تقدر صناعة الماس بمليارات الدولارات، ومع ذلك فهي مهددة على الدوام بسبب عمليات السرقة والاحتيال. وكثيرة هي الحالات التي اتضح فيها تصنيف الماس المزيف في المختبر على أنه ماس طبيعي، بل ويتم بيعه على هذا الأساس. ولكن هل تصورت يوما أن يصبح الـNFT أحد أشكال مكافحة شهادات الماس المزورة؟
لقد ضج العالم بفضيحة كبيرة هزت الأرجاء، حيث استقبل معهد الأحجار الكريمة الأميركي (GIA) بعض الرشاوى لتغيير تقاريره. ونتيجة لذلك، رفعت دعوى قضائية ضد هذا المعهد في عام 2005 لتلقيها مبالغ مقابل تحديثات أجراها، لتحسين جودة أحجار الماس المعروضة.
وبالإضافة إلى ذلك؛ يحق للمستهلكين إعادة تقديم الماس لهذا المعهد بغرض تفحص الأحجار المعنية، وهذا ما يعرف بخدمة المتابعة. وعلى الرغم من أنه من الضروري توفير تقرير الـ GIA القديم للحصول على تقرير جديد، قد يرتبط الماس بعدة تقارير معنية بالدرجات. وهذا ما بشكل بالتالي مشكلة للمستهلكين لعدم حصولهم بالتالي على شهادات أصلية بمجرد شرائهم هذه الأحجار الكريمة.
الـNFT مصدر الثقة الوحيد
عمدت العديد من الدول ومنها الهند إلى تطوير أطر ومنهجيات جديدةK لمكافحة تزوير شهادات الماس، في ظل عمليات الاحتيال والسرقة التي تهيمن على مختلف المجالات والصناعات. وقد لجأ بعض الخبراء إلى تبني تقنية البلوكشين لحل هذه المشكلة المتنامية.
اقرأ أيضًا: العرب الأولون: NFT تحيي الروابط العربية وتوحد الثقافات
يمكن للرموز غير القابلة للاستبدال أو الـNFT بتشكيل حل مناسب وممكن لمكافحة شهادات الماس المزورة. فقد أعرب مايك مولداوسكي Mike Moldawsky، مؤسس دايمند دان Diamond Dawn، عن ضرورة وضع شهادات الماس وتقاريره على شبكة البلوكشين العامة، لضمان عدم التلاعب بهذه المستندات وفقا لموقع كوين تلجراف. وإن تحويل هذه الشهادات إلى NFT على شبكة إيثريوم من شأنه أن يعزز مبدأ عدم قابلية التغيير وإثبات الملكية والرؤية لكل من تجار التجزئة والمستهلكين.
ويعد دايمند دان مشروع فني عالي المستوى يهدف إلى وضع الماسات 333 الحاصلة على الشهادة من GIA على شبكة الإيثريوم كرموز ERC-721. وبالتالي سيحق للمشاركين المدعوين بشكل خاص شراء هذه الماسات على شكل NFT. وبمجرد شراء هذا الـNFT، سيقوم العقد الذكي بإرسال شهادة الماس الصادرة عن GIA تلقائيًا إلى بلوكشين الإيثريوم لتكون بمثابة دليل حصري على الملكية والتحقق.
وسيتمكن مالكو الماس الخام من ضم الـNFT الخاص بهم إلى سلسلة البلوكشين بعملية تحاكي تمامًا عملية تصنيع الماس في العالم الحقيقي. وتهدف هذه العملية إلى زيادة الوعي حول مفهوم الرموز غير القابلة للاستبدال، والتي يمكن أن تصبح نادرة مع مرور الوقت.
الـNFT وشهادات الماس التقليدية
مع انتشار تقنيات ومظاهر تكنولوجية جديدة، يتساءل البعض ما إذا ستعمد الـNFT إلى استبدال شهادات الماس التقليدية. من المتوقع أن تشهد هذه الرموز إقبالًا شديدًا من كبار المهتمين بصناعة الماس وذلك بمجرد أن يبدأ تجار التجزئة الرئيسيون في تبني هذه التكنولوجيا الجديدة. ونظرًا لهذا المستوى من التطور والابتكار، قد يتم التصديق على جميع هذه الأحجار الثمينة عبر شبكات البلوكشين في المستقبل القريب.
الماس والبلوكشين
بالإضافة إلى شهادات الـ NFT يمكن استخدام شبكات البلوكشين لتتبع حركة الألماس من المصنع الأساسي إلى تجار التجزئة، وستساعد هذه العمليات إضافة إلى شهادات الـNFT، في تتبع حركة أحجار الماس الخام من مركز استخراجها، بشكل يؤمن حماية مطلقة للشاري والتاجر في الوقت نفسه. كما يمكن استخدام هذه التقنيات لتتبع حركة المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة وغيرها.
وبالإضافة إلى المعادن الثمينة يمكن للشركات التجارية والمصانع تطبيق هذه الطريقة على منتجاتها بشكل يؤمن جميع المعلومات التي هو بحاجة إليها، وتمكنه من التأكد من جودة السلع وصحتها، كما يمكنها تتبع أصل عمليات بيع منتجاتها عند البائعين.