هل يُمكن لشركة لا تحظى بالشهرة التي عليها عمالقة مثل أبل ومايكروسوفت أن تتفوق في القيمة السوقية؟ قد يبدو الأمر غير مألوف، ولكن إنفيديا، بتسارعها الهائل، قد تحقق ذلك قريبًا وتصبح ذات أعلى قيمة سوقية في العالم.
تُعد إنفيديا، المعروفة بتصنيع الرقائق الإلكترونية، من بين الشركات الأعلى قيمة عالميًا، وذلك بفضل الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، فالرقائق التي تنتجها إنفيديا تُستخدم على نطاق واسع من قبل الشركات التكنولوجية الكبرى لتطوير هذه التقنية، مما أدى إلى زيادة الطلب عليها بشكل كبير، وأصبحت محل تنافس بين الشركات نظرًا لندرة المصادر التي توفرها.
تفاصيل ارتفاع القيمة السوقية لشركة إنفيديا
شهدت أسهم شركة إنفيديا (Nvidia) نموًا يزيد عن الستة أضعاف منذ مطلع العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع القيمة السوقية للشركة المتخصصة في تصنيع الرقائق، لتتجاوز قيمة شركة أمازون التي تقدر بحوالي 1.9 تريليون دولار، وشركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، التي تقدر قيمتها بحوالي 2.1 تريليون دولار.
اقرأ أيضًا: إنفيديا.. حقائق عن الشركة المفضلة لدى جيل الألفية!
ولكن التوقعات كانت تشير إلى أن إنفيديا لن تكتفي بتجاوز هذه الشركات العملاقة فحسب، بل سوف تتخطى شركة أبل التي تبلغ قيمتها السوقية حوالي 2.9 تريليون دولار، وهي ثاني أكبر شركة من حيث القيمة السوقية على مستوى العالم، وبالفعل قفز سهم أبل بنسبة 5%، اليوم الأربعاء ليصل لـ1225 دولارًا، وبذلك وصلت قيمتها إلى 3 تريليونات دولار، لتتجاوز بالفعل أبل، وتصبح ثاني أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم.
لكن لا يقف الأمر عند هذا الحد، فالمحللون يرون إمكانية أن تتفوق إنفيديا حتى على مايكروسوفت، التي تقدر قيمتها بـ3.1 تريليون دولار، لتصبح بذلك الشركة الأكثر قيمة في العالم، وهو ما تسير عليه الشركة المتخصصة في إنتاج الرقائق الذكية، حيث من المتوقع أن تصل إليه خلال الفترة المقبلة.
سر تفوق إنفيديا
على الرغم من أن إنفيديا لا توجه منتجاتها مباشرةً للمستهلكين، إلا أنها تتميز عن نظيراتها من الشركات التقنية الكبرى في أن منتجاتها تعد جزءًا أساسيًا من الاستخدامات اليومية للأجهزة الإلكترونية لدى الأفراد.
فالأشخاص يستخدمون أجهزة آيفون وآيباد وماك بوك في أعمالهم وألعابهم وتواصلهم، ويجرون عمليات البحث عبر غوغل، ويتابعون الفيديوهات على يوتيوب، ويديرون بريدهم الإلكتروني عبر جيميل، كما يتصفحون فيسبوك، وينشرون على إنستغرام، ويتواصلون عبر واتساب، ويتسوقون من أمازون، ويقرأون الكتب على كيندل، ويشاهدون الأفلام والبرامج التلفزيونية على برايم فيديو، ويستخدمون الحواسيب الشخصية بنظام ويندوز، ويعتمدون على تطبيقات مثل ورد وإكسيل، ويلعبون باستخدام أجهزة إكس بوكس.
اقرأ أيضًا.. جنسن هوانغ يعلن ثورة صناعية جديدة على الأعتاب بقيادة إنفيديا
جميع تلك المنتجات تتطلب شرائح إلكترونية متقدمة لدمج الذكاء الاصطناعي بها، مما يعزز أداءها ويحافظ على تنافسيتها. لذا، تعتبر شركة إنفيديا محط أنظار الجميع؛ حيث تسعى الشركات المتنوعة للحصول على شرائحها.
في المقابل، لا يعد اسم إنفيديا (Nvidia) معروفًا بين الأفراد الذين لا يتابعون القطاع التكنولوجي أو البورصة. باستثناء اللاعبين ومحبي التكنولوجيا، لا تؤثر منتجاتها على الحياة اليومية كما تفعل منتجات الشركات الكبرى الأخرى، وبالتالي، تفتقر إلى الحضور الثقافي.
وتشارك في قصة مشابهة لتلك الخاصة بالعمالقة خارج المجال التقني مثل شركة بيركشاير هاثاواي لوارن بافيت، التي تقدر بـ 870 مليار دولار، وهو ما يقل عن ثلث قيمة شركة إنفيديا. تمتلك مجموعة المستثمر البارز علامات تجارية معروفة مثل «Geico1»، و«Duracell»، و«Diry Queen»، ولديها حصص كبيرة في «Coca-Cola» و«Kraft Heinz» وغيرها من الشركات المدرجة.
وقد أثنى بافيت على قوة علامة أبل التجارية وأهمية منتجاتها كعوامل رئيسية دفعته لجعل عملاق التكنولوجيا أبرز استثماراته.
لماذا يتوقع الخبراء أن تصبح إنفيديا الشركة الأكثر قيمة في العالم؟
يُظهر الارتفاع المتواصل في قيمة أسهم شركة إنفيديا أن الخبراء يتنبأون بمزيد من النمو، مما قد يجعلها أعلى الشركات قيمة على مستوى العالم.
على الرغم من تاريخها الحديث، استطاعت إنفيديا (Nvidia) أن تتقدم من المركز 117 إلى المركز 30 في تصنيف «BrandFinance» لأفضل العلامات التجارية العالمية خلال عام واحد فقط في 2023، وذلك على الرغم من تأخرها عن شركات كبرى مثل «Allianz» و«UnitedHealthcare». وفي الوقت نفسه، تحتل شركات مثل أبل (Apple)، ومايكروسوفت (Microsoft)، وغوغل (Google)، وأمازون (Amazon) المراكز الأولى.
يُعد هذا التقدم السريع دليلًا على الثقة الكبيرة التي يضعها المستثمرون في إمكانات إنفيديا (Nvidia) المستقبلية، حيث يتوقعون أن تلعب دورًا محوريًا في المجتمع من خلال رقائقها الأساسية لتطور الذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من الأجهزة الذكية ومراكز البيانات في كل مكان.
اقرأ أيضًا.. ماذا تقدِّم شركة إنفيديا وما سر تفوّقها؟
رغم أن رقائق إنفيديا (Nvidia) قد تكون معروفة بشكل أساسي بين المستهلكين، إلا أن الطلب عليها من قِبل شركات كبرى مثل ميتا (Meta) يشهد نموًا ملحوظًا. هذا الطلب الكبير أسهم في مضاعفة إيرادات إنفيديا لتتجاوز الضعف، وصولاً إلى 61 مليار دولار في العام المنصرم، مما أدى إلى زيادة صافي الدخل بمعدل سبعة أضعاف ليبلغ 30 مليار دولار. كما شهدت ثروة جنسن هوانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، قفزة من 34 مليار دولار إلى 91 مليار دولار خلال عام واحد، مما يجعله الحائز على أكبر حصة في الشركة.
للمقارنة، حققت أبل (Apple) مبيعات بقيمة 383 مليار دولار وأرباحًا بقيمة 97 مليار دولار في العام المالي الأخير، لكن معدل نموها يظل أقل بكثير.
وفي ضوء هذه البيانات، يطرح السؤال نفسه: هل ستتحول إنفيديا (Nvidia) إلى علامة تجارية استهلاكية بارزة مع مرور الوقت، أم أنها ستواصل دعم تطورات الذكاء الاصطناعي للشركات الأخرى، محافظةً على مكانتها بعيدًا عن الأضواء إلى حد كبير، على الرغم من إمكانية أن تصبح الأكثر قيمة في العالم؟