ذكرت تقارير صحيفة أن شركتي أوبن إيه آي (OpenAI) وميتا (Meta) تعتزمان إطلاق مجموعة جديدة من النماذج المتطورة للذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن تمتلك القدرة على التفكير بطريقة مشابهة للبشر، وأن تسهم في حل الإشكاليات وتنفيذ المهام الأكثر تعقيداً.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات الملياردير الأميركي إيلون ماسك التي توقع فيها أن يشهد العام 2025 ظهور ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وهو تقديم مبكر عن توقعاته السابقة لعام 2029. وأشار ماسك إلى أن «الذكاء الاصطناعي الخارق».، الذي يتفوق في الذكاء على أي إنسان، قد يصبح واقعاً في العام القادم إذا توافرت الإمكانيات اللازمة للطاقة والحوسبة في هذا المجال.
تفاصيل استعدادات «ميتا» و«أوبن إيه آي» للذكاء الاصطناعي الفائق
تتجه الأنظار نحو الابتكارات القادمة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تشير التقارير إلى أن شركتي أوبن إيه آي (OpenAI) وميتا (Meta) تستعدان لإطلاق تقنيات جديدة قد تُحدث ثورة في هذا المجال. يُتوقع أن تتمكن هذه التقنيات من أداء مهام تحتاج إلى تفكير وتخطيط، وهو ما كان حكرًا على البشر حتى الآن.
اقرأ أيضًا: البشرية تنتظر سيناريو «Terminator» في 2025.. ماذا يقول إيلون ماسك؟
من المنتظر أن تُطلق الشركتان أحدث نماذجهما للذكاء الاصطناعي، والتي ستكون أكثر قوة وتطورًا. وبحسب ما ورد، فإن برنامج «ChatGPT-5» من أوبن إيه آي وبرنامج «Llama-3» من ميتا لن يقتصرا على إنشاء النصوص، بل سيتعدى ذلك إلى مستويات تشبه التفكير البشري.
جويل بينو، نائب رئيس قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي في ميتا، صرح بأن الشركة تعمل جاهدة لتطوير نماذج تتمتع بقدرات التفكير، التخطيط، والذاكرة.
وأعلنت ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، عن قرب إطلاقها للجيل الجديد من نماذج الذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن تحمل القدرة على التفكير والتخطيط بشكل متقدم.
هل يقترب الذكاء الاصطناعي من الوعي البشر؟
تُثير التصريحات الأخيرة حول الذكاء الاصطناعي الخارق، الذي تنبأ به الملياردير إيلون ماسك، نقاشًا متزايدًا حول إمكانية تفوق هذه الأنظمة على القدرات البشرية في المستقبل القريب. ومع ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل سيصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى الوعي البشري؟
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، يُتوقع أن يتمتع الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي من شركتي ميتا (Meta) وأوبن إيه آي (OpenAI) بقدرات متقدمة في التخطيط والتفكير.
لكن يجب التمييز بين الذكاء والوعي؛ فالوعي يتطلب القدرة على امتلاك المشاعر والأحاسيس، وليس فقط القدرة على التفكير. وبينما قد تُحسن القدرات الذهنية المتقدمة من فهم الذكاء الاصطناعي لنفسه وأفعاله، فإن ذلك لا يعني بالضرورة تطوره ليشعر بالمشاعر أو العواطف.
اقرأ أيضًا: سباق الذكاء الاصطناعي.. العقل المدبر وراء «تشات جي بي تي» تحذر من السير باتجاه الهاوية
وأعلنت شركة ميتا (Meta) عن خططها لإطلاق إصدارات مبكرة من نموذج «Llama 3» ، بالإضافة إلى مجموعة من النماذج الأخرى المقرر إصدارها خلال عام 2024.
من جانبها، تخطط أوبن إيه آي (OpenAI) لإصدار «GPT-5»، وفقًا لما أفاد به مسؤولون تنفيذيون لصحيفة فايننشال تايمز. وتستخدم الشركة حاليًا نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) في تطبيقات مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) للتنبؤ بالكلمات التالية في الجمل.
وقد أصبح الذكاء الاصطناعي متقنًا للغاية في التنبؤ بتسلسل الكلمات بعد تدريبه على كميات هائلة من البيانات، مما يجعله يبدو ككيان ذكي وقادر على التفكير.
ومع ذلك، يحذر يان ليكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في ميتا، من أن حتى أفضل الأنظمة الذكية يمكن أن ترتكب أخطاء بسيطة. ويشير إلى أن الذكاء الاصطناعي الحالي ينتج الكلمات بشكل تسلسلي دون تفكير حقيقي أو تخطيط، وأن إضافة قدرات التفكير ستمكنه من استكشاف الإجابات المحتملة والتخطيط للأفعال وتكوين نموذج عقلي لتأثيرات هذه الأفعال.
براد لايت كاب، الرئيس التنفيذي للعمليات في أوبن إيه آي (OpenAI)، يعتقد أن الشركة لا تزال في بداية استكشاف القدرات الكاملة لهذه النماذج على التفكير المنطقي. ويتوقع أن يُظهر الإصدار القادم من “GPT” تقدمًا في حل المشكلات المعقدة، مثل التفكير العميق.
هل تصدق توقعات إيلون ماسك؟
صرح إيلون ماسك بأن هناك احتمالية تقدر بـ20% لأن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى دمار البشرية، ومع ذلك، يرى أنه من الضروري المضي قدمًا في هذا المجال، حسبما ذكر موقع بيزنس إنسايدر.
وقد راهن بعض الرؤساء التنفيذيين بمبالغ تصل إلى 10 ملايين دولار لدحض توقعات ماسك بشأن الذكاء الاصطناعي، بينما تشير خطوات الشركات التقنية الكبرى إلى أن تلك التوقعات قد تكون وشيكة الحدوث.
تُعتبر تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتسم بالمنطق والتخطيط خطوة رئيسية نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو الهدف الذي أعلنت كل من شركتي ميتا (Meta) وأوبن إيه آي (OpenAI) سعيهما لتحقيقه.
اقرأ أيضًا: «يعادل قنبلة مدمرة للكون».. ما الذكاء الاصطناعي العام ومتى سنصل إليه؟
ويُعتقد أن قيمة تطوير هذه التكنولوجيا قد تصل إلى تريليونات الدولارات للشركة التي تنجح في ذلك. وفي فبراير، وصف جون كارماك، المدير التنفيذي السابق لشركة ميتا، الذكاء العام الاصطناعي (AGI) بأنه «الحلقة النحاسية الكبيرة» للذكاء الاصطناعي، متوقعًا أن تصبح صناعة بقيمة تريليون دولار بحلول الثلاثينيات من القرن الحادي والعشرين.
وعلى الرغم من اختلاف التعريفات، يُعرف الذكاء الاصطناعي العام ببساطة على أنه الذكاء الاصطناعي القادر على أداء المهام بمستوى بشري أو أفضل في مجموعة متنوعة من المجالات.
وقد أعرب بعض الخبراء عن مخاوفهم بشأن السلامة المتعلقة بتطوير تكنولوجيا تفوق الذكاء البشري، وحث باحثون بارزون، بما في ذلك رواد الذكاء الاصطناعي مثل يوشوا بنجيو وجيفري هينتون، على ضرورة الانتباه للمخاطر التي قد تشكلها هذه التكنولوجيا على البشرية.