يشكل الذهب مصدر استثمار أساسي وشائع في اقتصاد العالم. حيث يدخل في مجالات مختلفة مثل صناعة بعض الأجهزة الإلكترونية والطبية، وغيرها. وتتعرض أسعار الذهب إلى تقلبات مختلفة مثل الأصول المتوفرة في الساحات المالية، فتارة تنخفض، وتارة ترتفع بشكل غير متوقع، فهل هناك عوامل يتوقف عليها التغير في أسعار الذهب بين ليلة وضحاها؟
6 عوامل من أجل التغير في أسعار الذهب
1. احتياط البنك المركزي
تحتفظ البنوك المركزية في خزنتها العملات الورقية وسبائك الذهب ما يشكل إذًا الاحتياط الخاص بها. ومع توجه معظم هذه البنوك إلى تنويع احتياطها وبالتالي تحويل هذه العملات الورقية إلى ذهب، يرتفع سعر هذا الأخير تلقائيًا. والجدير ذكره أن احتياطي أغلبية الدول يتكون بشكل رئيسي من الذهب.
2. قيمة الدولار الأميركي
يرتبط سعر الذهب إلى حد كبير ارتباطًا عكسيًا بقيمة الدولار الأميركي، خاصة أن هذا المعدن مقومًا بالدولار. فإذا انخفضت قيمة الدولار، ارتفع سعر الذهب إذ يمكن شراء المزيد من الذهب عندما يكون الدولار ضعيفًا.
اقرأ أيضًا: عوامل عند شراء الذهب المادي يجب مراعاتها
وعلى العكس، كلما اكتسب الدولار قوة إضافية، انخفض سعر المعدن في الأسواق العالمية. هذا ما يفسر إذًا طابع الذهب على أنه تحوط ضد التضخم. فالتضخم لا يقع إلا بارتفاع الأسعار، أي انخفاض سعر الدولار، ما يعني تلقائيًا ارتفاع سعر الذهب.
3. زيادة الطلب على المجوهرات
كأي سلعة أو منتج، يتأثر الذهب بحركة العرض والطلب. فمع ارتفاع الطلب على السلعة الاستهلاكية، يرتفع سعرها. وفي الحقيقة، شهد العالم عام 2019 ارتفاعًا هائلًا في الطلب على المجوهرات المصنوعة من الذهب. ونتيجة لذلك، ارتفع سعر هذا المعدن في الأسواق.
4. حماية الثروات
في فترات عدم اليقين الاقتصادي أو الركود، يتجه الأفراد إلى الاستثمار في هذا المعدن الأساسي نظرًا لمقاومته للظروف الاقتصادية. فالذهب معدن لا يفقد قيمته أبدًا وبل يتصف بالملاذ الآمن لغالبية الأفراد والمستثمرين في أوقات الضيق والاضطراب وعدم الاستقرار الاقتصادي. وبالتالي، عندما ترتفع نسب الفوائد على استثمار الذهب في هذه الحالات، يرتفع سعر المعدن.
5. الطلب على الاستثمار
يشهد هذا المعدن طلبًا من الصناديق المتداولة في البورصة التي تمتلك الذهب وتصدر في المقابل الأسهم التي باستطاعة كبار المستثمرين شرائها وبيعها. هذا وقد أكد مجلس الذهب العالمي أن إجمالي مشتريات الذهب من مختلف أدوات الاستثمار تتزايد باستمرار خاصة في فترات الأزمات وفقًا لموقع انفستوبيديا.
6. إنتاج الذهب
كثيرة هي الدول المنتجة للذهب كالصين وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وغيرها الكثير. والجدير ذكره أن لإنتاج الذهب العالمي أثرًا كبيرًا على سعره في الأسواق. ففي الحقيقة، بلغ إنتاج منجم الذهب حوالي 3.260 طنًا في عام 2018، حيث سجل 2.500 في عام 2010 وفقًا لموقع انفستوبيديا.
اقرأ أيضًا: د.هاني الشعراني يكتب: الشباب والعملات المشفرة.. من الحب ما قتل!
وعلى الرغم من هذا الارتفاع الملحوظ خلال السنوات العشر هذه، لم يتغير مجال إنتاج الذهب تغيرًا جذريًا. ويعود ذلك إلى نظرية “الذهب السهل” الذي تم استخراجه فعلًا. أما الآن فيتعين على عمال المناجم التعمق أكثر في الحفر بهدف الوصول إلى احتياطات الذهب عالية الجودة. وعملية البحث هذه من شأنها أن تعرض العمال كما البيئة لمخاطر جسيمة. لذلك، تعد عملية التنقيب هذه مكلفة للغاية ما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع سعر الذهب في بعض الأحيان.
على الرغم من التقلبات التي قد يعيشها الذهب، إلا أنه لا يزال الخيار الأول لمعظم الأفراد والمستثمرين في الأسواق الاقتصادية العالمية.