صرحت أنيما أناندكومار (Anima Anandkumar)، أستاذة جامعية ومسؤولة الذكاء الاصطناعي في نيفاديا (NVIDIA)، خلال كلمتها في مؤتمر القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، أن الارتفاع المهول في درجات حرارة، وحالات الجفاف، والعواصف، والسيول، التي تعرضت لها أغلب مدن العالم، تفرض علينا بقوة أهمية التنبؤ بالطقس، والتغيرات المناخية، مشيرة إلى أن هذا المجال تحديدًا يحمل له الذكاء الاصطناعي خدمات غير مسبوقة.
جاء ذلك ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والتي تُعقد اليوم في مركز الملك بن عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، وحتى 15 سبتمبر الجاري.
الذكاء الاصطناعي والتغيرات المناخية
وقالت أنيما أناندكومار، إن التنبؤ بالطقس باستخدام الفيزياء سيكون مكلفا جدا، فلكي نصل إلى نتائج دقيقة بشأن التغيرات المناخية، نحتاج إلى جمع كم مهول من المعلومات، ومعرفة معادلات الجذب في السحب، وكيفية حركة السحب.
اقرأ أيضًا: السيد ماسكي.. أول مندوب مبيعات في الميتافيرس
وحسب أنيما أناندكومار، يقول تابيو شنايدر، في هيئة التنبؤ بالتغيرات المناخية، إن التنبؤ بمستقبل حالة المناخ يستغرق مئة مليار مرة من الحوسبة عما هو متاح اليوم. وبما أن ذلك خارج حدودنا بما يتعلق بالحواسيب فما ينقصنا الآن هو الذكاء الاصطناعي.
أنيما أناندكومار: تنبؤات الذكاء الاصطناعي أسرع مليون مرة
«الذكاء الاصطناعي أسرع مليون مرة من الطرق العادية»، وتؤكد أنيما أناندكومار أن التجارب والدراسات أثبتت أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ أكثر 45 مرة من الحاسبات التي تستخدمها الحواسيب حاليًا، ما يجعلنا نحصل على نتائج في ثوانٍ مقارنة بساعات تستغرقها الطرق التقليدية، ما يساعدنا على عمل سيناريوهات مختلفة، وتقييمات دقيقة.
اقرأ أيضًا: اعادة تدوير البلاستيك باستخدام الروبوت
تقول أنيما أناندكومار إن معرفة كيف ستكون ظروف الطقس وكيف سيتغير المناخ، يساعدنا على اتخاذ إجراءات خاصة باستهلاك للطاقة، والتنبؤ بالطلب، موضحة أن نماذج الذكاء الاصطناعي تقوم بالتنبؤ بالأعاصير، كما حدث مع إعصار ماثيو، ويمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ أين سيضرب الإعصار، ومتى تحديدا، وهو ما سيكون له تأثير كبير على الشركات والأفراد.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي والمناخ
«نحن أبضًا في حاجة إلى ترشيد استهلاك الطاقة التغيير في خططنا في إنتاج الطاقة»، هكذا تقول أنيما أناندكومار، خلال كلمتها في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في الرياض، مشيرة إلى أن التخلص من آثار التغيرات المناخية تطلب الكثير من الجهود والنفقات، مثل تأثير الكربون، وتساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي على حبس الكربون وتخزينه تحت الأرض أسرع أكثر 6000 مرة من الوسائل التقليدية.
يساعد الذكاء الاصطناعي على عمل محاكاة في المجالات الطبية، ولتطوير الصناعات الدوائية. وتقول أنيما أناندكومار: «ما أرادنا أن نقوم بدراسته كيف يمكن لفيروس كورونا أن ينتشر في الجهاز التنافسي ومن المهم أن نعرف كيف تتفاعل أيونات الكالسيوم مع الفيروس ويمتزجان معا».
أنيما أناندكومار: نسعى للحوسبة في أبهى صورها
«نريد أن نسعى إلى المستوى الكمي لفهم التغيرات في الطاقة»، وحسب «أناندكومار» هذه هي الأسرار التي تجعل الذكاء الاصطناعي يأتي إلينا ويحمل لنا الحوسبة في أبهى صورها ونعرف أنه لا يمكننا فقط الاعتماد على الحوسبة ذات الطراز الواحد، ولدينا الحوسبة المتسارعة لنستفيد منها ونكون أسرع ونبني كذلك أسرع الكومبيوترات وهو مزيج من ذكاء الاصطناعي والحوسبة.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يربح في مسابقة للفن التشكيلي
وقالت في نهاية كلمتها أنه عندما تكون لدينا هذه المحاكاة أسرع يمكننا عمل أحجام جديدة من غير مسبوقة من المحاكاة الجديدة لفهم التغيرات المناخية وفهم المحاكاة، مؤكدة: «كل هذه الأشياء تقودنا إلى مستقبل أفضل للبشرية».
تابع البث المباشر للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي من هنا
يُذكر أن أنيما أناندكومار، حصلت على بكالوريوس التكنولوجيا من المعهد الهندي للتكنولوجيا، وتعمل مديرة أبحاث التعلم الآلي في نيفاديا، وأستاذًا للحوسبة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات الشرفية في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي، وتدرس أبحاثها طرق التوتر الجبرية والتعلم العميق والمشكلات غير المحدبة.