تطوير أنظمة الإنذار المبكر التي بدورها تهتم برصد المشكلات المحتملة في الأسواق المالية العالمية وجدت لها مكانا في عصر الذكاء الاصطناعي بعدما انتشرت أدواته ونجحت في حجز مكان مهم لها في جميع القطاعات على مستوى الأفراد والمجتمعات ومع التطور التكنولوجي القائم.
تستمد أنظمة الإنذار المبكر قدرتها من الذكاء الاصطناعي القادر على استيعاب كم هائل من البيانات وجمعها ومعالجتها، وتقديم المشورة لأصحاب المصلحة قبل وقوع أي تهديدات أو أزمات مالية محتملة.
من جهة أخرى، يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على التعافي من الركود من خلال تحسين كفاءة الأعمال وتحديد الفرص الجديدة ومقاومة عدم الاستقرار المالي في المستقبل، وتعزيز كفاءة إنتاجية الشركة واتخاذ القرار، لأن أداء نماذج الذكاء الاصطناعي أثناء الأزمات المالية أو الاقتصادية يعتمد على البيانات التي تم تدريبهم عليها.
ولكن يجب أن نذكر أنه قد لا يتمكن الذكاء الاصطناعي من إجراء تنبؤات أو رؤى دقيقة إذا كانت البيانات المتاحة قديمة أو متحيزة أو غير كافية. علاوة على ذلك، يتطلب الذكاء الاصطناعي استثمارًا كبيرًا، وخلال فترة الركود، قد تحجم الشركات عن تحمل مثل هذه النفقات.
ومع التطور التكنولوجي القائم، اتضح أن الذكاء الاصطناعي قادرًا على مساعدة المعنيين بعد من الأساليب فما هي؟
جمع البيانات
صممت أنظمة الذكاء الاصطناعي لتكون بكونها قادرة على استيعاب كم هائل من البيانات وجمعها من مصادر مختلفة كالحسابات المالية والمقالات الإخبارية وأخبار وسائل التواصل الاجتماعي.
معالجة البيانات
لا بد من معالجة المعلومات التي تم جمعها مسبقًا وذلك بهدف التخلص من أي معلومات إضافية غير ضرورية والاحتفاظ بما يمكن أن يكون مادة للتحليل.
اختيار الميزة
تتمثل الخطوة التالية في اختيار الميزات التي قد تشكل مؤشرًا على المخاطر المحتملة في البيانات المعالجة مسبقًا.
التعلم الآلي
بعيد اختيار الميزات السابقة، لا بد من تدريب النماذج المسؤولة عن توقع المخاطر المحتملة بالاستعانة طرق التعلم الآلي. ويمكن تدريب هذه النماذج باستخدام البيانات التاريخية لتحديد الاتجاهات التي يمكن أن تنذر ببدء الأزمات، مثل أزمة الائتمان أو مشكلة الإفلاس أو أزمة الديون أو غيرها المزيد.
نظام الإنذار المبكر
يمكن إنشاء أنظمة الإنذار المبكر باستخدام نماذج التعلم الآلي بمجرد تدريبها على تقديم المشورة لأصحاب المصلحة بشأن التهديدات المحتملة. كما يمكن استخدام هذه التقنيات لتقييم حدة المخاطر وتوفير تدابير التخفيف المحتملة.
يعد الذكاء الاصطناعي تقنية أساسية من شأنها أن تساعد في اتخاذ القرارات ولكن بالرغم من هذه الخطوة إلا أن لا مفر من التدخل البشري بحيث يبقى الإنسان المسؤول الأول عن صنع القرارات.