كالعالم الحقيقي الذي نعيش فيه، لا يخلو عالم العملات المشفرة من المجرمين والمحتالين. ففي هذه المساحة المحفوفة بالمخاطر والجرائم الإلكترونية، يكثر المستغلون وأصحاب النوايا السيئة والسارقون الذين يضعون المال والثروة نصب، والذين يؤثرون سلبًا في سمعة هذا العالم. وللأسف، لا يزال عدد كبير من هؤلاء المجرمين الجامحين خارج السجون، فمن هم هؤلاء المجرمون إذا حق القول؟ وما هي الجرائم التي ارتكبوها؟
لورود اسم في لائحة المجرمين الفارين من العدالة في عالم العملات المشفرة، لا بد من:
- إثبات أنه مذنب نتيجة جريمة ارتكبها
- لا يزال حرًا وطليقًا، أو لم يخضع لحكم الجهات القضائية
- تم الإبلاغ عنه كمطلوب للعدالة
والآن، لنلقي نظرة سريعة على أبرز الأسماء في هذه اللائحة:
1- ملكة العملات المشفرة روجا إينياتوفا Ruja Ignatova:
لا تزال المواطنة الألمانية من أصل بلغاري روجا إينياتوفا مطلوبة للعدالة جراء إدارتها لإحدى كبرى عمليات الاحتيال والسرقة على المستوى الدولي. وصف جايمي بارتليت Jamie Bartlett في كتابه «ملكة العملات المشفرة المفقودة» السيدة روجا إينياتوفا، بالذكية ورائدة الأعمال المحترفة. فبعد دراستها القانون الأوروبي في جامعة أوكسفورد، رُسم أمامها مستقبل مهني واعد. ولكن طمعها وجشعها في تحقيق ثروات طائلة أودى بها إلى الضلال بل والهلاك.
أسست إينياتوفا شركة وانكوين Onecoin التي اشتهرت بهدفها الأساسي، وهو تنحية البيتكوين عن عرشه في عالم العملات المشفرة. وبشخصيتها الجميلة وحنكتها والكاريزما التي تمتعت بها، استطاعت ملكة العملات المشفرة جذب المستثمرين بل وخداعهم لضخ مليارات الدولارات في شركتها.
ولكن سرعان ما اتضح للعيان أن هذه الشركة ليست إلا عملية احتيال عالية المستوى، حيث استخدمت أموال المستثمرين الجدد لتغطية استثمارات المستثمرين القدامى. تم إدراج هذا النوع من الحتيال في خانة ما يعرف اليوم بعملية الهرم أو عملية بونزي. وعدت إينياتوفا المستثمرين بإيرادات قيمتها من 5 لـ 10 أضعاف استثماراتهم الأصلية في الشركة، وتم تشجيعهم وحثهم على إقناع مستثمرين محتملين لشراء حزم العملات المشفرة في هذه الشركة.
لم تعمل روجا إينياتوفا وحدها، بل استعانت بالمؤسس المشارك للشركة السيد سيباستيان غرين وود Sebastian Greenwood، الذي اعترف بأنه مذنب في تهم الاحتيال وغسيل الأموال.
لا تزال روجا إينياتوفا حتى اليوم طليقة وحرة. في عام 2016، استقلت إينياتوفا طائرة من صوفيا إلى اليونان واختفت للأبد. واليوم اشتهرت بكونها المرأة الوحيدة على لائحة أهم المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي. يعتقد المحققون أنها أجرت عمليات تجميلية جراحية لتغيير ملامحها لإبعاد الشبهات عنها.
اقرأ أيضًا..أبرز 4 بنوك تقدم خدمات العملات المشفرة
2- الأخوين كاجي Cajee brothers:
في 2019، عمد الأخوان أمير ورئيس كاجي، البالغان من العمر 18 و21 سنة، إلى إنشاء شركة أفريكريبت Africrypt للعملات المشفرة في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا. وعدت هذه الشركة المستثمرين بعائدات مالية ضخمة تصل إلى 5 أو 10 أضعاف استثماراتهم الأصلية في عملة البيتكوين. وبعد جمع 3,6 مليار دولار من المستثمرين، زعم الأخوان كاجي، أن الهاكرز الأوكرانيين هاجموا الموقع الإلكتروني وسرقوه. واستنادًا لرئيس التحقيق السيد سين بيرس Sean Peirce، لم يتم إثبات هذه المزاعم.
اضطر الأخوان إلى الفرار من البلد، هربًا من التهديدات بالقتل التي وجهت إليهم من قبل المستثمرين الغاضبين. وحتى الآن لم يتم العثور عليهما بعد.
اقرأ أيضًا..العملية Choke Point 2.0.. العملات المشفرة في مرمى النيران
3- مجموعة لايزاروس Lazarus Group:
اشتهرت مجموعة لايزاروس، والتي مقرها كوريا الشمالية، بقيامها بسلسلة من عمليات الاختراق السيبراني على مر عقد من الزمن، لتحتل بالتالي قائمة أخطر مجموعات الجرائم الإلكترونية في العالم. وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن هذه المجموعة هي المسؤولة عن الهجوم الإلكتروني ضد هارموني هورايزون Harmony Horizon في عام 2022، وسرقة عملات رقمية تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار.
تشير الشائعات إلى أن الهاكرز في هذه المجموعة تم اختيارهم بدقة وحرفية من ضمن ألمع وأذكى الطلاب في مدارس كوريا الشمالية. وقد تم تدريبهم خصيصًا ليصبحوا نخبة الهاكرز في هذا المجال. كما يشتبه بأن هذه المجموعة ليست إلا قوة مسلحة تابعة لحكومة كوريا الشمالية، ولكن لم يتم إثبات ذلك إطلاقًا.
وقد تم تداول معلومات عن هوية شخصيات من هذه المجموعة، وهم بارك جين هيوك Park Jin Hyok وكيم إيل Kim Il وجون شانج هيوك Jon Chang Hyok.
وبما أن بعض هؤلاء لا يزال حرًا كالطير خارج السجون، ومع إمكانية ولادة مجرمين جدد في ساحة العملات المشفرة، لا بد لأي مستخدم أو متداول للعملات الرقمية أن يكون حذرًا ومنتبهًا كي لا يقع ضحية هذه العمليات المدمرة.
اقرأ أيضًا..لماذا يقبل مستثمرو العملات المشفرة على NFTs؟