يشهد الوسط التكنولوجي مؤخرًا تحولًا من تقنية الويب 2.0 السائدة، إلى الويب 3.0 الرائدة. حيث أعلنت ثلاث شركات كبرى في الأسبوع الماضي عن تبنيها تكنولوجيا الويب 3.0 الثورية. والغريب أن هذه الشركات الكبرى لطالما عرفت بموقها المعادي لتقنية الويب 3.0، ومع ذلك تظهر اليوم على استعداد لخلق تجارب جديدة ومنتجات عديدة باستخدام تقنية البلوكشين.
تعريف الويب 3.0
الويب 3.0، والمعروف أيضًا باسم الجيل الثالث من الإنترنت أو الويب الدلالي، هو التطور التالي للشبكة العالمية من خلال إستخدام الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) لأجهزة الكمبيوتر وتحليل البيانات بنفس الطريقة التي يقوم بها البشر، مما يساعد في التوليد الذكي وتوزيع المحتوى القيم وفقًا لاحتياجات المستخدمين المحددة.
اقرأ أيضًا: هل تنجح المحافظ الرقمية في حماية العملات المشفرة من انهيار البورصات؟
ويتميز الويب 3.0 بكونه أكثر ديناميكية وتفاعلًا من الجيل الأول والثاني لشبكات الإنترنت، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي مع تكنولوجيا البلوكشين. في نظام الويب 3.0، يتم تخزين البيانات بشكل آمن ويتم توزيعها عبر العديد من الأجهزة من خلال شبكات البلوكشين، مما يلغي الحاجة إلى خوادم مركزية. يقلل مثل هذا التصميم أيضًا من مخاطر تسرب البيانات الهائل لأن البيانات لم تعد مخزنة مركزيًا.
3 شركات تتبنى الويب 3.0
1. جاي بي مورغن JP Morgan
في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أجرت هذه الشركة أول عملية تحويل لها على شبكات البلوكشين. واتصفت هذه العملية بالتجربة الأولى من نوعها حيث أقدم بنك على ترقيم المحفظات على شبكات البلوكشين. وتكللت العملية بنجاح تام. وبالدخول في هكذا مشروع، يبدو أن البنك على استعداد أكبر لاختبار العالم المالي اللامركزي والغوص أكثر في الفرص والمشاريع المتطورة التي يوفرها هذا الأخير.
2. إنستغرام Instagram
على الرغم من الخسائر الجسيمة التي تكبدتها شركة ميتا Meta مرارًا وتكرارًا بسبب رغبة مارك زوكربيرغ في تجربة أشياء جديدة، لا يبدو أن الشركة ستتوقف عن المحاولة في أي وقت قريب. ففي الحقيقة، أعلنت الشركة مؤخرًا عن السماح للمستخدمين بخلق رموز غير قابلة للاستبدال أي الـNFT وعرضها وبيعها على المنصات الخاصة بالشركة وفقًا لموقع بي إس سي.
كما تخطط ميتا إلى دمج فيديو الـNFT ليتمكن صانعو الفيديوهات من بيع ابتكاراتهم بسهولة على المنصات المتوفرة لهم. بالإضافة إلى ذلك، تعمد الشركة إلى استيراد معلومات من أكبر سوق للـNFT في العالم ألا وهو أوبن سي-OpenSea. كما تحاول ميتا إبرام اتفاقيات مع محفظات رقمية مشهورة مثل سولانا Solana وغيرها.
3. غوغل Google
في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، صرحت غوغل كلاود Google Cloud عن خبر مهم يتمثل بالتحقق من صحة البلوكشين، وتوفير ميزات جديدة من شأنها أن ترحب بمطوري منصة سولانا Solana، ونود Node. وأعلنت الشركة أيضًا عن خطتها لدمج محرك نود الخاص بها والقائم على تقنية البلوكشين مع شبكة سولانا في عام 2023.
ويعد محرك نود خدمة استضافة عقد تديرها شركة غوغل والتي تدعم شبكة إيثريوم. ويتجلى هدف شركة غوغل في جعل سولانا نود الحل المثالي بمجرد نقرة واحدة. ومن هنا، تتوضح الصورة أكثر، فقد بدأت العديد من الأسماء الكبرى في تغيير وجهتها، والاستثمار في التقنيات التكنولوجية المتوفرة في الأسواق.
ويعود ذلك لرغبة الشركات والعلامات التجارية الكبرى، في خلق منتجات وخدمات أكثر توازنًا من شأنها أن تلبي رغبات العملاء واحتياجاتهم. وفي حالة توجه الأفراد إلى اعتماد تقنية الويب 3.0 وما يصاحبها من أدوات في حياتهم اليومية، لا بد للشركات أن تتبنى هذه التكنولوجيا المتطورة بهدف مواكبة احتياجات عملائها وإرضائهم.