- «ماثيو تشن» يتخلص من المتعاقدين ويستبدلهم بأداتي «شات جي بي تي» و«ستابيلتي ديفيوشن»
- منصات التوظيف ترصد تلاشي سريع لفرص العمل.. ومهن مثل البرمجة وخدمات العملاء في الصدارة
- «جي بي تي – 4» يخفض تكلفة توظيف محللي البيانات إلى 1% فقط.. والطلب على مهندسي الذكاء الاصطناعي يرتفع
- وكالات الدراسة في الخارج الأكثر تضررا.. وشركة تفقد 60% من أعمالها بسبب «شات جي بي تي»
في مركز التكنولوجيا الجنوبي الغربي في تشنغدو، عاصمة إقليم سيتشوان، شارك ماثيو تشن، وهو شاب صيني، في تأسيس ستوديو صغير لألعاب الفيديو، ودار نشر، اعتمد مؤخرًا تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لزيادة كفاءة العمل وتسريع المهام، انتهى به الحال إلى تقليص أعداد العمالة، وهو اتجاه ناشئ في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
من خلال اعتماد أداتي ذكاء اصطناعي تم تطويرهما، وهما «ستابيلتي ديفيوشن» نظام التعلم العميق الذي ينتج صورا بناءً على مطالب المستخدمين النصية، و«شات جي بي تي» تخلصت شركة «تشن» هذا العام من جيش من المتعاقدين الذين كانوا يعملون في ترجمة النصوص.
صحيفة «ساوث تشينا مورنينغ بوست» نقلت عن «تشن»، قوله «يترجم شات جي بي تي بشكل أسرع بكثير، ويكلف فقط 20 دولارًا في الشهر»، وأضاف إن «شركة ترجمة طرف ثالث يمكن أن تطلب 100 ألف يوان ما يعادل 14 دولارا لعقد سنوي واحد فقط».
«ويمكن أيضاً استبدال كتّاب النصوص الإعلانية، وموظفي خدمة العملاء الذين يتحدثون لغات أجنبية، وبعض الرسامين بأدوات الذكاء الاصطناعي»، وفقاً لـ«تشن»، الذي أشار إلى «أن شركته تجري تجارب على استخدام أداة الذكاء الاصطناعي ستابيلتي ديفيوشن، التي تحول تعليمات النص إلى صور ويمكن أن تكون النتيجة بنسبة 80 في المائة مثل الرسام البشري»، وفقاً لتصريحاته.
تمثل التغييرات التي أدخلتها شركة تشن لألعاب الفيديو جزءًا صغيرًا من التغييرات الجذرية التي يجلبها الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى بعض المهن التقليدية في الصين، وسوق العمل الأوسع في البلاد.
اقرأ أيضاً.. كيف يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال؟
الرهان على الذكاء الاصطناعي
في تحليل عالمي نُشر في نهاية مارس، تقدّر غولدمان ساكس أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يؤتي ثماره في أتمتة ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل.
ووجد البنك الاستثماري الأميركي أن ربع المهام الحالية يمكن أن تتم أتمتتها باستخدام الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وأوروبا، مذكراً بقطاعات مثل الإدارة المكتبية والقانون والهندسة المعمارية والهندسة.
تبدو الرهانات أكبر في الصين، حيث انخفضت معدلات الولادة بشكل حاد وانتشر الشيخوخة بشكل سريع ليؤدي ذلك إلى تفاقم التوازن السكاني. وتعقّدت هذه الحالة أيضًا بسبب معدلات البطالة الشبابية القياسية في البلاد.
وهناك 11.6 مليون خريج جامعي جديد في هذا الصيف، بزيادة تقدر بنحو 820 ألف شخص مقارنة بالعام الماضي، سيدخلون سوق العمل في الصين، الذي يزخر بالباحثين عن وظائف وفشلوا في الحصول على وظيفة بعد تخرجهم خلال جائحة كوفيد-19.
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي والوظائف: 15 مهنة لن يستولي عليها الروبوت
فرص الوظائف تتلاشى
في سياق متصل، وجدت دراسة حديثة أجرتها زهانغ داندان، الأستاذ المشارك في مدرسة التنمية الوطنية في جامعة بيجين، على 1.2 مليون وظيفة في موقع صيني للتوظيف، أن فرص التوظيف تتلاشى بسرعة للوظائف التي يمكن استبدالها بسهولة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المبيعات والمحاسبة والتدريب وتطوير البرمجيات وإدارة المكاتب وخدمات العملاء، وفقًا لتقرير نشر على موقع جيميان الإعلامي الرقمي المقرّه في شنغهاي.
وأشارت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي ينتزع مهناً تقليدية أكثر في الصين مما يخلق وظائف جديدة، وهو اتجاه قد يتصاعد، حسبما نقلت جيميان عن زهانغ التي قدّمت بحثها في مؤتمر أكاديمي الشهر الماضي في عاصمة البلاد.
ويظهر تأثير التكنولوجيا بشكل أكثر وضوحًا في بعض القطاعات، ففي واحدة من القطاعات الأكثر تضررًا هي وكالات الدراسة في الخارج، حيث يقوم المتوسطون بإعداد الأوراق المطلوبة لتقديم طلبات الدراسة في الخارج، وفقًا لتقرير حديث نشر في صحيفة الأعمال المحلية، فإن «شات جي بي تي» سيقضي على هذه التجارة.
وأكد زهانغ يي، الذي يدير شركة تساعد الطلاب الصينيين على الدراسة في الخارج، صحة ما جاء في التقرير، مشيرا إلى أن شركته فقدت بالفعل أكثر من 60 في المئة من أعمالها بعدما أصبح «شات جي بي تي» يمكن أن يقوم بها.
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يزود مبيعات متجرك الإلكتروني بـ6 أدوات: جربها !
«شات جي بي تي أداة موثوقة»
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها «دامو أكاديمي»، الذراع البحثية الداخلية لشركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة علي بابا، وجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، يكلف استخدام «جي بي تي – 4»، أقل من 1 في المائة من تكاليف توظيف محلل بيانات بشري.
وصف باحث في العلوم الاجتماعية وأستاذ في الجامعة أداة «شات جي بي تي» بأنها «موثوقة جدا» في تحليل البيانات، ولغة البرمجة للحوسبة الإحصائية والرسوم البيانية، وقال «زانغ»، «كنت أنفق 20 إلى 30 في المائة من وقتي في المهام مثل صياغة المناهج الدراسية، وصياغة نصوص الخطابات لعمداء الكليات، وكتابة جداول أعمال الاجتماعات»، مضيفا «شات جي بي تي جيدا جدا في توليد المحتوى ولكنه لن ينتج ورقة أكاديمية مبتكرة».
اقرأ أيضاً.. قائمة بـ9 وظائف يهددها الذكاء الاصطناعي: استعد !
فرص عمل جديدة
هناك أيضًا بعض المؤسسات والصناعات التي اعتمدت على نطاق واسع هذه الأدوات الجديدة للذكاء الاصطناعي وخلقت فرص عمل جديدة.
وفقًا لباسكال فونغ، مدير مركز البحث عن الذكاء الاصطناعي في جامعة العلوم والتكنولوجيا في هونغ كونغ، «الوظائف التي من المرجح أن تنشأ هي تلك التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءتها وإبداعها. سيكون هناك جيل جديد من مصممي الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى والمحللين والمهندسين المعماريين والفنانين وغيرهم الذين يعرفون كيفية استغلال قوة الذكاء الاصطناعي التوليدي».
في منصة التوظيف الصينية «بوس زيبن» التي تستهدف العاملين في مجال التكنولوجيا، تم إدراج ما لا يقل عن 27 وظيفة هذا الأسبوع لـ «مهندسي النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي»، وهو دور نسبياً جديد لتحسين التفاعل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وشمل أصحاب العمل بعض أكبر شركات الإنترنت الصينية، بما في ذلك مالك «تيك توك»،وعملاق التعرف على الصوت «آي فلايتيك»، و«جايدو»، وهي مشروع سيارات كهربائية مدعوم من «بايدو» وشركة «غيلي» للسيارات.
كما تبحث وكالة التسويق الذكي «موغيك» التي يقع مقرها في هانغتشو عن حوالي خمسة مهندسين في قطاع الذكاء الاصطناعي، وهي وظائف جديدة ظهرت في مايو، وفقًا لممثل الشركة المسؤول عن التكنولوجيا.
ومن المتوقع أن يتمتع مهندس الذكاء الاصطناعي بقدرات شاملة لفهم النماذج اللغوية الطويلة، في تحليل البيانات ووضع خطط للتسويق.