خاص Fifreedomtoday– لم تكن آشا جوشي Asha Joshi مهتمة بتعلم اللغات الأجنبية في صغرها، ومع ذلك استطاعت أن تبتكر حلًا لمن لديهم مشاكل في إتقان اللغات الأجنبية، بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
انتقلت آشا جوشي في عدّة بلدان، واضطرت إلى تعلّم لغات مختلفة، ولأنها لم تستطع الاعتماد على التطبيقات المتاحة في الأسواق لإتقان اللغة الأجنبية والتحدّث بها بطلاقة، ابتكرت برنامج الذكاء الاصطناعي Thinkin لحلّ هذه المشكلة!
في السطور التالية تلتقي فايننشل فريدوم توداي مع آشا جوشي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، في شركة Thinkin لمناقشة أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتأثيرها على تعلّم اللغات المختلفة.
ما الذي دفعك إلى ابتكار برنامج Thinkin؟
انتقلت في سن الـ 23 إلى ألمانيا، وكنت بحاجة إلى معرفة لغة البلاد، ليس فقط كتابةً بل كلامًا أيضًا، مثل الكثيرين ، انضممت إلى دورات اللغة وطبّقت تمارين قواعد اللغة بشكل كتابي، لكنّي كنت مستائة لأنني لم أرَ تقدمًا كبيرًا في مهاراتي العملية. فكلما تحدثت اللغة شعرت بعدم الارتياح، حتى بعد 5 سنوات من العيش في ألمانيا، لم تتحسن مهاراتي في اللغة الألمانية حقًا.
آشا جوشي: اكتشفتُ برامج تساعد على التحدث بلغة أخرى
انتقلت بعدها إلى إسبانيا لمدة عامين، ومرة أخرى وجدتُ إنني لم أتقن اللغة بشكل جيّد، ولكن هذه المرّة صممت على إيجاد حلّ لهذه المشكلة، وتحدّثت إلى أجانب آخرين في الخارج، وفوجئت عندما علمت أنهم جميعًا يعانون من نفس الإحباط الذي كنت أشعر به، وكانت هذه إشارتي لأبدأ بحثي وأتعمّق في تكنولوجيا تعلم اللغات، وفعلاً اكتشفتُ فجوة كبيرة لم يعالجها أحد، وهي تقديم برامج تساعد على تحدّث اللغة وليس فقط إتقانها كتابيًا.
اقرأ أيضًا: نمو سوق الذكاء الاصطناعي الإنتاجي إلى 16 مليار دولار بحلول عام 2026
بسبب طبيعة عملي المتنقّلة، لا يمكنني أن أتقيد بدولة واحدة، ولكنني أريد أن أعيش وأعمل بحرية في العديد من البلدان الأخرى، ولا أريد أن أغرق في دوامة التدريبات النظرية على اللغة مرة أخرى، بل أريد شيئًا عمليًا، يجعلني أتقن التحدث باللغة، وأن أستطيع إجراء محادثات والرد في مواقف عفوية ليس فقط لنفسي، بل لكل شخص يواجه هذه المشكلة أيضًا، هدفي هو منح كل شخص على هذا الكوكب مهتم بلغة أجنبية، مكانًا آمنًا ليتحدث اللغة بحرية، ويرى تأثير جهوده منذ البداية ويشعر بالرضا عن مهاراته اللغوية الأجنبية.
على ماذا يعتمد برنامج Thinkin؟
تعاونا مع شركة OpenAI في 2021 عندما بدأنا في تطوير برنامج Thinkin، واستخدمنا GPT3 في تطوير برنامجنا، وهو نموذج للتعلم الآلي تم تدريبه وتطويره بواسطة شركة OpenAI، لاستخدام بيانات الإنترنت وإنشاء أي نوع من النصوص، وهو يتطلب قدرًا صغيرًا من الكلمات المفتاحية لإنشاء كميات كبيرة من النصوص ذات الصلة. وتسمح هذه التكنولوجيا في معالجة النطق البشري للغة من أجل إنشاء نصوص غير معقدة يمكن استخدامها في الكلام والحوار مع الآخرين.
اقرأ أيضًا: من هو المحتال.. برنامج ChatGPT أم فرانك هوجربتس؟
على عكس ترجمة غوغل، وتطبقات الترجمة الأخرى، برنامج Thinkin ليس للترجمة الحرفية كما يعتقد البعض، لأنه عندما نستخدم الترجمة من غوغل نحن ندخل الجملة بلغة واحدة مثلاً من الإنجليزية إلى الفرنسية، أمّا باستخدام Thinkin، فباستطاعتنا التحدث بشكل عفوي مع البرنامج باللغة التي نريد تعلّمها وهو سيصلّح الأخطاء، كقول جملة غير صحيحة 100% بالفرنسية، هو سيصلح الأخطاء في الجملة ويدّلنا على الطريقة الصحيحة للكلام. فالهدف الأساسي من Thinkin، هو إيجاد مساحة آمنة للأشخاص لتعلّم اللغة، واتقانها، والتدرّب عليها، من دون الشعود بالخجل أمام الآخرين.
آشا جوشي: تعاونا مع OpenAI لتطوير برنامج يحاكي لغة البشر
ما هي أبرز المجالات التي طوّرها الذكاء الاصطناعي؟
أعتقد أن قطاع الصحّة هو أحد المجالات الأكثر استفادةً من تطوّر الذكاء الاصطناعي، لنفترض أن هناك مريضًا دخل قسم الطوارئ، سيطلب الطبيب عددًا من الفحوصات الروتينية لكي يستطيع تشخيص حالة المريض، واتّخاذ الإجراءات المناسبة، ما قد يضع المريض في خطر خسارة حياته أو تدهور حالته الصحية بشكل أكبر في حالة تأخر نتائج الفحوصات، أو كانت غير دقيقة.
اقرأ أيضًا: بريطانية تنفصل عن زوجها لأن برنامج ChatGPT أخبرها بذلك
ولأن بعض الحالات لا يمكن تأجيلها، وهذه الفحوصات قد تأخذ وقتًا لتصدر، يأتي دور الذكاء الاصطناعي، حيث يستطيع الطبيب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإجراء الفحوصات الأساسية وإصدار التنائج بدقة في دقائق قليلة، واتّخاذ الإجراءات المناسبة بأسرع وقت ممكن، ما قد يساعد في إنقاذ عدد كبير من الأرواح.
هل الذكاء الاصطناعي يخدم البشر أم يؤذيهم؟
يمكنني القول إن الطريقة التي يستخدم بها الذكاء الاصطناعي هي التي تحدد ما إذا كان سيخدم البشرية أو يؤذيها، مثلاً اذا استخدمنا الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحّي، ففي هذه الحالة يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا في خدمة البشرية، أمّا إذا استخدمنا الذكاء الاصطناعي في الأسلحة النووية، فالذكاء الاصطناعي هنا يستخدم لإيذاء البشرية.
ولذلك، أعتقد أنه من الجيّد وضع قيود وقواعد على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، لأنها تكنولوجيا متطوّة جدًا ولا تزال قيد التطوير حتّى اليوم، ولا يمكننا حقًا معرفة ما هي العواقب التي يمكن أن نواجهها في حال استخدمت لأهداف سيئة.