اتسع نطاق عمل البلوكشين ليشمل جميع الميادين والقطاعات الأساسية في الحياة اليومية بعد أن ارتبط في البداية بنظام العملات المشفرة.
وتشكل تقنية البلوكشين نظامًا متطورًا لإنشاء قاعدة بيانات ضخمة ومشفرة وآمنة. وفي مراحلها الأولى، استخدمت هذه التقنية كدفتر أستاذ موزع للمعاملات المالية التي تتم بغياب طرف ثالث كبنك مركزي أو شركة مالية معينة.
اقرأ أيضًا: أساليب تحسين الصحة النفسية في الميتافيرس
ولكن سرعان ما اخترقت هذه التكنولوجيا الجديدة المجالات الأخرى، لتشمل بالتالي المعاملات المتعلقة بالقانون والتأمين والعقود الذكية، وخاصة القطاع الصحي.
البلوكشين وقطاع الرعاية الصحية
وفي ظل ما يعانيه نظام الرعاية الصحية العالمي، من تداعيات ما بعد جائحة كورونا مثل ضعف التمويل، وفشل خطط الإصلاح، واعتماد المركزية المطلقة، صار ينظر إلى البلوكشين باعتباره ثورة نوعية في هذا الميدان.
اقرأ أيضًا: فن القيادة عن بعد وتحديات فهم مشاعر الفريق
ولاتزال البنية التحتية لهذا النظام الصحي العالمي عاجزة أمام إنعاش القطاع من جديد وإعادة توجيهه في المكان السليم. ولكن مع ولادة تقنية البلوكشين واعتمادها شيئًا فشيئًا في المجال الصحي، عاد أمل الإصلاح إلى هذا القطاع.
تساهم تقنية البلوكشين في جعل المرضى محور جميع العمليات، وتسهل عملية الوصول إلى سجلات وبيانات المرضى.
مميزات استخدام البلوكشين في القطاع الصحي
انطلاقًا من أن التاريخ الطبي للمريض هو أساس أي عملية طبية ونقطة انطلاق في المشوار الصحي المستقبلي، لا بد من اعتماد نظام آمن ودقيق يعزز مهام القطاع الصحي ويحسنه مع ضمان سرية معلومات المريض وحفظها من الضياع أو التلف.
ويتلخص جزء من مميزات استخدام البلوكشين في القطاع الصحي، في قدرة هذه التقنية على بناء قاعدة بيانات طبية متكاملة، وأرشيف طبي لكل مريض، يتضمن كل التشخيصات، والوصفات العلاجية، والمرفقات من أشعات وتحاليل وغيرها.
يساعد البلوكشين في التخلص من الأدوية والمستحضرات الطبية المزيفة، بفضل قاعدة البيانات الموثقة والتي تتبع الأدوية.
ولا تنحصر أهمية البلوكشين في القطاع الصحي عند هذه النقاط، فحسب بل تضم أيضًا إمكانية توفير قاعدة هائلة من المعلومات ليتم استخدامها في الأبحاث الطبية والعلمية المهمة.