وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، يعد لاري إليسون، مؤسس شركة أوراكل Oracle، رابع أغنى شخص في العالم، ليسبق بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، ووارن بافيت، الرئيس التنفيذي لشركة باركشير هاثاواي، فما قصته؟ وكيف تحول من الطالب المشاغب إلى إدارة واحدة من أنجح شركات التكنولوجيا في العالم؟
وتعد شركة أوراكل Oracle، هي واحدة من أضخم وأهم شركات تقنية المعلومات وقواعد البيانات، تم تأسيسها عام 1977، ولديها عدد من مراكز خدمة العملاء في أكثر من 145 دولة.
نشأة لاري إليسون
ولد لاري إليسون في مدينة نيويورك عام 1944، حيث نشأ في أسرة من الطبقة المتوسطة، وكان يتمتع بذكاء حاد، إلا أنه عرف عنه أن طالبا مشاغبًا وكثيرًا ما يصطدم مع معلميه للدرجة التي ترك إثرها الدراسة مرتين قبل الحصول على شهادة في علوم الكمبيوتر من جامعة إلينوي.
بعد التخرج من الجامعة، انتقل إليسون إلى كاليفورنيا وبدأ العمل في عدد من شركات التكنولوجيا، وكان مبرمجًا موهوبًا وسرعان ما صنع لنفسه اسمًا في الصناعة، لكن إليسون اشترك مع إيلون ماسك في بعض السمات من بينها رفضه للعمل لدى الآخرين، إذ كان لديه رؤية لنوع جديد من شركات البرمجيات من شأنها أن تحدث ثورة في كيفية إدارة الشركات لبياناتها، وفقًا لموقع موني ويك (Moneyweek).
وفي عام 1977، تعاون لاري إليسون مع صديقيه عالمي الحاسوب الأميركيين بوب مينر، وإد أوتس، لتأسيس شركة تُسمى مختبرات تطوير البرمجيات SDL، حيث كان هدف الشركة إنشاء نوع جديد من نظام إدارة قواعد البيانات الذي سيصبح فيما بعد أسرع وأكثر كفاءة من أي نوع آخر في السوق، وعمل الثلاثة على تطوير البرنامج الجديد، وفي عام 1979، أطلقوا منتجهم الأول الذي حمل اسم أوراكل Oracle.
اقرأ أيضًا.. رسالة بيل غيتس إلى أثرياء العالم.. هل المليارديرات أخلاقيون؟
وحققت أوراكل Oracle نجاحًا فوريًا، حيث تميز بالسرعة والكفاءة والموثوقية، وسرعان ما أصبحت أوراكل نظام إدارة قواعد البيانات المعتمد لدى الشركات الكبيرة.
وبحلول منتصف الثمانينيات، كانت أوراكل واحدة من أسرع شركات البرمجيات نموًا في العالم، فيما حافظت على مكانتها وسط عمالقة البرمجيات مثل مايكروسوفت وإنتل وآي بي إم.
لاري إليسون.. مبرمج عبقري ورجال أعمال ناجح
في الوقت الذي كان فيه لاري إليسون، مبرمجًا عبقريًا كان أيضًا رجل أعمال ناجح وقائد صاحب رؤية، حيث كان يعرف متى يغتنم الفرص الجديدة؛ لذا أدرك في وقت مبكر أن مستقبل الحوسبة يكمن في السحابة، وبدأ الاستثمار بكثافة في الخدمات السحابية.
وتعد منصة أوراكل Oracle السحابية والتي تسمى أوراكل كلود Oracle Cloud، في الوقت الحالي، واحدة من الخدمات السحابية الأكثر شعبية في العالم.
اقرأ أيضًا: كيف تستثمر على طريقة المليارديرات؟
وبخبرته كرجل أعمال ناجح، تمكن من المنافسة في سوق التكنولوجيا المزدحم بالعمالقة، واتبع منهج المخاطرة الذي دفعه في أوائل التسعينيات إلى خطوة الاستحواذ على شركة بيبول سوفت PeopleSoft، وهي شركة يبلغ حجمها ضعف حجم شركة أوراكل Oracle، حيث كانت عملية الاستحواذ مثيرة للجدل، ولكن تبين أنها خطوة ذكية.
وساعدت تقنيات بيبول سوفت PeopleSoft شركة أوراكل Oracle على توسيع أعمالها وتعزيز مكانتها كشركة رائدة في صناعة البرمجيات، والآن هي شركة ضخمة تضم آلاف الموظفين والعملاء حول العالم.
ويتم استخدام منتجات الشركة وخدماتها من قبل بعض أكبر الشركات في العالم، بما في ذلك وال مارت Walmart وكوكاكولا Coca-Cola وبنك أوف أميركا Bank of America، ووفقًا لأحدث تقرير أرباح للشركة، في السنة المالية 2023، حققت أوراكل Oracle إيرادات بقيمة 50 مليار دولار.
ثروة لاري إليسون بعد أوراكل
مثلما ذكر مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، فإن ثروة لاري إليسون تبلغ حوالي 125 مليار دولار، أغلبها بسبب حصته في شركة أوراكل، حيث يمتلك حوالي 35٪ من شركة البرمجيات.
ومع ذلك كان له بعض المشاريع الآخرى بعيدًا عن أوراكل، مثل تأسيس شركة «Lanai Resorts LLC»، وهي شركة تمتلك منتجعين فاخرين في جزيرة لاناي في هاواي.
واشترى إليسون 98% من الجزيرة في عام 2012 واستثمر منذ ذلك الحين في إعادة بناء البنية التحتية وتحسين صناعة السياحة في الجزيرة، كما أنه يقيم في الجزيرة.
اقرأ أيضًا.. كيفية الاستثمار في الشركات الناشئة على طريقة سام ألتمان
كما كان لاري إليسون عضوًا في مجلس إدارة شركة تسلا Tesla لصناعة السيارات الكهربائية في الفترة من ديسمبر 2018 إلى أغسطس 2022، وفي الوقت الحالي، يمتلك 15 مليون سهم في الشركة وفقًا لمجلة فوربس.
بالإضافة إلى مشاريعه التجارية، شارك إليسون بنشاط في الأعمال الخيرية. لقد تبرع بملايين الدولارات لأسباب مختلفة، بما في ذلك البحث الطبي والتعليم والحفاظ على البيئة، وقامت مؤسسته، مؤسسة إليسون الطبية، بتمويل الأبحاث حول أمراض الشيخوخة.