حققت شركة نيورالينك قفزة جديدة في مجال واجهات الدماغ الحاسوبية، حيث نجحت في زراعة شريحة عصبية في دماغ المريض الثاني، (أليكس). وأظهرت النتائج الأولية تحسنًا ملحوظًا في قدرات أليكس، حيث أصبح قادراً على ممارسة الألعاب الإلكترونية وتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد بدقة متزايدة.
تفاصيل زرع شريحة نيورالينك في دماغ المريض الثاني
وأعلنت شركة نيورالينك نجاحها في زراعة الشريحة العصبية في دماغ المريض الثاني، (أليكس)، حيث سار الإجراء بنجاح وتماثل للشفاء بشكل جيد. وقد استغل أليكس قدراته الجديدة فورًا، حيث استخدم برنامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر (CAD) لتصميم حامل مخصص لشاحن الشريحة، ثم قام بطباعته ثلاثي الأبعاد واستخدامه. وهذا الإنجاز يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف الشركة في تمكين الأفراد من التحكم في الأجهزة والتطبيقات باستخدام أفكارهم فقط.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك: شريحة نيورالينك قد تمنح البشر قدرات خارقة
ونجح المريض الأول لشركة نيورالينك، نولاند أربو، في استعادة جزء من استقلاليته وحياته الاجتماعية بفضل الشريحة المزروعة في دماغه في يناير الماضي. وتسعى الشركة، بقيادة إيلون ماسك، إلى تطوير تقنية تتيح للبشر التفاعل مع الأجهزة بطريقة طبيعية وسلسة، مما قد يؤدي إلى ثورة في مجالات الطب والاتصالات والإدراك البشري. ويعتقد ماسك أن هذه التقنية ستمكن الأشخاص في المستقبل القريب من تحقيق إنجازات مذهلة، مثل التفوق على المحترفين في الألعاب الإلكترونية بفضل سرعة الاستجابة التي توفرها الشريحة.
تحديات الموافقة التنظيمية
وواجهت شركة نيورالينك تحديات كبيرة في الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة لبدء التجارب السريرية على البشر، مما أدى إلى تأخير إطلاق المشروع عدة مرات. ومع ذلك، تمكنت الشركة في النهاية من الحصول على الموافقة في مايو 2023، مما أثار اهتمام آلاف المتطوعين.
اقرأ أيضًا: ماذا سيحدث إذا تعرضت شريحة نيورالينك العصبية للاختراق؟
وفي الوقت نفسه، واجهت الشركة انتقادات واسعة بسبب معاملتها للحيوانات المستخدمة في التجارب، حيث أشارت تقارير عديدة إلى معاناة القرود التي تم زرع الشريحة فيها. ورغم هذه التحديات، تواصل الشركة جهودها لتطوير هذه التقنية الثورية.
زراعة شريحة نيورالينك في ملايين أدمغة البشر
أكدت الشركة أن المريض الثاني استطاع استغلال الشريحة بشكل فعال في ممارسة ألعاب الفيديو المعقدة، مثل ألعاب الرماية من منظور الشخص الأول، وتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد بدقة عالية. وقال إيلون ماسك في تغريدة بعر موقع إكس، «أن هذه مجرد بداية»، حيث يتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يستخدمون هذه التقنية إلى «الملايين خلال العقد المقبل، مما سيحدث ثورة في تفاعل البشر مع التكنولوجيا.».
وأظهرت شركة نيورالينك قدرة تقنيتها على تمكين الأفراد من أداء مهام معقدة باستخدام أفكارهم فقط. فقد تمكن المريض الثاني من تصميم كائنات ثلاثية الأبعاد معقدة باستخدام برنامج CAD، وحتى تصميم وطباعة حامل مخصص لشاحن الشريحة، وهو ما كان مستحيلًا باستخدام التقنيات التقليدية. كما تمكن من لعب ألعاب الفيديو المعقدة التي تتطلب عادةً أدوات تحكم خارجية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتفاعل الإنسان مع التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا: كيف يمارس مريض نيورالينك حياته بعد زرع الشريحة برأسه؟
وبدأت شركة نيورالينك بتجربة تقنيتها على الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي، ولكن طموحات إيلون ماسك تتجاوز ذلك بكثير. فهو يرى في هذه التقنية وسيلة لدمج البشر مع الذكاء الاصطناعي، مما يمنحهم قدرات خارقة مثل التحكم المباشر في الأجهزة، وتحسين الحواس، وحتى بث الموسيقى مباشرة إلى الدماغ. ورغم هذه الإمكانيات الواعدة، يحذر الخبراء من المخاطر المحتملة مثل القرصنة والهجمات السيبرانية، ويؤكدون أن تحقيق هذه الأهداف قد يستغرق وقتًا طويلاً.
وأعلنت شركة نيورالينك عن خططها لتطوير تقنيتها الحالية لزرع الدماغ، حيث تسعى إلى إضافة ميزات جديدة وتحسين الأداء. ومن بين هذه التحسينات، تطوير خوارزميات متقدمة قادرة على ترجمة الإشارات الدمائية إلى نص مكتوب، مما يتيح للمستخدمين إدخال النص بشكل أسرع وأكثر سلاسة.