ساهيل غابا، شاب نشأ في الهند، لم يكن يتوقع أن تمهد سيرته الذاتية له الطريق للحصول على وظيفة في غوغل في عام 2021.
بتعليم نفسه مهارات البرمجة، حصل على فرصته الأولى في شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، ومن ثم انتقل للعمل في أمازون. وبحلول سن الـ29، استقبل عروض عمل من شركات عملاقة مثل ميتا، وأوبر، وغوغل، وذلك خلال أسابيع قليلة.
فما هي الخطوات التي اتخذها لتحقيق ذلك؟ وما هي المميزات في سيرته الذاتية التي أهّلته للعمل في غوغل؟ وما هي النصائح الأساسية التي يقدمها للراغبين في الانضمام إلى شركات كبرى؟ كل هذه التفاصيل يكشفها في السطور التالية:
الرحلة إلى الحصول على وظيفة في غوغل
عندما كان ساهيل غابا على وشك الحصول على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية، انجذب ساهيل لعالم علوم الكمبيوتر، ملاحظًا أن أصدقاءه المنتقلين لهذا المجال واجهوا تحديات في إيجاد فرص عمل، مما دفعه لاستكشاف هذا الطريق أيضًا.
في حديثه لموقع بيزنس إنسايدر، قال غابا: «خلال صيف ما، قضيت ثلاثة إلى أربعة أشهر أتعلم البرمجة بتفاؤل كبير. توجهت إلى سوق العمل محاولًا الحصول على وظيفة، لكني لم أنجح في الانضمام لأي من الشركات التكنولوجية الكبرى».
اقرأ أيضًا: ساندر بيتشاي.. هل يدفع ثمن أخطاء الذكاء الاصطناعي في غوغل؟
وتابع غابا: «أخيرًا، وجدت فرصة في مجال هندسة البرمجيات بشركة تكنولوجيا مالية صغيرة في شيكاغو، لكني شعرت أنني لم أكتسب أحدث المهارات البرمجية هناك».
وأضاف: «كان لدي شغف قوي بالعمل في شركات التكنولوجيا الكبرى، لذا قضيت أيامي في تعلم التقنيات الجديدة وتحسين مهاراتي في المقابلات الوظيفية».
السيرة الذاتية المحكمة طريق للوصول لوظيفة في غوغل
في مسيرته المهنية الأولى، وبعد سلسلة من المقابلات الوظيفية التي لم تُثمر عن نتائج، حقق ساهيل غابا إنجازًا كبيرًا بالحصول على وظيفة في هندسة البرمجيات بشركة أمازون، بعد عمل دؤوب في شركة صغيرة بشيكاغو لمدة عامين.
خلال 18 شهرًا من توظيفه في أمازون، تلقى عروضًا متتالية من شركات ميتا وأوبر وغوغل. وفي نهاية المطاف، اختار غوغل، حيث تم تعيينه براتب يبدأ من 300 ألف دولار سنويًا، وكان عمره حينها 29 عامًا.
يعتقد غابا أن السيرة الذاتية المُعدة بعناية كانت العامل الحاسم في تحقيق هذا النجاح، مؤكدًا أهمية تقديم سيرة ذاتية مُحكمة والإصرار والمثابرة في البحث عن العمل.
اقرأ أيضًا: الأعلى أجرًا في العالم.. قصة صعود ساندر بيتشاي إلى رئاسة غوغل
وقد خاض غابا مقابلات في غوغل مرتين سابقًا في عامي 2016 و2018، لكنه لم يحصل على عرض عمل في أي من المرتين. ويصف تجربته بأنها كانت مليئة بالتحديات، حيث واجه الرفض مرارًا وتكرارًا، لكنه لم يسمح لذلك بأن يثنيه عن مواصلة المحاولة.
ويقول غابا: «بعد فترة، أصبحت أقل اهتمامًا بنتائج المقابلات، لأنني خضت العديد منها ولم أنجح. هناك نوع من الحرية عندما تدخل مقابلة وأنت تعلم أنك قد رأيت كل شيء».
وبعد ثماني جولات من المقابلات، حصل أخيرًا على عرض العمل المنشود في غوغل كمهندس برمجيات في عام 2021.
ساهيل غابا يشارك نصائحه
في مقابلة مع بيزنس إنسايدر، شارك ساهيل غابا مجموعة من الإرشادات الهامة للتميز في المقابلات الفنية والفوز بالوظائف، مؤكدًا على أربع نصائح أساسية.
يؤكد غابا أن الرفض في المقابلات لا يمثل النهاية، بل يُعد فرصة لتنمية مهارات المقابلة. يشير إلى أنه خلال مقابلات البرمجة مع الشركات الكبرى، كان يُطلب منه كتابة الكود بدقة.
يقول: «في بداياتي، كان الضغط يتزايد أثناء كتابة الكود»، مضيفًا أن الخبرة ساعدته على التغلب على التوتر، ويعلق: «الآن، لم يعد تحدي كتابة الكود قائمًا، طالما أستطيع إيجاد الحل، فإن الكتابة تصبح سهلة ومباشرة».
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يشن حربًا على غوغل.. ما القصة؟
وفي مقابلته الثالثة مع غوغل، قرر غابا تغيير لغة البرمجة المفضلة لديه من Java إلى Python، وهي خطوة مثيرة للجدل في الصناعة.
يضيف: «هذا التغيير ساعدني على تسريع عملية البرمجة في المقابلات بشكل كبير، لأن التفكير بلغة بايثون يكون أسهل بكثير من جافا. وحتى الآن، على الرغم من أنني لا أستخدم بايثون في عملي، إلا أنني سأختارها لو كان علي إجراء مقابلة غدًا».
إجراء المقابلة في ظروف أفضل
من جهة أخرى، يرى غابا أن إجراء المقابلات في ظروف أقل ضغطًا يمكن أن يخفف من التوتر المرتبط بالعملية، مشيرًا إلى أنه عندما كان يجري مقابلات أثناء وجوده في وظيفة فإنه يشعر بضغط أقل. وعلى النقيض من ذلك، عندما كان يسعى للاستقالة من وظيفة حالية كان يشعر بضغط كبير خلال المقابلات. ومع ذلك، في مقابلاته الأخيرة في غوغل كان راضيًا عن عمله في أمازون، مما ساعده على البقاء هادئًا.
اقرأ أيضًا: سباق الذكاء الاصطناعي: تحذير لمارك زوكربيرغ ينقذ ميتا.. ما القصة؟
وضع تفاوضي أفضل
في جولته الثالثة من المقابلات مع غوغل، قام جابا بتنسيق مقابلات مع ميتا وأوبر أيضًا، مما أتاح له الحصول على عروض متزامنة تقريبًا ومنحه ميزة في المفاوضات. يقول إن هذا النهج ساعده على التفاوض بشكل أفضل على راتبه.
التقديم على الوظيفة مباشرة
في سياق متصل، أشار غابا إلى أنه كان يعتمد عليها بشكل كبير في الحصول على وظائف في شركات التكنولوجيا الكبرى على شبكة من المقربين، وعندما فشل في ذلك، بدأ في التقديم مباشرةً عبر مواقع الوظائف الإلكترونية، مقدمًا على عدة وظائف في يوم واحد، مما زاد من فرصه في جذب انتباه مسؤولي التوظيف.