لم يكن أمام طاقم من الأطباء في بولندا، سوى ساعات قليلة ليحسموا قرارهم، بشأن قدرتهم على علاج طفلة ولدت بجمجمة غير مكتملة التكوين، وبجزء مكشوف من مؤخرة الرأس.
اتخذ عدد من المهندسين في شركة Sygnis SA البولندية والمتخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد، بالتعاون مع الأطباء المسؤولين عن حالة الوليدة المصابة بفتق مخي، إجراءات سريعة بطباعة نسخة طبق الأصل من رأس الطفلة بتقنية ثلاثية الأبعاد. بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ولدت الطفلة بتشوّه في الجمجمة، ولم يلاحظ الأطباء أي شيء غريب في جمجمة الطفلة أثناء الحمل، لكنهم اكتشفوا التشوه بعد الولادة مباشرة. حيث كانت أنسجة المخ مكشوفة، ما يجعلها عرضةً للإصابة بالعدوى المؤدية للموت حتماً.
اقرأ أيضًا: الميتافيرس.. مميزات وعيوب العالم الافتراضي الموعود
بعد الولادة تم نقل الطفلة إلى مستشفى الأطفال الجامعي في كراكوف، حيث تم صنع نموذج افتراضي للجمجمة، تم إعداده على أساس التصوير الطبي بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب.
في خلال 96 ساعة كان الأطباء قادرين على تحديد عيوب التكوين العظمي لرأس الطفلة بشكل دقيق، من خلال النموذج الأولي ثلاثي الأبعاد. وهكذا استطاع الأطباء معايشة كل ظروف العملية والتغلب على أية نسبة خطأ ممكنة.
الطباعة ثلاثية الأبعاد
تمكن الأطباء من ترقيع جمجمة الطفلة باستخدام الجلد والأنسجة الرخوة، حيث أخذوا أجزاءًا أخرى من جسد الطفلة في إجراء دقيق للغاية استمر لمدة ساعتين.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك خوض تجربة الميتافيرس؟
ونقلت صحيفة ذا فيرست نيوز (The First News)، عن البروفيسور روكاز كراكوزيك (Łukasz Krakowczyk) قوله: «كانت اختبارات التصوير مفيدة في تحديد عيوب عظام الجمجمة بدقة منقطعة النظير، ولهذا السبب كان النموذج ثلاثي الأبعاد أمرًا بالغ الأهمية».
التكنولوجيا الحديثة تفتح أمام المجال الطبي إمكانية لصناعة إنجازات غير مسبوقة. وتعد مسألة الطباعة ثلاثية الأبعاد واحدة من الأدوات التي ساعدت في إنقاذ حياة طفلة. ورغم نجاح العملية في سابقة طبية، إلا أن الطفلة لازالت في حاجة إلى المزيد من العلاجات في المستقبل.