لعبت شركة NVIDIA دورًا محوريًا في تشكيل المشهد الاستثماري، حيث أصبحت الشركة الرائدة في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي محور اهتمام المستثمرين على مستوى العالم، نظراً لتأثيرها الكبير على أداء السوق بشكل عام.
في وقت ما من هذا العام، كان السهم يمثل أكثر من ثلث مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500، حتى أن بعض المستثمرين أقاموا حفلات مراقبة لإعلان أرباح شركة Nvidia.
كان الصعود الصاروخي لشركة Nvidia إلى شركة تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار أيضًا مثيرًا للخلاف إلى حد ما حيث شكك الكثيرون في وول ستريت في قدرة السهم على الحفاظ على المزيد من المكاسب بينما يرى آخرون أن طفرة الذكاء الاصطناعي تغذي المزيد من الاتجاه الصعودي.
اقرأ أيضًا.. خسائر فادحة في قطاع التكنولوجيا وإنفيديا بالصدارة.. هل انفجرت «فقاعة الذكاء الاصطناعي»؟
هل ينبغي شراء أسهم Nvidia الآن؟
وهذا ما جعل المستثمرين يتساءلون: “هل يجب أن أشتري أسهم Nvidia الآن أم أبيعها؟”
لدى المحللين في Bank of America إجابة: في مذكرة صدرت يوم الخميس، أكدوا فيها قوة أسهم Nvidia ورفعوا حيث توصيتهم للشراء ورفع السعر المستهدف إلى 190 دولارًا للسهم، من 165 دولارًا، مما يعني أنه قد يرتفع بنسبة 38٪ عن سعر إغلاق يوم الجمعة، ويرى البنك أن NVIDIA تمثل فرصة استثمارية فريدة من نوعها، خاصة مع تزايد الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي.
عند 190 دولارًا للسهم، سترتفع القيمة السوقية لشركة Nvidia أيضًا إلى 4.7 تريليون دولار، من 3.4 تريليون دولار اليوم.
أسهم Nvidia “فرصة للأجيال”
في الواقع، بنك أوف أمريكا متفائل للغاية بشأن أسهم Nvidia لدرجة أن المحللين وصفوها بأنها “فرصة للأجيال”، ويقدرون إجمالي سوق يمكن التعامل معه بأكثر من 400 مليار دولار لمسرعات الذكاء الاصطناعي.
يشهد مجال نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) تطوراً متسارعاً، حيث يتم إطلاق أجيال جديدة منها بوتيرة متزايدة تصل إلى 3-5 مرات سنوياً من قبل شركات رائدة مثل OpenAI وGoogle وMeta. ومع ذلك، فإن هذا التطور السريع يتطلب قدرات حوسبة هائلة، حيث تتضاعف الحاجة إلى الحوسبة بنسبة تتراوح بين 10 و20 مرة مع كل جيل جديد من هذه النماذج.
تعززت ثقة المستثمرين بشركة إنفيديا بدعم من شركات كبرى في قطاع الرقائق مثل تايوان لأشباه الموصلات (TSMC) وشركة ASML، اللتان أشارتا إلى ارتفاع الطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي. كما أكدت اجتماعات بنك أوف أمريكا مع قادة شركات Broadcom وMicron، بالإضافة إلى تصريحات AMD، على هذا الاتجاه المتزايد.
اقرأ أيضًا.. إنفيديا تصنع موظفين مليونيرات في أجواء عمل «هي الأصعب»!
طلب هائل على شريحة “بلاكويل”
أكد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA، على الطلب الهائل على شريحة الذكاء الاصطناعي الجديدة “بلاكويل”. وأشار إلى أن الإنتاج يسير وفق الخطة، وأن الطلب يفوق التوقعات بكثير، حيث يسعى العملاء للحصول على أحدث التقنيات لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.
لا تقتصر القوة الدافعة وراء ارتفاع أسهم Nvidia على التوقعات الإيجابية من بنك أوف أمريكا فحسب، بل تمتد لتشمل شبكة الشراكات الاستراتيجية التي نسجتها الشركة مع عمالقة التكنولوجيا مثل Accenture وServiceNow وMicrosoft. هذه الشراكات، إلى جانب مجموعة منتجات البرمجية المتكاملة التي تقدمها Nvidia، تساهم في بناء نظام بيئي قوي يدعم هيمنة الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: صبحان علي.. 4 نصائح ذهبية من قائد في إنفيديا تقودك للنجاح
تشير توقعات بنك أوف أمريكا أن تحقق Nvidia تدفقات نقدية حرة تتجاوز 200 مليار دولار خلال العامين المقبلين، وهو رقم هائل يقارب قيمة شركات عملاقة مثل Apple. ومن المتوقع أن توفر التقارير المالية القادمة لشركات التكنولوجيا الرائدة مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون، والتي ستنشر في وقت لاحق من هذا الشهر، المزيد من الأدلة على قوة الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع قرب موعد إعلان Nvidia عن نتائجها المالية في 20 نوفمبر.
بينما تسود شكوك في وول ستريت حول ترجمة الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي إلى نتائج ملموسة، يشهد قطاع التكنولوجيا سباقاً محموماً لتطوير أحدث التقنيات في هذا المجال. فالشركات تتسابق لتطوير نماذج لغات كبيرة (LLMs) أكثر تطوراً، الأمر الذي يتطلب قدرات حوسبة هائلة. ويعكس هذا التوجه تزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، رغم وجود بعض التساؤلات حول جدواه الاقتصادية على المدى الطويل.
