بدأ العديد من المستثمرين الاهتمام مجددا بأسواق التشفير، كمصدر تحقيق الربح في ظل ارتفاع أسعار العملات المشفرة، حيث تخطى بعضها أرقامًا قياسية، مثل عملة البيتكوين والتي تجاوزت 20,000 دولار. ويعتبر هذا الاهتمام أمرًا طبيعيًا، لأن المستثمر يلجأ إلى الاستثمارات التي تتصف بالإيجابية أي التي لديها عائدات مالية مستقبلية.
وتعرف هذه الموجة الإيجابية من زيادة الإقبال على الاستثمار في العملات المشفرة، باسم سوق الثور أو السوق الصاعدة. على المستثمر أن يتحكم بمشاعره الإيجابية، وأن يتحلى بالصبر والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، لتحقيق المكاسب التي يسعى إليها.
وعلى صعيد المثال، إذا كانت هناك إيجابية في أسواق العملات المشفرة وزياد في سعر عملة معينة، فهذا لا يعني أن هذه الإيجابية ستدوم إلى ما لا نهاية، فمقابل سوق الثور هناك سوق الدب الذي يتصف بحالة مستمرة من الهبوط.
وأشار وارن بافيت، في مقابلة لها على سي إن بي سي CNBC، أنه على المستثمرين أي يدركوا أنه لا يهم مدى دقة دراستة السوق، ومدة جودة التحليلات أو مدى كمية المعلومات المتوفرة، إذا فشلوا بالتحكم في عواطفهم عند وجود تفاؤل وتشاؤم مفرط في الأسواق.
العواطف أم العقلانية.. أيهما أفضل؟
كلما اتجه السوق نحو الارتفاع؛ يتأرجح و يعاود الانخفاض مجددًا، ولكن ثقة المستثمرين في الحقيقة هي السبب في استمرار السوق في الارتفاع. ولكن خوف بعض المستثمرين قد يكون له أثر في انخفاض سوق العملات المشفرة، ومن باع ما يملك من أصول في هذه الحالة؛ قد يخسر فرصة ركوب موجة زيادة الأسعار في بعض الأحيان.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يقود عمليات تسريح جديدة في تويتر
وتعتبر العقلانية والتحكم بالعواطف من أبرز خصائص المستثمر الناجح، ويستطيع المستثمر تحقيق أرباح على المدى القصير والمدى الطويل إن استطاع التحكم بعواطفه، واللجوء إلى المنطق عند اتخاذ القرارات الاستثمارية. ولكي يستطيع المستثمر الوصول إلى هذه القدرة من التحكم بمشاعره وعواطفه، يتوجب عليه أن يزيد من ثقافته الاستثمارية والمالية، وأن يتعلم من أخطائه في الماضي وأن يدرك أيضًا أن معظم المستثمرين في أسواق العملات المشفرة، هم من فئة المبتدئين أوالمضاربين غير المحترفين.
كيف يستطيع المستثمرون السيطرة على مشاعرهم؟
يستطيع كل مستثمر التحكم في مشاعره الإيجابية والسلبية، واتخاذ القرارات المناسبة في حال اعتماد الخطوات التالية.
1. وضع خطة استراتيجية
لا يجب الاستثمار في العملات المشفرة، بدون وضع خطة ثابتة وأهداف محددة بصورة دقيقة. وعلى صعيد المثال يمكن وضع خطة استراتيجية على المدى الطويل، تهدف إلى إنشاء محفظة من العملات المشفرة، والاحتفاظ بها لفترة محددة، بغض النظر عن انخفاض أو ارتفاع الأسعار في الأسواق.
اقرأ أيضًا: 153 مليار دولار.. منصات الأغاني تقفز بإيرادات الموسيقى
ويستطيع المستثمر أن يضع خطة قصيرة الأجل، يعمل من خلالها على بيع العملات المشفرة بسعر محدد بعد ارتفاعها عن سعر الشراء. ولكن كلما طالت فترة الاستثمار، انخفض فيه التوتر والقلق والخوف، وبالتالي انخفضت نسبة التدخلات العاطفية.
2. عدم التأثر بالأسواق
برزت في الفترة الأخيرة التأثير الذي قام به عدد معين من المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الأفراد للاستثمار في عملة مشفرة محددة. كما أثبتت التجارب أنا جزء كبير من هؤلاء المشاهير كانوا يقومون بأعمال مدفوعة الأجر مقابل تأثيرهم الإيجابي على محيطهم أو على الأفراد الذين يتواصلون معهم على وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك يجب على المستثمر أن لا يتأثر بما يشاع ويتداول به على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية غير المحترفة التي تنقل في بعض الأحيان معلومات مغلوطة من مصادر غير موثوقة.
3. التحكم في المخاطر
أحد الوسائل التي تساعد المستثمر في التحكم بمشاعره الإيجابية خاصة عند وجود حالة منها الارتفاع أو ا الإنخفاض المستمر هو تخفيض المخاطر التي يتعرض لها. ويعتبر تنويع المحفظة المشفرة من أبرز الطرق المستخدمة والتي تساعد المستثمر في التحكم بمشاعره الإيجابية أو السلبية. وتتم عمليات التنويع هذه من خلال شراء عدد محدد من العملات المشفرة هذا بالإضافة إلى عدم استثمار كل ما يملكه المستثمر في أسواق العملات المشفرة.
4-التقييم الذاتي
بعد انقضاء فترة محددة على المستثمرين إعادة تقييم نتائج استثماراتهم وقدرتهم على التحكم في عواطفهم في ظل ارتفاع أو انخفاض أسواق العملات المشفرة. وتتم هذه العملية من خلال مقارنة أسعار الأسواق الحانية بالأسعار التي توقعها المستثمر والتي على أساسها أتخذ قراراته اما بالشراء والبيع.