عملة الفيات أو العملة الورقية تعني الأموال التي تصدرها الحكومات ويتم قبولها كعملة قانونية وهي لا تحمل قيمة جوهرية، بل تستمد قيمتها من القوة الاقتصادية للبلد الذي يصدرها. وفي حالة التضخم قد تفقد العملة الورقية جزأ من قيمتها أو قد تصبح عديمة القيمة في حالة وجود تضخم مفرط كما هو الحال في لبنان وفينزويلا.
تشمل عملة الفيات فئة النقود الورقية والعملات المعدنية، وتستخدم كوسيلة لشراء المنتجات والخدمات المتنوعة. تعتمد قيمتها على قوى السوق أي على العلاقة بين العرض والطلب واستقرار الوضع الاقتصادي، والطريقة التي يتم بها ادارة البلد.
يتحكم بإصدار وطباعة العملة الورقية البنك المركزي في كل بلد، بشرط أن لا يتم طباعتها على نطاق واسع، لكي لا يؤدي ذلك الى ارتفاع التصخم.
أما العملات المشفرة فهي مجموعة واسعة من العملات الرقمية ولكن لها نظام خاص، وهي تستعمل كوسيلة للتبادل. كما أن العملات المشفرة لها نظام وبروتوكول خاص بها يسمى بلوكتشين أو دفتر حسابات رقمي لا مركزي. وهذا يعني أنه لا توجد سلطة ثالثة تتحكم بالمعاملات والتحويلات في الشركة.
ان عدم وجود سلطة مركزية يزيل الحاجة الى أن يثق أي كيان واحد بالتحكم في الحسابات والأرصدة والمعاملات. أي ان العملات المشفرة تحسن الشفافية وتقلل من مخاطر المحاسبة أو الأخطاء.
الاختلافات الرئيسية بين العملات الورقية والمشفرة
· العملة الورقية هي عملة تم انشاؤها بواسطة البنك المركزي على عكس العملات المشفرة التي تعمل بشكل مستقل عن البنك المركزي.
· ان العملة الورقية بحاجة وسطاء للتعامل بها وهم البنوك على عكس العملة المشفرة التي يتم التعامل بها بشكل مباشر.
· الأمثلة الأكثر شيوعاً بالنسبة للعملات الورقية هي الدولار، اليورو، الين أما بالنسبة للعملات المشفرة فهي البيتكوين، الايثيريوم وغيرها.
· يتم تخزين العملة الورقية من قبل الأفراد في حساباتهم المصرفية، أما العملة المشفرة فيتم تخزينها من قبل الأفراد في محفظتهم الرقمية.
تاريخ العملات
يعود تاريخ العملات النقدية إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام حيث كان يتم أستخدامها كوسيط مادي لتسهيل التبادل بين السلع والخدمات. ووفقًا لكتاب ألفاردو روبنز (Ruben Alvarado) في كتاب تاريخ المال عبر التاريخ في عام 2013، فقد أُستخدم الحجر البركاني الأسود في العصر الحجري ومن ثم المعادن كالذهب والفضة والنحاس كوسيلة لشراء المنتجات والخدمات إلى أن تم الانتقال إلى النقد الورقي قي أوروبا وامريكا بسبب ندرة المعادن من جهة وزيادة الطلب عليها من جهة أخرى. فإذًا على مرّ التاريخ لم تستخدم الشعوب نفس العملات، بل تغيرت طبيعتها مع مرور الزمن.
أما اليوم فها هو التاريخ يعيد نفسه مع ظهور نوع جديد من الوسائط الإلكترونيه الا وهو العملات المشفرة والتي تتناسب مع عصر التطور التكنولوجي. كما أصبحت العملات المشفرة وخاصة البيتكوين وسيلة دفغ معتمدة من قبل العديد من الشركات حول العالم وأصبح الكثير من الأفراد يسعى لاقتنائها حول العالم إيمانًا منهم بها أو سعيًا لتحقيق مكاسب مالية من خلال عمليات المضاربة.