إذا أردت أن تكون حرًا عليك أن تكون حرًا ماليًا. إنها معادلة إذا فهمتها جيدًا تفهم الحياة بشكلٍ جيد وتستطيع أن تدور في عجلتها بحد أدنى من الضياع.
من يتحكم في اقتصادك يتحكم بك، سواء كنت طفلًا، أو شابًا، أو زوجًا، أو شركة أو دولة. تبدأ أول رحلة حرية لك عندما تستقل عن أهلك، وتصبح متحكما في حياتك الشخصية، ومسؤولًا عن قراراتك.
تشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع نسبة الطلاق، مرتبط بإقبال المرأة على العمل، واستقلالها المالي الذي يحررها من قبضة الرجل، إذا لم تكن العلاقة الزوجية سوية.
إذا أردت أن تكون حرًا عليك أن تكون حرًا ماليًا
هناء حمزة
حالنا كأفراد هو حال الدول أيضًا، فالدولة القوية اقتصاديًا هي سيدة حرة مستقلة، أمّا الدولة الضعيفة اقتصاديًا فهي دولة مسلوبة الإرادة. ومع الأسف.. إن ثقافة الحرية المالية لا تدرس في مناهجنا التربوية العربية، ولا تشكل ركنًا من أركان التربية العائلية في بيوتنا.
تربينا ونربي أولادنا على ثقافة الأمان الوظيفي والادخار والاستهلاك. تربينا أن مفهوم الحرية هو حرية التعبير والشتيمة، وأن مفهوم القوة هو قوة العضلات.
لا يا صديقي ،حريتك تكمن في حريتك المالية، وقوتك في اقتصادك، والوظيفة ليست أمانًا وحساب التوفير المصرفي لا قيمة له بين ارتفاع معدلات التضخم وتحكم النظام البنكي به. أما ما يسيل لعابك لشرائه في الأسواق من منتجات وماركات مختلفة ليس سوى شباك صياد، تلقيها الدول المنتجة لتسقط بها طوعًا وتصبح مستهلكها بامتياز، وعميلها العزيز.
لا أنسى نظرات أمي الخائفة، عندما قررت وأنا أتابع دراستي الجامعية أن أطلق أول شركة لي. طبعًا فشلت في شركتي الأولى لأني لم أكن أملك الخبرة الكافية ولا التوجيه الجيد ولا الثقافة المالية. فأغلقت أبواب الشركة بعد نحو سنتين محملة بالديون لأدخل باب الوظيفة واقتنع بأمانها وأمضي فيها ٣٠ عامًا.
أعمل.. أقبض راتبي.. أسدد ديوني.. أسدد مصاريفي الشهرية، وأدخر ما أمكن في حساب توفير في بنك لبناني انتهى بسلبي حق التصرف بأموالي بحجة الأزمة المالية التي تتعرض لها البلاد..
إنه الدرس الأقسى في رحلة الحياة القاسية ..
النظام المالي البنكي يتحكم بنا.. يضع يده على أموالنا ساعة يشاء..
أنطلق في رحلة البحث عن بديل..
هذا النظام المالي العالمي أصبح مهترئًا.. يحتاج إلى تحديث.
أكتشف البلوكشين، وأتعمق في دراسته، ويأخذني إلى عالم العملات المشفرة والميتافرس والNFT والWEB3 .. إنها أرضية النظام المالي الجديد، إنها الثورة المستقبلية المالية والتكنولوجية، إنها الحرية المالية. حرية النظام المالي وحريتي الشخصية. سأبدأ من حيث بدأت.. شركة جديدة لكنها هذه المرة تحمل زاد خبرة ٣٠ عامًا من الوظيفة والإعلام والإدارة والحياة.
أنظر إلى عين أمي وأنا أقول لها نعم سأجازف بتعويض نهاية الخدمة، كل ما أملك، وأضعه رأسمال شركة تطلق منصة إعلامية شبابية عربية مستقلة تحفز على الحرية المالية، وتقدم المعلومة المالية بأسلوب سهل وجذاب، ودقيق، للمجتمع العربي، للشباب العربي الذي أطمح أن يخوض كل شاب عربي في عالمنا الحبيب تجربة غنية بالحرية المالية مبنية على ثقافة مالية يستحقها..
تؤمن أمي اليوم بقدراتي وتؤمن بدرس الحياة: “لا يمكن أن تكون حرًا.. إذا لم تكن حرًا ماليًا”.
لا يمكن أن نكون أحرارًا إذا لم نكن أحرارا ماليا.
لا يمكن أن نكون أمة حرة إذًا لم نكن أمة مستقلة ماليا.
أريد أن أمهد لابنتي وجيلها طريق الحرية المالية. أريد لهم حرية لا تشبه حريتنا، واستقلالًا لا يشبه استقلالنا ومستقبلًا لا يشبه حاضرنا.
أريد أن أضع خبرتي وتجربتي وتعويضي، لأعوض بعض النقص الإعلامي والثقافي المالي في مجتمعنا العربي
إلى العمل..