في الآونة الأخيرة اتجه الأفراد والمستخدمون من كل أنحاء العالم إلى تحميل تطبيق الذكاء الاصطناعي لينسا Lensa، لإنشاء صور كرتونية ملونة ومخصصة لأنفسهم، وبالتالي استبدالها مع صور السيلفي قديمة الطراز. وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها العالم التكنولوجي ظاهرة مشابهة.
في عام 2016، عمدت شركة بريسما لابز Prisma Labs المسؤولة عن تطوير تطبيق لينسا، إلى توفير تطبيق مماثل، ولكن أقل أهمية، يقوم على تحويل صور الهواتف الذكية إلى لوحات.
وبالعودة إلى أيامنا الحالية، حقق أفاتارز هذا التطبيق نجاحًا عالميًا للشركة. وأفادت شركة سانسور تاور Sensor Tower أن حوالي 4 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم قاموا بتحميل هذا التطبيق خلال الأيام الخمسة الأولى من شهر ديسمبر، وإنفاق حوالي 8 مليون دولار في هذا التطبيق نفسه. ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى قضية الخصوصية عندما نتحدث عن الصور القائمة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ماذا يجب أن تعرفه عن تطبيق لينسا
قبل تحميل أي تطبيق على جهازك الإلكتروني، خصص بعض الوقت لقراءة بنود الخصوصية المرتبطة بالتطبيق المعني. فمن خلال ذلك، تطلع بشكل أساسي على كيفية تعامل هذا التطبيق مع البيانات الخاصة بك. فهذه البيانات البيوميترية ليست إلا بيانات حساسة قد يتم استخدامها لأغراض مختلفة قد تكون مضرة لنا. وعلى الرغم من ذلك، تزعم شركة بريسما لابز أن الصور التي يتم تحميلها على التطبيق، سرعان ما يتم إلغاؤها من الخوادم الخاصة بالشركة بمجرد توفير الأفاتارز الخاصة بالمستخدم.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي في شركات الاستشارات المالية.. 5 أسباب
من الضروري الإشارة إلى أن كل تطبيق موجود على جهازك الإلكتروني مثل لينسا، يقوم بجمع بيانات أكثر مما تدرك. فبالإضافة إلى معلومات البيانات الحيوية التي تدخلها إلى هاتفك الذكي، يعتمد التطبيق على جمع معلومات أخرى بشكل تلقائي. فلنأخذ لينسا على سبيل المثال لا الحصر. يستخدم هذا التطبيق تحليلات الطرف الثالث، ومعلومات الملفات وبيانات المستخدم المسجلة، بهدف جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات وحفظها. هذا ويحق لأي مستخدم أن يلغي اشتراكه في جمع البيانات وذلك عن طريق إرسال بريد إلكتروني إلى الشركة.
يشير تطبيق لينسا في شروط استخدامه إلى اتباع خطة صارمة تقوم على منع تحميل صور للأطفال أو صور مسيئة بالأخلاق كالعري وتحويلها إلى أفاتارز. ولكن يتضح للعديد أن ما تم الإشارة إليه ليس إلًا حبرًا على ورق. فقد تلقى العديد من المستخدمين نتائج غير متوقعة تولد إيحاءات مخلة بالأخلاق على الرغم من تحميل صور بريئة تظهر وجه المستخدم. هذا وقد ينتج عن الذكاء الاصطناعي المولد نتائج مشبعة بالعنصرية والتلميحات الجنسية التي قد تهدد وجود المستخدمين على هذه التطبيقات المتوفرة على الشبكات الإلكترونية.
وفي ظل كل هذه التحديات التي تحيط بتقنية الذكاء الاصطناعي، يتجه الفنانون أكثر فأكثر إلى تبني هذه التكنولوجيا الثورية لتوليد نتائج مذهلة. ومع ذلك، يبقى فريق آخر عالقًا في دوامة التردد المستمر خاصة مع التداعيات المحتملة لهذه التكنولوجيا. ومع انتشار هذه الظاهرة الجديدة والآلية، قد يتأثر عمل بعض الفنانين الكبار. لذلك، فمن الجميل الرجوع دائمًا إلى بعض الفنانين الحقيقين للحصول على صورة رمزية فريدة تختلف كل الاختلاف عن تلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي. ومع أن هذا الاتجاه أكثر كلفة إلا أنه يوفر للمستخدم تجربة فريدة لا مثيل لها في الأسواق الرقمية.
ماذا ينصح الخبراء؟
ينصح بعض الخبراء بحذف التطبيق بعيد استخدامه. فما أن يحصل المستخدم على صورة الأفاتار التي يرغب بها، من المستحسن أن يحذف التطبيق من الجهاز الإلكتروني الخاص به وذلك من أجل منع الشركات الكبيرة في الاستمرار بجمع البيانات الخاصة به واستخدامها لأغراض مجهولة قد تهدد خصوصية المستخدم وهويته على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: بواسطة التزييف العميق.. لماذا يبيع بروس ويلز وجهه؟
تدهشنا التكنولوجيا يومًا بعد يوم بابتكاراتها الجديدة وبتقنياتها الثورية. ومن الواضح أن تطور الذكاء الاصطناعي له العديد من الإيجابيات والسلبيات. وعلى جميع الأفراد، والشركات اتخاذ الحيطة والحذر للاستفادة قدر الإمكان من الإيجابيات ومحاولة تفادي السلبيات. إن الذكاء الاصطناعي وجد ليساعد الإنسان على تسهيل مهماته وتحقيق أهدافه. وعليه، يجب على كل من يستخدم الذكاء الاصطناعي أن يحسن استخدامه وألا يتحول لوسيلة تستخدم من قبل الذكاء الاصطناعي.