غالبًا ما يهيمن الخوف على رائد الأعمال الذي يعمد إلى المباشرة بعمل أو مشروع جديد. وغالبًا ما يكون هذا الشعور مبررًا وناتجًا عن ظروف وأسباب معينة، إلا أنه لا يجب أن يؤثر الخوف على قرارات الفرد في حياته المهنية. فما هي محفزات الخوف؟
متى يشعر رائد الأعمال بالخوف؟
1. غياب الثقافة
يعاني العديد من رواد الأعمال من غياب الثقافة الكافية لبدء مشروع ما، ويعتبر هذا طبيعيًا جدا بالنسبة لرواد الأعمال الذين يبدأون مشروعهم من خلال فكرة، أو من خلال مشكلة متواجدة في السوق.
ويكمن الحل الأساسي لمشكلة غياب الثقافة، من خلال الاطلاع على وضع المشروع والسوق المحيطة به بصورة معمقة، بالإضافة إلى دراسة التجارب السابقة، وتحليل أسباب النجاح والفشل، وزيادة الثقافة بالمشروع المراد إطلاقه على أرض الواقع.
2. ضعف المهارات الأساسية لإدارة الأعمال
يقدم العديد من رواد الأعمال على بدء مشاريعهم، دون التسلح بالمهارات الأساسية المتعلقة بإدارة الشؤون المالية، وإدارة المخاطر وغيرها. وقد يؤدي هذا الأمر إلى إصابة رائد الأعمال بالتردد في إطلاق مشروعه أم لا. ولذلك ينبغي على رائد الأعمال أن يحصل على دورات تدريبية متخصصة في إدارة الأعمال، والمهارات الإدارية المختلفة.
3. عدم الثقة بالنفس والخوف من الفشل
عدم الثقة بالنفس والخوف من الفشل، وهو أمر طبيعي بالنسبة لمشروع جديد. فرائد الأعمال يبادر بإطلاق مشروعه المستقبلي، والمرتبط بظروفه الاقتصادية والمالية والجيوسياسية في البلاد، بالإضافة إلى ارتباطه بالسلعة المعروضة في الأسواق. لذلك لا يستطيع رائد الأعمال أن يكون متأكدًا من نجاح مشروعه إلا بعد مرور فترة من الزمن.
الفشل هو أمر طبيعي بالنسبة لأي مشروع جديد. أما حل هذه المشكلة فيكون من خلال تعزيز القدرة على تقبل الخسارة والفشل في حال حدوثها، والتفكير في كيفية إدارة هذه الخسارة وتطويعها لخدمة المشروع نفسه.
4. الخوف من خسارة الأموال
يؤدي فشل مشروع ريادة الأعمال إلى خسارة أموال رائد الأعمال لذلك نرى في كثير الأحيان أن الخسارة المالية هي أحد العوائق الأساسية أمام البدء في مشروع ريادي. ويعتبر هذا أمر طبيعي بالنسبة لرائد الأعمال، لذلك يتوجب عليه أخذ الحيطة والحذر، وذلك من خلال تنويع محفظتها المالية والحفاظ على حد أدنى يستطيع من خلاله أن يؤمن مستوى معيشي مقبول بالنسبة له ولعائلته.
5. عدم القيام بالبحث المطول والدقيق لإيجاد استراتيجية فعالة
قد يتسرع رائد الأعمال في إطلاق مشروعه دون القيام ببحث دقيق ومعمق عن أوضاع الأسواق وضع استراتيجية فعالة يستطيع من خلالها إطلاق مشروعه بصورة ناجحة. لذلك يجب أن يتحلى رائد الأعمال بالعقلانية قبل إطلاق مشروعه رسميًا. كما يتوجب عليه أن يضع استراتيجية قصيرة الأجل وطويلة الأجل.
6. انعدام الصبر والرغبة في لمس النتائج السريعة
يتطلب مشروع ريادة الأعمال بذل جهد مضاعف على المدى الطويل لحصد النتائج. فمن الصعب جدا الحصول على الأرباح من المشروع الريادي بعد إطلاقه مباشرة، حيث يتوجب على رائد الأعمال أن يتحلى بالصبر قبل بدء لمس النتائج والأرباح.
7. عدم الثقة بالفكرة المطروحة
يؤدي انعدام الثقة بالفكرة المطروحة، والتردد بشأن كماليتها وفعاليتها، إلى كبح رائد الأعمال في إطلاق مشروعه، الأمر الذي يعتبر طبيعيًا للغاية عند إطلاق مشروع أو فكرة جديدة، ولكن من الممكن لرائد الأعمال أن يتخطى هذه المشكلة بدراسة فكرته جيدًا وتجربتها بشكل مبدئي قبيل إطلاقها في الأسواق.
8. السقوط فريسة للآراء غير البناءة
قد يؤدي الاهتمام الزائد بآراء الناس فيما يتعلق بفكرة المشروع، إلى أن يتعرض رائد الأعمال إلى آراء سلبية قد تفقده الثقة في مشروعه، وتقلل من قدرته على بلوغ مراده.
ولذلك يفضل أن يعمل رائد الأعمال على دراسة مشروعه بطرق علمية، مبنية على استبيانات واضحة، يستطيع من خلالها أخذ أراء العملاء المستقبلين. كما يتوجب عليه أن يتجنب الآراء السلبية ويبتعد عنها قدر الإمكان.
9. الخوف من فقدان الوظيفة الحالية
يؤدي إلى الخوف من فقدان الوظيفة الحالية، والضمان الذي يوفره المنصب الحالي لرائد الأعمال، إلى كبح رغبته في إطلاق مشروعه الجديد، ويعتبر هذا الأمر طبيعيًا، لأن الإنسان بطبيعته يفضل البقاء في منطقة الراحة. لكن متى يتخطى رائد الأعمال هذه المشكلة؟
اقرأ أيضًا: أماد: طورت شخصية افتراضية لإدارة مشروعي وحضور الاجتماعات
يستطيع أي رائد أعمال أن يبدأ في مشروعه، والاحتفاظ بوظيفته في نفس الوقت، وعند نجاح مشروعه يستطيع في هذه الحالة التخلي عن وظيفته الأساسية. كما يستطيع رائد الأعمال الحصول على إجازة غير مدفوعة من عمله، يستطيع خلالها التفرغ لإدارة مشروعه الريادي.
10. القلق بشأن العمل تحت الضغط
يتطلب المشروع الريادي العمل تحت الضغط بصورة دائمة، فلا يوجد وقت للراحة، ولا يوجد دوام عمل محدد، خاصة عند إطلاق المشروع. لذلك يتخوف الكثير من الأشخاص من أخذ المبادرة وإطلاق أعمالهم الريادية. في المقابل، يجب أن يعلم أي رائد أعمال أن هذا الضغط يتضاءل مع مرور الزمن في حال نجاح المشروع وزيادة عدد الموظفين .
وفقا لموقع، هارفرد بزنس ريفيو ينتاب الإنسان الشعور بالخوف، عند القيام بشيء جديد، أو الانتقال إلى مرحلة مختلفة. وعالم ريادة الأعمال ليس مضادًا لهذا الشعور. فبمجرد التعرف على أسباب الخوف والتمعن فيها، سيتمكن رائد الأعمال من تجنب هذه المسائل، ومعالجتها إن وجدت، بهدف التغلب على الخوف والدخول إلى مجال ريادة الأعمال بكل ثقة ونجاح.