ضج العالم مؤخرا بظهور تقنيتين حديثتين هما الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، خاصة في مجال صناعة الفيديوهات وإنتاجها. تعتمد تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة على أنواع جديدة من خوارزميات التعلم الآلي التي تستخدم محتويات مختلفة كالنصوص أو الأصوات أو الفيديوهات والصور لإنشاء محتوى جديد وفريد.
وللتأكد من مصداقية الذكاء الاصطناعي وفعاليتها، عمد صانع المحتوى كريس لافيني Chris Lavigne إلى تجربة هذه التقنية مستخدما ثلاث برامج ألا وهي شات جي بي تي ChatGPT وسنتيزيا Synthesia وديسكريبت Descript.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي والكوارث الطبيعية.. أدوار جديدة للآلة
1- شات جي بي تي ChatGPT
تستند المرحلة الأولى في صناعة مقاطع الفيديو إلى كتابة نص متسلسل. وهذا ما قام به بالفعل صانع المحتوى لافيني في تجربته الجديدة. لكتابة محتوى الفيديو الخاص به، لجأ الأخير إلى برنامج شات جي بي تي القائم على الذكاء الاصطناعي والقادر على توفير المعلومات والأجوبة عن أسئلة معينة ضمن محادثة ما.
تتمحور فكرة الفيديو حول طريقة تحضير فطيرة التفاح. ومن المتوقع أن تكون مدة هذا المقطع حوالي دقيقة واحدة، وأن يكون النص سهلًا وجذابًا ولطيفًا. ولتحقيق رغبة كريس، قام هذا الأخير بطرح فكرته في البرنامج، مشيرًا إلى المعايير الأساسية ومحددًا الرغبات الأولية. وفي غضون ثوانٍ فحسب، تم إنشاء نص صحيح ومتسلسل للفيديو المراد تنفيذه.
2-سنتيزيا Synthesia
وللمضي قدمًا في عملية إنشاء الفيديو الخاص بطريقة تحضير فطيرة التفاح، انتقل كريس إلى برنامج آخر قائم على الذكاء الاصطناعي والمعروف بسنتيزيا.
يهدف البرنامج إلى تحريك الآفاتار الشبيه بالإنسان بطريقة أوتوماتيكية. بكلمات أخرى، يمكن لهذا البرنامج أن يحول نصًا مكتوبًا إلى فيديو يظهر به الإنسان ناطقًا بكلمات هذا النص ومستخدمًا صوت وحركات قائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي. ولخلق الأفاتار الفريد والخاص بكل فرد على برنامج الذكاء الاصطناعي هذا، يتعين على المستخدم تسجيل مقطع فيديو لنفسه، يقرأ بعض السطور والكلمات. بعد ذلك، يرسل المستخدم هذا المقطع إلى البرنامج وفي غضون أيام قليلة يتم خلق الأفاتار الخاص به والذي سيكون إذًا متاحًا للاستخدام على البرنامج.
قام كريس بنسخ النص الذي كتبه في برنامج شات جي بي تي وإدخاله إلى برنامج سنتيزيا ومن ثم حمّل خلفية معينة لاستخدامها وراء الآفاتار المتكلم معدلًا حجم ومكان هذا الآفاتار في الفيديو. وبعد التأكد من كل نقاط، وبغضون بضع دقائق، قام البرنامج تلقائيًا بتحريك الآفاتار ناطقًا بالنص المحدد.
اقرأ أيضًا.. الروبوتات ستصبح أكثر من البشر.. لماذا يهتم إيلون ماسك بالذكاء الاصطناعي؟
3-ديسكريبت Descript
وبهدف تحسين وتجميل مقطع الفيديو، لجأ كريس إلى برنامج ثالث وأخير ألا وهو ديسكريبت، وهو أداة متطورة لنسخ الصوت والفيديو، وهو برنامج مشهور يحتوي على أدوات تحرير مختلفة.
يقوم هذا البرنامج على تقنية الذكاء الإصطناعي لتحويل الفيديو تلقائيًا إلى نص مكتوب. ولكن في هذه التجربة بالذات، لجأ كريس إلى استخدام ميزة من ميزاته ألا وهي إضافة لقطات من الصور على الفيديو. إذ قام كريس بتحميل الفيديو و وإعادة تحويله إلى نص. وفي هذه المرحلة، حدد صانع المحتوى اللحظات التي أراد فيها تصور الكلمات وإضافة الصور ليكون الفيديو أكثر حركة وحيوية. وبعد هذه المرحلة، صدّر كريس النسخة النهائية من الفيديو.
اقرأ أيضًا.. ChatGPT يفشل في اختبارات الابتدائية.. هل يمكن اعتباره بديلا للمعلم؟
إنّ ولوج الذكاء الاصطناعي إلى قطاعات الحياة البشرية من شأنه أن يطرح تساؤلات لدينا جميعًا. فهل هذه التقنية الجديدة بمثابة تهديد لبعض الوظائف الحالية. يتم اللجوء اليوم إلى هذه التكنولوجيا للحصول على مساعدة قيمة وسريعة. وعلى الرغم من كل المساهمات والإضافات التي تطرحها أدوات الذكاء الاصطناعي، يبقى الإنتاج البشري البحث فريدًا من نوعه وأصيلًا ولا يمكن استبداله مهما طال الزمن.