هل يمكن لاستثمار 1000 دولار في شركة آبل الآن أن يجعلك مليونيرًا؟ لقد حققت بعض الشركات نجاحًا كبيرًا على مدى فترات طويلة من الزمن، مما جعل مستثمريها الأوائل أثرياء للغاية. شركة أبل، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 38000٪ في العقدين الماضيين، هي بالتأكيد إحدى الشركات التي تقع في هذه القائمة.
لكن المستثمرين الذين فاتهم الاستثمار في هذا العملاق المهيمن في مجال التكنولوجيا الاستهلاكية ربما يتساءلون عما يخبئه المستقبل. يبدو أن هذا هو السؤال الصحيح الذي يجب التفكير فيه، نظرًا لأن الشركة تحمل قيمة سوقية ضخمة تبلغ 2.9 تريليون دولار اليوم.
اقرأ أيضًا.. أبل تجري محادثات مع OpenAI لدمج الذكاء الاصطناعي في 16 iPhone
استثمار 1000 دولار في آبل
تحويل استثمار 1000 دولار في آبل إلى مليون دولار يمثل نموًا استثماريًا بنسبة 100000%، وهو إنجاز مذهل بكل المقاييس.
لكن، من المهم أيضًا النظر في المدة الزمنية المطلوبة لتحقيق هذا النمو. فإذا تم ذلك على مدى 50 عامًا، فإن العائد السنوي سيكون 14.8% أما إذا تحقق هذا النمو خلال 20 عامًا، فسيكون العائد السنوي 41.3 %.
خلال العقدين الماضيين، شهدت أسهم شركة آبل نموًا بمعدل سنوي مركب قدره 34.6%. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الأداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية، ومن غير المحتمل أن يتكرر هذا النمو التاريخي بنفس الوتيرة في المستقبل بحسب موقع موتلي فول.
فترات صعبة على آبل
مرت شركة آبل بفترات صعبة في الأرباع الأخيرة. فقد أعلنت عن تراجع في المبيعات بنسبة 3% للسنة المالية 2023، والتي انتهت في 30 سبتمبر، وتبع ذلك انخفاض آخر في الإيرادات بنسبة 4% خلال الربع الأول من عام 2024، على الرغم من أن هذا الانخفاض كان أقل من توقعات وول ستريت.
رغم تنوع منتجاتها على مر السنين، لا تزال آبل تُعرف بشكل أساسي كشركة تصنيع هواتف ذكية. حيث شهدت مبيعات الآيفون انخفاضًا بنسبة 10% مقارنة بالعام السابق. وبما أن هذا المنتج يشكل تقريبًا نصف إجمالي إيرادات الشركة في الربع الثاني، فقد كان له تأثير كبير على أداء آبل المالي. وقد بات واضحًا أن الزبائن لم يعودوا يرون الحاجة الماسة للتحديث المستمر لأحدث إصدار، خصوصًا أن التحديثات الجديدة لم تعد تقدم تغييرات جذرية كما كانت عليه الحال في الماضي.
اقرأ أيضًا: آبل تقتحم الذكاء الاصطناعي بنظام تشغيل iOS 18
انخفاض الطلب في الصين
تواجه شركة آبل تحديات في السوق الصيني، حيث شهدت انخفاضًا في المبيعات بنسبة 8% في واحد من أكبر الاقتصادات العالمية. السباق التنافسي في سوق الهواتف الذكية يزداد حدة، مع تصاعد المنافسة من العلامات التجارية المحلية.
مع ذلك، يبرز قطاع الخدمات في آبل كنقطة إيجابية، محققًا نموًا في الإيرادات بنسبة 14% ومع هامش ربح إجمالي يصل إلى 74%، على الرغم من أنه لا يزال يشكل جزءًا محدودًا من إجمالي أعمال الشركة، ويعتمد نجاحه على مبيعات الأجهزة.
بالنسبة للمستقبل، لا تبدو التوقعات مثيرة للإعجاب بالنسبة للمستثمرين. تشير تقديرات المحللين إلى أن آبل قد تشهد زيادة في الإيرادات بمعدل سنوي مركب يقارب 5% بين العام المالي 2023 والعام المالي 2026، وفقًا لتوقعات وول ستريت.
بافيت يقلص حصته في أبل
في سياق متصل، قامت مجموعة بيركشاير هاثاواي، التي يقودها وارن بافيت، بتخفيض كبير في استثماراتها بشركة آبل خلال الربع الأول من العام الجاري 2024 مستمرة في تقليص حجم الاستثمار الذي كان في السابق من أبرز رهاناتها.
وفقًا لتقرير الأرباح الصادر في مايو الجاري، أفادت بيركشاير هاثاواي أن قيمة استثمارها في آبل بلغت 135.4 مليار دولار، ما يعادل حوالي 790 مليون سهم، مما يشير إلى تقلص بنسبة 13%. ومع ذلك، ظلت آبل أكبر استثمار لبيركشاير حتى نهاية الربع.
للربع الثاني على التوالي، قلصت الشركة التي يقع مقرها في أوماها حصتها في الشركة المصنعة للآيفون، حيث باعت حوالي 10 ملايين سهم، أي 1% من حصتها الكبيرة، في الربع السابق. وبناءً على تغيرات أسعار أسهم آبل، يُقدر أن بيركشاير قد باعت حوالي 116 مليون سهم.
خلال الاجتماع السنوي لمساهمي بيركشاير في أوماها، أوضح بافيت أن البيع كان لأسباب ضريبية بعد تحقيق مكاسب كبيرة، وأنه قد يكون مدفوعًا أيضًا برغبته في تجنب دفع ضرائب أعلى في المستقبل إذا ارتفعت أسعار الفائدة لتمويل العجز المالي الأمريكي.
اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي
من جهة أخرى، تحاول شركة أبل تعديل موقفها في السوق من خلال دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في إصداراتها الجديدة.
في الفترة الأخيرة، أبدى تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، شفافية أكبر بخصوص توجهات الشركة نحو تطوير الذكاء الاصطناعي. وخلال شهر فبراير، أعلن عن خطط لإصدار بيانات هامة لاحقًا في العام الجاري تتعلق بإدماج الذكاء الاصطناعي ضمن خطوط الإنتاج الحالية للشركة.
اقرأ أيضًا: شركة آبل تواجه كابوسًا جديدًا في الصين.. ما القصة؟
وخلال مكالمة الأرباح للربع الأخير، أكد كوك للمستثمرين أن الشركة ستستمر في استثماراتها بالتقنيات الحديثة التي ستُشكل مستقبل الصناعة.
وأضاف أن آبل تُخصص استثمارات كبيرة وتُعطي الكثير من الوقت والجهد لتضمين الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الحالية، مما يُظهر التزام الشركة بالابتكار في هذا المجال.
وتسعى آبل من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في الآيفون إلى تعزيز مكانتها في السوق، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية القادمة من السوق الصيني.