إكمال الواجب المنزلي، وصياغة المواضيع، وكتابة المقالات وغيرها من المهام الدراسية، صار بإمكان برنامج ChatGPT أن يقوم بها. فهل يعني ذلك أن مخاطر ChatGPT على القطاع التعليمي، قد تمثل تهديدًا مباشرًا لدور المعلمين فيه؟
يستطيع برنامج ChatGPT أن يساعد الطلاب على إتمام جميع واجباتهم المدرسية، وذلك بمجرد إدخال السؤال المطلوب، أو حتى المقالة المطلوب كتابتها في مادة ما. وصرحت شركة OpenAI المالكة لبرنامج ChatGPT، أن هذا البرنامج لا يستطيع أن يحل مكان البشر، ولكنه يستطيع أن يطور من أداء البشر الذين يعتمدون عليه، مقابل من لا يستخدمونه.
ما هي مميزات برنامج ChatGPT في المدارس؟
كل ما يتوجب على الطالب المدرسي هو إنشاء حساب في صفحة البرنامج التي تعتبر مجاني حتى الساعة. ومن ثم، يستطيع طرح الأسئلة أو إعطاء الأوامر والطلبات على البرنامج الذي يستطيع بدوره أن ينجز جميع الواجبات المطلوبة بطريقة فعالة.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يصنع بروتينات بشرية جديدة
ويستطيع أن الطالب أن يعدل في الإجابات، من خلال طلب مواصفات خاصة للإجابة من برنامج ChatGPT، مثل: عدد الكلمات المطلوبة، أو التركيز على أن تتضمن الإجابة كلمات أو مصطلحات محددة. وما هو مثير للجدل فعلًا، أن المنتجات التي يقدمها البرنامج، ليست قابلة للكشف مثل غيرها من برامج الذكاء الاصطناعي في التعليم، حيث يمكن التحكم في نسبة النسخ من المواقع الإلكترونية.
مخاطر ChatGPT في المدارس
تعتبر عملية مساعدة الأهل لأبنائهم في إتمام الواجبات المنزلية والتقييمات القائمة على المشاريع والمقالات من المشاكل المدرسية التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى بروز عدم موضوعية تقييم الطلاب. أما اليوم فمع بروز برنامج ChatGPT أصبحت الإشكالية في تقييم الطلاب وأهمية الواجبات المنزلية أعمق وأكثر تعقيدا حيث أصبح بإمكان أي طالب مدرسيه إتمام واجباته من خلال برامج الذكاء الاصطناعي دون اللجوء إلى الأهل.
اقرأ أيضًا: بسبب برنامج ChatGPT.. وظائف قانونية وإدارية مهددة بالزوال
لذلك أصبح تقييم الطالب المدرسي في المنزل عرضة للخطر بسبب برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد في الوقت الذي سيصبح من المستحيل على المدرس تحديد مدى نزاهة الطالب وخاصة عندما لا يكون تحت إشرافه المباشر. وهذا ما أشار إليه موقع إس إم إش Sydney Morning Herald-SMH، حيث ذكر آدم فويكت Adam Voigt، أن برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد يشكل تهديدًا واضحًا للطلاب وللمعلمين على حد سواء.
هل تتبنى المدارس برامج الذكاء الاصطناعي؟
بقدر ما قد تبدو مخاطر الذكاء الاصطناعي تهديدًا لمستوى التعليم في المدارس، لكن يجب على المسؤولين إدراك أن النظام التعليمي كله سيتأثر ويتطور بعد ظهور هذه البرامج، لذلك من الأفضل تقبل ظهور هذا النوع من البرامج، وتبني إمكانياتها، والتفكير في كيفية إدارة مخاطر ChatGPT وغيره من البرامج. الأمر مشابه إلى حد ما إلى بداية ظهور الآلات الحاسبة التي أصبحت معتمدة في المدارس بشكل طبيعي.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي في المحاسبة.. تكنولوجيا الشركات الراغبة في النمو
ولكن السؤال الذي ما زال يطرح نفسه دون إجابات واضحة، هو كيف نستفيد من مميزات الذكاء الاصطناعي دون أن تتأثر قدرات الطالب بشكل سلبي؟ ومن الطبيعي أن تتطلب الإجابة على هذا النوع من الاستفسارات فهمًا معمقًا لمخاطر برامج الذكاء الاصطناعي الجديدة، ومدى تأثيرها على القدرات التحليلية والبحثية للطلاب.