أجرى باحثون صينيون، اختبارات على الطريق الأسبوع الماضي لإحدى نماذج السيارة المغناطيسية، وهي عبارة عن سيارات لنقل الركاب تعمل بالقوة المغناطيسية، في محاولة لتقليل استهلاك الطاقة وزيادة نطاق قيادة السيارات في المستقبل.
ووفقًا لصحيفة تشاينا ديلي الصينية (China Daily)، فإن السيارة المغناطيسية، تستخدم القوة المغناطيسية لتطفو 35ملم فوق شريط السكة الحديدية وتزن نحو 2.8 طنًا.
فريق تطوير السيارة المغناطيسية
يعمل على تطوير السيارة فريق من جامعة ساوثويست جياوتونغ في تشنغدو بمقاطعة سيتشوان الصينية، حيث عدل الباحثون السيارة من سيارة تقليدية إلى سيارة مغناطيسية، بعد تركيب مجموعة مغناطيسية دائمة للرفع، فيما ثبتوا وصلات جيدة في الطريق تسمح للسيارة بالارتفاع.
اقرأ أيضًا: ميتافيرس هولدينجز: دبي وأبوظبي أول المدن الافتراضية
وصرح دين زيجانج (Deng Zigang)، الأستاذ في جامعة ساوثويست جياوتونغ، أن تطوير المركبات باستخدام تقنية التحليق المغناطيسي أو ماجليف (maglev) يستهدف تقليل استهلاك الطاقة وزيادة الإقبال على قيادة السيارات، وهو ما يأمل أن يتحقق باستخدام التكنولوجيا.
تجربة السيارة المغناطيسية
جهز الباحثون سيارات السيدان بمغناطيس قوي على أرضيات السيارة، ما سمح لهم بالارتفاع فوق الطريق، حيث تم اختبار ثماني سيارات في المجموع، وبلغت سرعة السيارات نحو 200 كيلومتر في الساعة.
اقرأ أيضًا: الاستثمار العقاري في الميتافيرس أو في العالم الحقيقي؟
وأجرى الباحثون اختبار آخر على السيارات، بما في ذلك خمس سيارات جديدة للطاقة، فيما اقتربت سرعة السيارات إلى 230 كيلومترًا في الساعة، على مسافة يبلغ طولها 7.9 كيلومترات من الطريق السريع، حسبما أفادت صحيفة تشاينا ديلي.
تقنية ماجليف
وفقًا للموسوعة البريطانية، تستخدم تقنية ماجليف في القطارات، إذ تسمى قطار الرفع المغناطيسي أو قطار ماجليف، وهي عبارة عن مركبات عائمة للنقل البري مدعومة إما بالجاذبية الكهرومغناطيسية أو التنافر.
وكانت تلك التقنية موضع بحث خلال أوائل القرن العشرين من قبل الأستاذ والمخترع الأمريكي روبرت جودارد (Robert Goddard) والمهندس الأمريكي المولود في فرنسا إميل باتشيليت (Emile Bachelet)، وكانت قيد الاستخدام التجاري منذ عام 1984.
تعتمد تقنية ماجليف على حقيقية فيزيائية حول القوى المغناطيسية، وهي أن الأقطاب المغناطيسية تتنافر، والأقطاب المغناطيسية المعاكسة تجتذب بعضها البعض، ما يحقق إمكانية رفع ودفع وتوجيه مركبة فوق مسار محدد.
ويتضمن تشغيل تقنية ماجليف استخدام العديد من المواد، منها الموصلات الجيدة للطاقة والمغناطيسات الكهربائية والأقطار والمغناطيسات الأرضية النادرة.
مزايا تقنية ماجليف
من المتوقع أن تتمتع سيارات ماجليف بسرعة عالية، على غرار قطارات ماجليف، نظرًا لأن احتكاك هيكل المركبة بالمسار سيكون محدودًا للغاية، وسينعكس ذلك على أعداد الراكبين في الساعة الواحدة، إذ ستأمن التقنية الجديدة فرصة أكبر لزيادة الركاب.
اقرأ أيضًا: روبوت يعمل رئيسا تنفيذيا في شركة ألعاب صينية
ومن أهم المزايا لتقنية ماجليف، أنها لا تعتمد على الوقود الأحفوري، إذ أنها لا تحتوي على محركات تقليدية بل قوة المجال المغناطيسي، فيكون استهلاكها للطاقة أقل من وسائل النقل الأخرى.
عقبات أمام تبني تقنية ماجليف
تظل قضايا السلامة المحتملة أزمة تحتاج إلى حل قبل الاعتماد على تقنية ماجليف، إذ تتصاعد المخاوف حيال إمكانية خروج السيارات التي تسير بسرعة عالية عن مسارها بسبب تقني أو بسبب خارجي.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة ديلي تشاينا أن الاختبارات التي أجرتها سلطات النقل في المقاطعة الصينية تستهدف اختبار السيارات، بجانب دراسة الطرق وإجراءات السلامة للقيادة عالية السرعة.
ولكن، سيتطلب تبني هذه التقنية تغيير شامل للطرق الحالية، لأن السيارات تتحرك على مسار مغناطيسي، ما يعني أن تكاليف تحويل الطرق العادية إلى طرق مناسبة لتنقية ماجليف تتطلب تكاليف ضخمة، بحسب توقعات موقع أوتوموبلوج (Automoblog).