رغم هبوط العملات المشفرة والتقلبات القوية التي تعرضت لها خلال العام الجاري، مازالت الفرصة سانحة أمام المستثمرين لتحقيق المزيد من المكاسب على الرغم من الانخفاضات التي تشهدها الأسواق.
وبالنظر إلى البيانات التاريخية وفقًا لموقع كوين ماركت كاب (CoinMarketCap)، فإن الفترة التي سبقت الارتفاعات القياسية للعملات المشفرة والبيتكوين في عام 2021 كانت تتسم بالهبوط.
وعملًا بمقولة «التاريخ يعيد نفسه»، فإن استغلال فترة الهبوط الحالية قد يؤدي إلى تحقيق مكاسب مستقبلية، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات لاستغلال الفترة الحالية.
الانتظار حتى تغير اتجاه العملات المشفرة
يعد الحفاظ على رأس المال أولوية قصوى لأي مستثمر، ونظرًا لأن التداول في وقت هبوط السوق يعد صعبًا للكثيرين، فمن الأفضل لبعض المستثمرين الانتظار قبل إجراء أي صفقات حتى التأكد من تغير اتجاه السوق وبداية ارتفاع العملات المشفرة من جديد.
اقرأ أيضًا: التأثير النفسي للاستثمار في العملات المشفرة
وتعتمد تلك الاستراتيجية على مراقبة كافة الأسواق الأخرى، وخاصة أسواق الأسهم، بعدما أظهرت العملات المشفرة ارتباطًا قويًا بسوق الأسهم خلال العامين الماضيين، وخاصة العملات الأعلى قيمة سوقية وهما البيتكوين والإيثريوم.
هبوط العملات المشفرة وبدء التداول
على عكس الاستراتيجية السابقة، يمكن للمستثمرين استغلال تراجع العملات المشفرة والنظر على إطار زمني أكبر لاستنباط متى تبدأ العملات المشفرة في تغيير اتجاهها، اعتمادًا على مستويات الدعم والمقاومة السابقة أو خطوط الاتجاه.
اقرأ أيضًا: د.هاني الشعراني يكتب: الشباب والعملات المشفرة.. من الحب ما قتل!
وتتطلب تلك الاستراتيجية التأني في اختيار حجم الصفقات وعدم المجازفة برأس المال جميعه أو الاستثمار بشكل عشوائي، مع الأخذ في الاعتبار أن فترات هبوط العملات المشفرة قد تصبح أطول من المتوقع بالنظر إلى المؤثرات السياسية والاقتصادية المختلفة.
وتساعد المؤشرات الفنية في توقع الأداء المستقبلي لأي من العملات المشفرة، كما أن الأداء السابق للعملة يمكن أن يكون مؤشرًا على الأداء المستقبلي، بجانب ضرورة إيلاء البيتكوين اهتمامًا خاصًا بعدما أصبحت العملات المشفرة تتبع اتجاه البيتكوين في معظم الأحوال.
تنوع محفظة العملات المشفرة
تتراجع المخاطر أثناء السوق الهابط مع تنوع العملات المشفرة في المحفظة الواحدة، ويعود السبب في ذلك إلى تباين أحجام انخفاض العملات المشفرة. على سبيل المثال، في الوقت الذي تراجعت فيه البيتكوين والإيثريوم بنسبة 40% خلال التسعين يومًا الماضية، شهدت عملة لونا ارتفاعًا متواضعًا.
ولا يعني ذلك الاستثمار في كافة العملات المشفرة، ولكنه يعني التنوع في اختيار الاستثمارات، إذ لن يكون جميعها متراجعًا أو جميعها مرتفعًا.
مستقبل الاستثمار في العملات المشفرة
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في العملات المشفرة على المدى البعيد، قد يلجأ بعض المستثمرين إلى عدم التركيز على الأسعار، بسبب التقلبات القوية والسريعة التي تشهدها العملات المشفرة.
وفي تلك المرحلة، يركز المستثمرون على العملات المشفرة التي تتسم بالنشاط المرتفع والشبكة القوية، إذ يواصلون إضافة تلك العملات إلى محفظتهم مع تحديد متوسط السعر بالدولار.
على سبيل المثال، فإن المستثمرين الذين اشتروا ما قيمته 50 دولارًا من البيتكوين أسبوعيًا على مدار عامين، ما زالوا يحققون أرباحًا على الرغم من تراجع العملات المشفرة خلال الفترة الأخيرة.