خلال الربع الأخير من عام 2024، قام الملياردير الأمريكي وارن بافيت، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيركشاير هاثاواي، ببيع كميات كبيرة من الأسهم، مما أدى إلى ارتفاع السيولة النقدية للشركة إلى مستوى قياسي بلغ 334 مليار دولار.
وهي خطوة اكتساها نوعا من الغموض إذ يعرف عن «بافت» ولعه بشراء الأسهم وهو ما لم يفسره في رسالته السنوية المرتقبة.
وبالرغم من هذا التحرك، إلا أن بافيت أشار إلى أن مجموعته سوف تظل تفضل الأسهم على النقد السائل.
استراتيجية بافت
وترتكز استراتيجية «بافيت» منذ زمن بعيد على الاستثمار طويل الأجل والمتمثلة في شراء الأسهم والاحتفاظ بها لعدد من السنوات للاستفادة من نمو الشركة مع مرور الوقت. ولعل أبرز مثال على تلك الاستراتيجية هو شراؤه لأسهم شركة كوكاكولا منذ أواخر الثمانينيات ومازال يحتفظ بها حتى اليوم.
وألهمت استراتيجية «بافيت» الخاصة بالاهتمام بالنمو عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين على رأسهم «إيلون ماسك» و«جين-سوان هوج» الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا».
تساؤلات بين المساهمين
وأثارت ملكية بيركشاير الهائلة للنقود تساؤلات بين المساهمين والمراقبين، خاصة مع توقع انخفاض أسعار الفائدة من أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات.
وكان الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة بيركشاير قد أعرب خلال السنوات الأخيرة عن إحباطه بشأن السوق الباهظة الثمن وقلة فرص الشراء.
ويظل يبحث المستثمرون والمحللون عن أسباب لتلك الخطوة الغامضة ولكن قد ينفذ صبرهم دون عثورهم على جواب منطقي.
ووفقا لتقرير السنوي للشركة، والصادر يوم السبت فأن مجموعة «بيركشاير» قد باعت أسهمهما للربع التاسع على التوالي خلال الفترة الأخيرة.
اقرأ أيضًا: وهم تقليد بافيت: لماذا لا يُنصح بنسخ محفظة المستثمر الأسطوري؟
بافيت: بيركشاير لن تفضل أبدا ملكية الأصول المعادلة للنقد على ملكية الشركات الجيدة
وأوضح بافيت في رسالته السنوية أن المجموعة لن تفضل أبدًا ملكية الأصول المعادلة للنقد على ملكية الشركات الجيدة.
ودعا المساهمون في «بيركشاير» إلى الاطمئنان، مبيناً أن المجموعة ستظل توزع أغلبية كبيرة من أموالهم في الأسهم والتي يتكون معظمها من الأسهم الأمريكية، على الرغم من أن العديد من تلك الأسهم سيكون لها عمليات دولية ذات أهمية.
بافيت: المجموعة ستزيد استثماراتها ببيوت التجارة اليابانية
قال وارن بافيت في رسالته السنوية إلى المساهمين التي صدرت يوم السبت إن شركة بيركشاير هاثاواي ملتزمة باستثماراتها اليابانية على المدى الطويل.
وارن بافيت في اليابان
وأشار بافت إلى أن المجموعة توصلت إلى إلى اتفاق مع الشركات والتي وصفها «ببيوت التجارة» لتملك ما يتجاوز السقف الأولي البالغ 10 في المئة.
وأوضح بافت أن المجموعة قد اتفقت منذ البداية على إبقاء ممتلكاتها بنسبة اقل من 10 في المئة من أسهم كل شركة.
ولفت إلى أنه بمرور الوقت من المحتمل أن ترى زيادة في ملكية بيركشاير لجميع الشركات الخمس إلى حد ما.
يذكر أن الشركات اليابانية في محفظة «بيركشاير» الاستثمارية هم إيتوتشو، ماروبيني، ميتسوبيشي، إللا جانب ميتسوي وسوميتومو.
وأشار بافيت إلى أن الشركات الخمس المذكورة هي أكبر «سوجو شوشا» أو البيوت التجارية في اليابان التي تستثمر في قطاعات متنوعة محليًا وخارجيًا.
ويقصد ببيوت التجارة هي الشركات المتخصصة في تسهيل المعاملات بين البلد الأصلي والدول الأجنبية.
وفي نهاية عام 2024، بلغت القيمة السوقية لممتلكات بيركشاير اليابانية 23.5 مليار دولار، بتكلفة إجمالية قدرها 13.8 مليار دولار.
اقرأ أيضًا.. وارن بافيت: 3 نصائح استثمارية لا يمكنك تجاهلها في عام 2025
وسلط بافيت الضوء على إدارات الشركات وعلاقاتها مع مستثمريها بالإضافة إلى استراتيجيات توزيع رأس المال.
وقد باع بافيت الديون اليابانية لتمويل أسهم بيركشاير في الشركات اليابانية،إلى جانب أنه أصدر سندات مقومة بالعملة المحلية اليابانية «الين» ما أدى إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالعملات الأجنبية.
وكانت «بيركشاير هاثاواي» قد أعلنت عن مكاسب بقيمة 2.3 مليار دولار بعد خصم الضرائب في سنداتها اليابانية.
كما بلغت مكاسب المجموعة من السندات البايانية في عام 2024 وحده نحو 850 مليون دولار بسبب قوة الدولار، الذي ارتفع بنحو 11 في المئة مقابل «الين» في عام 2024.
وتشير توقعات «بافيت» إلى أن يصل دخل المجموعة من الأرباح السنوية من حصتها في بيوت التجارة اليابانية الخمسة إلى حوالي 812 مليون دولار.
كما توقع أن تجد بيركشاير طرقًا أخرى للعمل بشكل منتج مع الشركات الخمس في المستقبل.
وقد عانت الشركات التجارية الخمسة من الصعوبات خلال العام الماضي،إذ انخفضت أسهم «إيتوتشو» و«ماروبيني» بأكثر من 8 في المئة، بينما انخفضت أسهم «ميتسوبيشي» بنسبة 26 في المئة.
وخسرت ميتسوي وسوميتومو 16 في المئة و10 في المئة من على التوالي من قسمة أسهمهما خلال تلك الفترة.