بفضل التطور المستمر الذي يشهده الذكاء الاصطناعي، بات من الملحوظ أن حياة الإنسان أصبحت أسهل. إذ أدى ولوج التكنولوجيا الرائدة إلى مختلف القطاعات الحياتية من أجل تطويرها وتعزيزها.
ومن المتوقع أن تتفاقم قيمة السوق العالمي للذكاء الاصطناعي في المجال التعليمي بحلول 2023، وتسجل بالتالي ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 38% المقدرة بـ2 مليار دولار أميركي وفقًا لموقع البنك الدولي. واليوم، يبدو أن الذكاء الاصطناعي صار يشكل مجالًا للتوظيف خاصة بالنسبة للشباب.
1. التدقيق الشامل للمهارات واستراتيجية مطابقة الوظائف
تساعد تقنية الذكاء الاصطناعي في الانتقال إلى برامج التطوير القائمة على الكفاءة، ومطابقة الكفاءة للوظائف دون تكبد الكثير من المجهود، ودون إهدار الوقت. ومن خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يطمح المطورون أن يتخطوا مرحلة جمع المعلومات العامة المرتبطة بمؤهلات الباحثين عن عمل ما، وتعديلها لتشمل دراسة المهارات والخبرات التي اكتسبها هذا الباحث عن الوظيفة خلال مسيرته الحياتية.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي في شركات الاستشارات المالية.. 5 أسباب
إن التركيز على المهارات عوضًا عن المؤهلات من شأنه أن يساعد في لمس المهارات العملية التي يصعب اكتشافها في المراحل الأولى لعملية التوظيف. ومن هنا، يمكن الإشارة إلى أن ذكر هذه المعلومات التي تفيد بقدرات الأفراد، قد يساعد أرباب العمل بشكل جذري في ملائمة المرشحين الشباب للوظيفة وأخيرًا تعيين أحدهم للمباشرة بالعمل.
هذا وقد تعود هذه الطريقة المبنية على الذكاء الاصطناعي بفوائد جمة على الشباب اللاجئين أو المهاجرين الذين يفتقرون للشهادات الرسمية أو المعلومات التي تثبت كفاءاتهم، ناهيك عن حواجز اللغة. فبهذا التطوير المبني على الذكاء الاصطناعي يمكن التقاط كفاءات هؤلاء بلغتهم الأم وترجمتها ليستطيع رب العمل تحديد مستوى الموظف المحتمل رسم مصيره. ومن هذه التطبيقات الشهيرة نذكر سكيل لاب-Skillab المتوفر تحميله على الهواتف المحمولة.
2. الرؤى القابلة للتنفيذ استنادًا إلى تقييم المهارات
تساعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الناتجة عن تقييمات المهارات، وتحديد الفجوة التي يملكها الموظف المحتمل في مهاراته، وحثه على ملئها. ويكون ذلك من خلال توفير هذه التكنولوجيا نصائح وتعاليم مخصصة لكل فرد ومرتبطة بتطوير مهاراته وبناء مستقبله المهني وبل تطويره.
وتتعدد المنصات التعليمية عبر الإنترنت، مثل كورسيرا Coursera، وأنديلا Andela، التي تلجأ إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقييم نتائج الطلاب ومنحهم نصائح في مكانها الصحيح. ولا شك في أن استخدام التقييم النفسي المتكامل يعزز كشف المواهب الكامنة وقدرات الأفراد المخبئة عند الشباب لتنفيذ مشاريع ريادية ضخمة وناجحة.
3. المعلومات المناسبة في الوقت المناسب
لا يزال الأفراد يجدون صعوبة كبيرة في توقع المهارات المهنية التي قد يحتاجها الفرد في المستقبل. وهذا أمر بديهي للغاية. وإن اعتماد الشركات الكبيرة على أنماط التوظيف التقليدية قد يؤدي إلى تأخر تطورها وتقدمها، ما يؤثر بالتالي على تطور البلدان والدول المرتبطة بها. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. فبتبني هذه التقنية الثورية، يتم تسريع عملية جمع البيانات غير المنظمة من مصادر مختلفة وذلك لتوقع الطلب على الوظائف في المستقبل القريب كما البعيد.
ولنذكر على سبيل المثال لا الحصر، ماي كاريرز فيوتشير MyCareersFuture، وهي منصة سنغافورية حكومية لمطابقة الوظائف، والتي تعمد إلى تحليل سوق العمل من خلال الإنترنت في الوقت الفعلي. وبقيامها بهذا الفعل، تتمكن المنصة من الوصول إلى لمس اتجاه السوق في الوقت المناسب وبالتالي مساعدة المؤسسات التعليمية والتدريبية على رسم مناهجها الدراسية تبعًا لاحتياجات أرباب العمل. وهكذا تعزز هذه الأخيرة الكفاءة العامة وتمهد الطريق لنظام تنمية اليد العاملة في البلاد.
ومع هذا التطور الكبير والمساهمة الأكبر لتقنية الذكاء الاصطناعي في مجال التوظيف الشبابي، تبقى البلدان النامية ضحية غياب التطور. إذ تعاني هذه الأخيرة من افتقارها للبيانات الأساسية التي تشكل هيكل النظام المعتمد. ومع ذلك، يعمل المطورون على جعل هذه الطرق والحلول بمتناول الجميع في كل أنحاء العالم. في المقابل يجب على البلدان النامية أن لا تقف مكتوفة الأيدي بل يتوجب عليها أن تطور وتدعم اليد العاملة وخاصة الشباب للإنغماس في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التي تعتبر إحدى الوسائل القادرة على تنمية الدخل الفردي والقومي في ظل أي ظرف إقتصادي.