة؟
عناصر الاقتصاد
إن الأوضاع الاقتصادية في عالمنا مزيجٌ من عناصر مختلفة تتفاعل بين بعضها البعض بطرق مختلفة ومعقدة. وتتمثل عناصر الاقتصاد الأساسية في:
1- الأسر والعائلات:
تشكل الأسر والعائلات مستهلكي السلع والخدمات في العالم الاقتصادي. إذ يلجأ الأفراد إلى استخدام الأموال التي يتقاضوها من وظيفة أو استثمار للدفع مقابل السلع والخدمات التي توفرها الشركات التجارية. وانطلاقًا من حقيقة أن إنفاقات العائلات تشكل حيزًا مهمًا من الطلب على السلع والخدمات، تملك العائلة بإنفاقها تأثيرًا مهمًا على نمو الاقتصاد.
2- الأعمال:
تضم الأعمال منتجي السلع والخدمات في مختلف المجالات. حيث توظف الشركات المعنية فريقًا متكاملًا بل وتستثمر في مدخلات متنوعة كالمواد الخام والأجهزة والتكنولوجيا المطلوبة، كي تتمكن من إنتاج سلعة أو خدمة والبقاء في السوق.
إن الاستثمار في الأعمال التجارية ضروري لنمو الاقتصاد نظرًا لكون هذا الاستثمار المحفز الأول للإنتاجية وفرص العمل.
3- الحكومة:
تلعب الحكومة هنا أيضًا دورًا أساسيًا من خلال أنظمتها وسياساتها وإنفاقاتها. فلا شك في أن الحكومة توفر السلع والخدمات الأساسية والضرورية لشعبها كالتعليم والصحة والبنى التحتي. بالإضافة إلى أن الحكومات مسؤولة عن تنظيم الاقتصاد لضمان تنافس شريف وعادل ولحماية المستهلكين.
اقرأ أيضًا.. الأسواق المالية قبل وبعد العملات المشفرة.. تعريفات واختلافات