أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًَا لإنشاء صندوق الثروة السيادي الأميركي (SWF)، وذلك بعد مناقشات حول الهيكلة والتمويل والاستثمارات المحتملة للولايات المتحدة.
وبينما يعترف الخبراء بقدرة هذا الصندوق على تحويل الاستراتيجية المالية الأميركية، توجد تحديات كبيرة في مواءمة هذا الصندوق مع الواقع الاقتصادي الحالي للبلاد كمدين صافي، لكن ما هي الاستثمارات لهذا الصندوق؟ وهل يمكن أن يستثمر في البيتكوين؟
ما هو صندوق الثروة السيادي؟
ووفقاً لما ذكره ديفيد ساكس قيصر العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض وقائد مجموعة العمل الرئاسية المعنية بأسواق الأصول المشفرة، فإن فكرة صندوق الثروة السيادي، ليس له علاقة بالاقتراح الخاص بإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين، إذ يوفر هذا الصندوق إطارًا أكثر مرونة للاستثمارات عبر فئات الأصول المتنوعة.
وتعليقًا على ذلك قال سيد باول، الرئيس التنفيذي لشركة Maple Finance، إن صندوق الثروة السيادي الأميركي، منفصل عن فكرة إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين، لأنه أوسع بكثير ويمكن أن يشمل أي أصول وليس فقط التشفير.
وأضاف باول، في تصريح لموقع بنزينغا، إن صندوق الثروة السيادي الأميركي أوسع من فكرة الاستثمار في البيتكوين أو العملات المشفرة، لأنه يسمح بالاستثمار في الأسهم والدخل الثابت والعقارات والسلع في محفظتها، مما يمنحها تنويعًا استراتيجيًا إلى ما هو أبعد من تقلب فئة أصول واحدة مثل البيتكوين Bitcoin.
اقرأ أيضًا: TRUMP$.. كل ما تريد معرفته عن عملة الميم المشفرة لترامب
وأوضح أن مرونة الصندوق تعمل بشكل أوثق مع صناديق الثروة السيادية التقليدية على مستوى العالم، مثل تلك الموجودة في النرويج أو سنغافورة، والتي تعتمد على الاستثمارات المتنوعة لتوليد عائدات مستقرة وطويلة الأجل، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة على عكس هذه الدول، هي مقترض صافي وليس لديها فائض مالي للصندوق.
وأشار إلى أن تخفيض العجز سيكون ضروريًا لتوليد فائض رأس المال للصندوق، معلقًا: “الولايات المتحدة هي مقترض صافي اليوم، لذلك تحتاج إلى تقليل العجز، وهي مهمة القائمين عليه لتوليد فائض رأس المال للاستثمار”.
هل يستثمر صندوق الثروة السيادي في العملات المشفرة؟
يرى آرثر عزيزوف، الرئيس التنفيذي لشركة B2BinPay، أنه على الرغم من أن صناديق الثروة لا تستثمر في الأصول المشفرة؛ إلا أن إدارة ترامب تريد التركيز المحتمل على الأصول غير التقليدية مثل البيتكوين Bitcoin.
وأضاف عزيزوف، أن البيتكوين Bitcoin يعد أصلاً إلى جانب الذهب المادي، ومن المحتمل أن تكون مصادر للتنويع في الاستثمار، خاصة مع موقف ترامب الإيجابي الداعم للعملات المشفرة.
وأوضح عزيزوف، أن إدراج البيتكوين أو الاستثمار فيه من قبل صندوق الثروة السيادي، سيؤدي إإلى تحول كبير في كيفية تعامل الحكومة الأميركية مع أصول بديلة.
ومع ذلك فإنه يرى أن هذا الأمر صعب خاصة في بداية إنشاء الصندوق، لأنه تقليديًا تعطي صناديق الثروة السيادية الأولوية للاستقرار والسيولة لصالح الأصول مثل الأسهم والسندات الحكومية، والبيتكوين والعملات المشفرة تعد أصول غير مستقرة بسبب طبيعتها المتقلبة.
اقرأ أيضًا: كيف غيرت البيتكوين قواعد اللعبة المالية؟ مقابلة خاصة مع د. سيف الدين عَمُّوص
وقال جيسون رازنيك، مؤسس ومدير التنفيذي لشركة DFG Benzinga، إن صندوق الثروة السيادي الأميركي سوف يستثمر في فئات الأصول خارج البيتكوين، بما في ذلك الأسهم، والسندات، والعقارات والتكنولوجيا، مثل أسهم شركة إنفيديا Nvidia وتسلا TSLA.
وأشار إلى أن مثل هذا الصندوق يمكن أن يخدم أيضًا المصالح الوطنية الاستراتيجية، كما يظهر في المناقشات حول الولايات المتحدة التي من المحتمل أن تحصل على حصة في تيك توك Tiktok لمنع حظرها، وهذا ما يميز هذه الصناديق التي تركز بشكل أساسي على الحفاظ على الثروة والاستقرار الاقتصادي.