أعلن الملحن المصري عمرو مصطفى عن العمل على أول مطرب ذكاء اصطناعي في العالم، والذي سيكون متوفر خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد إثارته الجدل الفترة الماضية، بإطلاقه أغنية أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي.
واستخدم الملحن عمرو مصطفى، تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل استنساخ الصوت الأصلي للمطربة أم كلثوم، من أجل تجسيد صوتها من جديد.
ظهور أول مطرب ذكاء اصطناعي في العالم
«أول مطرب ذكاء اصطناعي في العالم قريبًا».. بهذه الكلمات نشر الملحن المصري عمرو مصطفى منشورًا عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن استعدادت للعمل على إطلاق أول مطرب ذكاء اصطناعي في العالم.
وقبلها تحدث الملحن عمرو مصطفى، في تصريح حصري لبرنامج «أي تي ET»، عن إحياء أصوات المطربين القدامى من نجوم الزمن الجميل بالذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أنه لن يحيي رموز الفن العربي للساحة فقط؛ بل أنه سوف يشعل المنافسة بينهم من خلال مسابقة بالذكاء الاصطناعي يتم اختيار فيها فائزين.
وأوضح أن سوف يختار من كل دولة عربية صوت لفنان من الزمن الجميل، وأكثر صوت سوف يلاقي إعجابًا من الناس و يستعيد من خلاله الهوية العربية سيكون الفائز بالمسابقة، لافتًا إلى أن أول أغنية سوف يطلقها بالذكاء الاصطناعي ستكون «افتكرلك إيه» لـ أم كلثوم، بعد التصالح مع ورثتها للحصول على حقوق صوتها.
أول مطرب ذكاء اصطناعي.. من أين يأتي الإبداع الاصطناعي؟
مع الإعلان من الملحن المصري عمرو مصطفى، عن أول مطرب ذكاء اصطناعي في العالم، كان السؤال الأكثر جدلاً هو: من أين يأتي الإبداع الاصطناعي؟.. لأن الفن يعتمد على الإبداع.
ووفقًا لما ذكره موقع إيكوال تايمز equal times، فإنه مثل الدماغ البشري، تمتلك البرامج القائمة على الذكاء الاصطناعي شبكتها الخاصة من الخلايا العصبية، وهي خلايا عصبية اصطناعية، يتم تخزين كميات هائلة من البيانات فيها، ثم يتم تحليلها وتصنيفها وإعادة تجميعها، وهذه هي الطريقة التي تبدأ بها الأفكار.
اقرأ أيضًا.. صوت أصالة بالذكاء الاصطناعي.. مقطع متداول على «السوشيال ميديا»
ومع تطور التعلم العميق في الذكاء الاصطناعي، تم الحصول على الدعم لتدريب الشبكات العميقة في أطر زمنية قصيرة جدًا حتى لا يتمكنوا فقط من تحليل البيانات ولكن أيضًا التعلم من تجربتهم الخاصة.
من جانبها قالت كارينا جيبرت، مديرة مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي إيدل يو بي سي IDEAI-UPC، وأحد المتخصصين الرائدين في إسبانيا في هذا المجال: «نحن نطلق عليه اسم ذكاء إبداعي، لأنه قادر على أخذ عناصر منفصلة مكتسبة من خلال التعلم ودمجها لتوليد شيء جديد»، لكن هل معني ذلك أنه يكون مُهددًا لمستقبل الفن؟
هل يُهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل الفن؟
يتهم نقاد الذكاء الاصطناعي ما يفعله في الفن بالنسخ وممارسة شكل معقد من الانتحال، لكن الخبراء يرون أن ما يفعله لا يختلف كثيرًا عن العملية اللاواعية التي طورها الدماغ البشري.
وقالت مارغريت بودن، الشخصية البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، في تصريحات موقع موقع أويال تايمز equal times: «إن الأفكار الجديدة التي تنشأ في العقل من غير المرجح أن تكون جديدة تمامًا ولكنها متجذرة في التمثيلات الموجودة بالفعل، حقيقة أن الآلات قد تعلمت تكرار جزء من عمليتنا الإبداعية لا تعني أنها تستطيع محاكاتها بالكامل».
ويوافق بابلو سانغينيتي، المؤلف والباحث في الإبداع الاصطناعي أن الذكاء الاصطناعي لن يهدد الفن، قائلاً: «الذكاء الاصطناعي لا يتخيل العالم أو يشعر به أو لديه وعي أو يفهمه، هذه الأنظمة تفعل شيئًا واحدًا بشكل جيد للغاية، وهو معالجة كميات كبيرة من المعلومات واستخراج الأنماط من تلك الفوضى الظاهرة، ولكن الأساس في الإبداع هو القدرة البشرية على التحرر من تلك الأنماط أو رفضها أو إعادة الإشارة إليها، ولست متأكدًا من أن الآلات قادرة على ذلك حتى الآن».
اقرأ أيضًا.. «ستينغ» ينضم لمناهضي استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن
وفي الوقت الحالي، لا ترقى معظم الأعمال الفنية المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى المعايير التي وضعها البشر. ولكن مع تقدم التكنولوجيا بسرعة، هناك قلق حقيقي من أنها ستصبح سريعًا متطورة بما يكفي لتهديد مستقبل الفن.
ويرى الخبراء في تصريحات لموقع بلومبرغ، أنه لن تتمكن أي آلة على الإطلاق من إنتاج إلهام إبداعي حقيقي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بالعديد من الأشياء، مثل الصور والمقالات، لكنه لا يستطيع أن يشارك في الحالة الإنسانية الجسدية والمربكة والمعقدة والفريدة من نوعها التي تحدث في الفن، ولا يمكنه أن يخلق شيئًا جديدًا وذا معنى حقًا.