تبحث شركة «نيورالينك» (Neuralink)، الناشئة التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك عن مصابين بالشلل الرباعي لغرس شريحة في أدمغتهم بعد حصولها على الضوء الأخضر لبدء التجارب على البشر، تمتد إلى 6 سنوات.
ما هي شريحة «نيورالينك»؟
تخطط شركة «نيورالينك» لوضع شريحة بحجم العملة المعدنية في أدمغة البشر، تسمى لينك، تتيح للعقل البشري بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية المعقدة باستخدام الإشارات العصبية فقط، ما سيُساعد الأشخاص المصابين بالشلل الكامل على استعادة التواصل مع أحبائهم عن طريق تحريك هذه الإشارات العصبية والكتابة بعقولهم، وفق سي إن بي سي. ويعتقد إيلون ماسك أن هذه الشرائح يمكن أن تعالج مجموعة من الحالات بما في ذلك السمنة والتوحد والاكتئاب والفصام بالإضافة إلى تمكين تصفح الويب والتخاطر.
اقرأ أيضًا.. كل شيء عن زرع شريحة إيلون ماسك في أدمغة البشر
والارتباط بين الشريحة والإشارات العصبية متصل بسلسلة من الخيوط الرفيعة والمرنة التي يتم إدخالها مباشرة في أنسجة المخ حيث تكتشف الإشارات العصبية. وسيتمكن المرضى الذين يستخدمون شرائح «نيورالينك» استخدام تطبيق للأجهزة الذكية، وسيتمكن المرضى بعد ذلك من التحكم بالفأرة (الماوس) ولوحات المفاتيح الخارجية من خلال اتصال «بلوتوث»، وفقا للموقع الإلكتروني للشركة.
ما الجديد من قبل «نيورالينك»؟
الجديد فيما يتعلق بالشركة هو إعلانها الحصول على الضوء الأخضر لإجراء أول تجربة بشرية لها، مشيرة إلى أنها تبحث الشركة عن أشخاص مصابين بالشلل لاختبار الشريحة.
وتقول الشركة، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية إنها تبحث عن مرضى الشلل الرباعي بسبب إصابة النخاع الشوكي العمودي أو مرض التصلب الجانبي الضموري. وسيتم زرع الشريحة للمشاركين جراحيًا باستخدام روبوت خاص في منطقة من الدماغ مسؤولة عن التحكم في الحركة، بهدف تمكينهم من التحكم في مؤشر الكمبيوتر أو لوحة المفاتيح بالتخاطر أو استخدام أفكارهم فقط. وستقوم الدراسة بتقييم سلامة وأداء التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا.. شركة نيورالينك تجمع 280 مليون دولار لزراعة الشرائح في الأدمغة
ووفقًا لكتيب الدراسة، سيستغرق إكمالها حوالي ست سنوات: وسيحصل المشاركون على تسع زيارات منزلية وشخصية خلال الأشهر الـ 18 الأولى، ثم 20 زيارة موزعة على خمس سنوات للمتابعة، وسيكون لديهم مرتين أسبوعيًا جلسات بحثية طوال مدة الدراسة.
الشكوك حول «نيورالينك»
أثار إعلان «نيورالينك» للمرة الأولى عن الشريحة الكثيرة من المخاوف الأخلاقية بين علماء الأعصاب وغيرهم من الخبراء. في العام الماضي، رفضت إدارة الغذاء والدواء طلب الشركة لتسريع التجارب البشرية، ولكن في مايو وافقت، ولم تكشف الوكالة عن كيفية حل مخاوفها الأولية.
وأفادت تقارير أن التجارب التي أجريت على الحيوانات تسببت في معاناة لا داعي لها. وقال موظفون سابقون في الشركة لرويترز إنه في إحدى الحالات، تم زرع الجهاز في موضع خاطئ في الخنازير، مما أدى إلى القتل الرحيم.
اقرأ أيضًا.. «مهووس بالسيطرة».. ماذا تخبرنا السيرة الذاتية لإيلون ماسك عنه؟
وأثارت هذه المزاعم عدة تحقيقات، بما في ذلك تحقيق من وزارة الزراعة في إساءة معاملة الحيوانات ووزارة النقل بشأن سوء التعامل مع المواد الخطرة بيولوجيا عبر حدود الولاية، بحسب موقع فوربس.
ولم ترد الشركة على الفور على الاستفسارات حول موعد ومكان إجراء التجربة، أو عدد المشاركين فيها. وما إذا كان الجهاز آمن للاستخدام البشري، فقد يستغرق الأمر عقودًا قبل أن يصبح متاحًا للمرضى خارج نطاق التجربة.