قبل 3 أعوام من الآن، كان سوق الرموز غير القابلة للاستبدال أو NFTs قد وصلت إلى الذروة. وفقًا لموقع NonFungible.com، شهد سوق NFT نموًا هائلاً في عام 2021، حيث وصلت المبيعات إلى 17.6 مليار دولار، بزيادة قدرها 21000٪ من 82 مليون دولار في عام 2020. وكان هذا النمو مدفوعًا بضجيج أحاط بهذه السوق، نتيجة اهتمام الشباب والمشاهير الأثرياء والمؤثرين والفنانين بالأصول الناشئة. في مارس 2021، باع الفنان مايك وينكلمان، المعروف أيضًا باسم Beeple، عملة NFT” Everyday” مقابل رقم قياسي بلغ 69 مليون دولار في دار مزادات Christie’s.
لكن الآن، دخلت هذه السوق ما يشبه الموت. لقد انخفضت قيمة أغلب هذه الأصول المشفرة إلى الصفر بعدما غاب عنها الضجيج الذي يحيط بها.
الأمر نفسه تكرر مع عملات الميم المشفَّرة ومن بينها عملة دوجكوين الشهيرة، التي لاقت دعمًا من الملياردير الأميركي إيلون ماسك. العملة التي تم طرحها في 6 ديسمبر 2013، وصلت إلى ذروة القيمة السوقية التي تزيد عن 85 مليار دولار أمريكي في 5 مايو 2021. والآن تبلغ القيمة السوقية الحالية للعملة المشفرة لـ22.98 مليار دولار.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يستعد لبناء ذكاء اصطناعي أقوى من ميتا 4 مرات.. فهل ينجح؟
هل يشبه الذكاء الاصطناعي ضجيج دوجكوين وNFTs؟
في الآونة الأخيرة، تصدر الذكاء الاصطناعي العناوين الرئيسية. على سبيل المثال، عزز الذكاء الاصطناعي أسهم شركة إنفيديا، عملاق الرقائق الإلكترونية، أكثر من ستة أضعاف منذ بداية العام الماضي، حيث يقدر قيمة صانع الشرائح بما يصل إلى 2.8 تريليون دولار – وهو ما يقل قليلاً عن القيمة السوقية لشركة أبل.
لكن على الجانب الآخر، حذر أحد كبار الاقتصاديين مما وصفه بـ«الضجيج حول الذكاء الاصطناعي الذي يشبه الإثارة التي أحاطت بالأصول المشفرة مثل دوجكوين وNFTs في السنوات الأخيرة».
وقال بول رومر، الحائز على جائزة نوبل لتلفزيون بلومبرغ هذا الأسبوع: «كان هناك إجماع قوي منذ عامين فقط على أن العملات المشفرة ستغير كل شيء، ثم فجأة اختفى هذا الإجماع».
وأضاف: «لم يسأل أحد حتى: يا إلهي، لماذا كنا واثقين إلى هذا الحد ثم انفجر الأمر؟».
اقرأ أيضًا: «يعادل قنبلة مدمرة للكون».. ما الذكاء الاصطناعي العام ومتى سنصل إليه؟
تحليل الضجيج المحيط بالذكاء الاصطناعي
الحائز على جائزة نوبل والأستاذ السابق في البنك الدولي وكلية بوسطن يقارن بين الأصول المشفرة والذكاء الاصطناعي.
أشار الخبير الاقتصادي إلى أن هناك ثقة مفرطة حاليًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي، قائلاً: «في الوقت الحالي، هناك الكثير من الثقة بشأن المسار المستقبلي للذكاء الاصطناعي». وأضاف: «أعتقد أن هناك خطرًا كبيرًا في تقديم هذا الأمر بشكل متقدم».
وأقر بالتقدم الكبير الذي أحرزه الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، لكنه أكد على نقص البيانات الكافية لاستمرار هذا التقدم بنفس السرعة. وعلق رومر: «سوف تتباطأ الأمور كثيرًا. إنها مجرد ضجة كبيرة، ضجيج فقاعي نموذجي يحاول الناس استغلاله للاستفادة من الاتجاهات الجديدة».
وتوقع أن يكون هناك إجماع عام خلال العامين المقبلين على أن الذكاء الاصطناعي كان مجرد فقاعة، وأن الناس قد بالغوا في تقدير قدراته على المدى القصير.
اقرأ أيضًا: أبل تجري محادثات مع OpenAI لدمج الذكاء الاصطناعي في 16 iPhone
الرابحون والخاسرون في سوق الأسهم المتأثر بالذكاء الاصطناعي
يُبرز رومر الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي، الذي ساهم في زيادة قيمة أسهم Nvidia بأكثر من ستة أضعاف خلال العام الماضي، لتصل قيمتها إلى نحو 2.8 تريليون دولار، وهو رقم يقترب من القيمة السوقية لشركة Apple. في المقابل، شهدت شركات مثل نايكي وماكدونالدز، وأخرى في قطاع التكنولوجيا لا تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، أداءً أضعف بكثير.
غاري كالتباوم، رئيس شركة كالتباوم لإدارة رأس المال، أعرب عن قلقه لقناة فوكس بيزنس هذا الأسبوع، قائلاً إن هذه الشركات «تُسحق».
وأشار إلى أن أسهم النقل تعاني أيضًا، محذرًا من أن تضييق السوق قد يكون مؤشرًا على ركود اقتصادي وشيك.
وأضاف كالتباوم: «أرى أن الاقتصاد يتجه نحو الانخفاض، وقد لا يكون ركودًا كبيرًا، لكن الاتجاه ليس إيجابيًا». ولفت إلى أن الأسهم الحساسة للوضع الاقتصادي لم تؤدِ بشكل جيد مقارنة بالأسهم التي تقاوم الركود هذا العام، مما يدل على توقعات المستثمرين بحدوث تحديات.
واختتم كالتباوم تعليقه بالقول: «السوق يُظهر مؤشرات»، مؤكدًا «أضمن لك، إذا دخلنا في ركود، فإن السوق سينخفض بنسبة 10٪ قبل أن ندرك ذلك». ويتفق رومر وكالتباوم على أن الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تستولي على مكاسب السوق، ويرون في هذا الهوس دلالة على مشكلات مستقبلية محتملة.