بينما يشتهر جيل الألفية بميلهم لتغيير الوظائف بشكل متكرر، هناك قصص نجاح أخرى تعكس مسارًا مهنيًا مختلفًا تمامًا. ففي حين أن البعض يقفزون من وظيفة إلى أخرى، نجح العديد من الرؤساء التنفيذيين البارزين في أكبر الشركات العالمية في بناء مسيرة مهنية طويلة ومثمرة داخل شركة واحدة. بدءًا من أدنى المراتب، مثل مراكز التوزيع وخطوط الإنتاج، صعد هؤلاء رؤساء تنفيذيون سلم النجاح خطوة بخطوة حتى وصلوا إلى أعلى المناصب. من أمثلة ذلك، شركات عملاقة مثل وول مارت وفيديليتي، بحسب تقرير لموقع “بيزنس إنسايدر”.
ماري تي بارا.. من عاملة إلى الرئيس التنفيذي لجنرال موتورز
بدأت ماري تي بارا مسيرتها المهنية في سن الثامنة عشرة عاملة على خط تجميع سيارات في جنرال موتورز، حيث كانت تتولى مهامًا دقيقة مثل فحص أغطية المحركات والمصدات. بعد سنوات قليلة، انضمت إلى برنامج تدريبي للشباب في الشركة، ومن هناك بدأت رحلتها نحو القمة. خلال عقود من العمل الجاد والمثابرة، تقلدت بارا العديد من المناصب القيادية، بما في ذلك نائب الرئيس للموارد البشرية العالمية والنائب الأول للرئيس لتطوير المنتجات العالمية. وفي عام 2014، توجت مسيرتها المهنية الحافلة بتوليها منصب المديرة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، وبعد عامين أصبحت أيضًا رئيسة مجلس الإدارة.
في حديثه لمجلة Esquire، أشارت بارا إلى أن القيادة ليست صفة واحدة تناسب الجميع. فبعض الأشخاص يولدون بقدرات قيادية فطرية، بينما يحتاج البعض الآخر إلى التدريب والتطوير ليصبحوا قادة فعالين. وأضافت: “هناك أيضًا من يكونون أكثر ملاءمة للعمل الفردي. من الصعب للغاية تقييم هذه الفروق من النظرة الأولى، ولكن زملاء العمل هم الأقدر على تحديد من هو القائد ومن هو المساهم الفعال في الفريق.
اقرأ أيضًا.. تقاعد في الثلاثينيات بعدما حقق 580 مليون دولار.. ما قصة مؤسس Myspace؟
دوج ماكميلون.. رئاسة وول مارت بدأت بتحميل الشاحنات
بدأ دوج ماكميلون مسيرته المهنية في سن مبكرة جدًا، حيث عمل كعامل تحميل شاحنات في مركز توزيع وول مارت عام 1984. كان يكسب 6.50 دولار في الساعة، وهو مبلغ متواضع سعى من خلاله لجمع المال للالتحاق بالجامعة. ولكن طموحه تجاوز ذلك بكثير. فبعد سنوات من العمل الجاد والمثابرة، تقلد ماكميلون العديد من المناصب القيادية في الشركة، بما في ذلك مساعد مدير المتجر والمشتري في مجال التجارة والرئيس التنفيذي لشركة سامز كلوب. وفي عام 2014، توج مسيرته المهنية الحافلة بتولي منصب الرئيس التنفيذي لشركة وول مارت، أكبر متاجر التجزئة في العالم.
في حوار له مع مجلة Fortune عام 2015، وصف ماكميلون شعوره بالمسؤولية بقوله: “بعد سنوات طويلة في الشركة، اعتقدت أنني فهمت تمامًا ما تعنيه المسؤولية. لكنني اكتشفت، فور تولي المنصب الجديد، أن هناك أبعادًا أعمق وأكثر تعقيدًا للمسؤولية لم أكن أتخيلها من قبل”.
روبرت إيجر.. الطريق إلى رئاسة والت ديزني يبدأ من النشرة الجوية
بدأ روبرت إيجر مسيرته المهنية خطوات صغيرة، كأخصائي نشرة جوية في محطة إخبارية صغيرة في إيثاكا، نيويورك عام 1973. ولكن طموحه وتصميمه قادا به إلى عالم الترفيه، حيث انضم إلى شبكة ABC، المملوكة لشركة والت ديزني. بعد سنوات من العمل الجاد والابتكار، تدرج إيجر في المناصب حتى وصل إلى قمة الهرم، ليشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة عام 2005.
في حوار له مع صحيفة نيويورك تايمز عام 2009، صرح روبرت إيجر بأن التفاؤل هو عنصر أساسي في القيادة الناجحة. ولكن هذا التفاؤل يجب أن يقترن بجرعة واقعية، حيث أن القادة الناجحون هم أولئك القادرون على مواجهة التحديات بصورة واقعية وتطوير حلول مبتكرة.
اقرأ أيضًا.. من ستيف جوبز إلى دواين جونسون: قصص نجاح صنعتها نصائح الآباء
كريس روندو.. شغف باللياقة البدنية ينتهي برئاسة Planet Fitness
في عام 1993، انضم كريس روندو إلى Planet Fitness كموظف استقبال في نيو هامبشاير. وارتقى في مناصب عديدة بالشركة، وفي عام 2013، تم تعيين روندو مديرًا تنفيذيًا لشركة Planet Fitness.
قال روندو روندو لمجلة Entrepreneur، إنه بدأت رحلته في عالم اللياقة البدنية عندما كان عمره 16 عامًا،، حيث كان يمارس الرياضة بانتظام منذ سن السادسة عشرة. وفي عمر التاسعة عشرة، بدأ عمله في صالة الألعاب الرياضية، حيث تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب المدير التنفيذي في عام 2013. يعتبر روندو أن كل مرحلة من هذه الرحلة كانت فرصة للتعلم والتطور، مما ساعده على اكتساب الخبرة والمعرفة اللازمتين للنجاح في هذا المجال.
مايكل كوربات.. من موظف مبيعات إلى رئيس سيتي جروب
بعد تخرجه من جامعة هارفارد في عام 1983، انضم مايكل كوربات إلى قسم المبيعات في شركة سالومون براذرز، التي اندمجت مع سيتي جروب بعد بضع سنوات. منذ ذلك الحين، ارتقى كوربات في المناصب، ليصبح الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات العالمية في سيتي ورئيس الشركة العالمية. وفي عام 2012، تم تعيينه الرئيس التنفيذي لسيتي جروب.
وقال كوربات لشبكة CNBC: “من خلال العمل الجاد، وصلت إلى ما أنا عليه الآن، لذلك أنا ذلك الشخص الذي نظر إلى الأعلى وقال ربما إذا عملت بجد بما فيه الكفاية يمكنني الوصول إلى هناك”.
صموئيل ألين.. من مهندس إلى رئاسة جون ديري
في عام 1975، بدأ صامويل ألين حياته المهنية في شركة جون ديري كمهندس. ومنذ ذلك الحين، أصبح رئيسًا لقسم البناء والغابات في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2009، تم تعيينه الرئيس التنفيذي لشركة جون ديري وأصبح رئيس مجلس الإدارة.
وصف ألين تجربته المهنية الطويلة لـ Industry Week في عام 2011 بأنها رحلة متنوعة وغنية بالخبرات. فبعد أن قضى سنوات عديدة في قطاعات مختلفة مثل البناء والغابات والمحركات والأعمال الزراعية والمبيعات والتسويق، أكد ألين أهمية تنوع الخبرات في صقل المهارات وتوسيع الآفاق المهنية.
أليكس جورسكي.. مندوب المبيعات الذي أصبح رئيسا لشركة Johnson & Johnson
في عام 1988، أصبح أليكس جورسكي مندوب مبيعات في شركة Janssen Pharmaceutica، وهي شركة تابعة لشركة Johnson & Johnson. على مدارس سنوات، حصل على العديد من المناصب في شركة الأدوية في مجال المبيعات والتسويق. وفي عام 2012، تم تعيينه رئيسًا تنفيذيًا ورئيسًا لشركة جونسون آند جونسون.
أكد جورسكي في محاضرته بـوورتون للأعمال أن أولوية الرئيس التنفيذي تكمن في التأكد من اتباع الشركة للاستراتيجية الصحيحة، وكفاءة أدائها، وكسب تأييد الموظفين والعملاء. وأضاف أن القيادة الفعالة لا تتطلب الكمال، بل تتطلب التركيز على الأهداف والعمل الجاد.
اقرأ أيضًا: من ماسك إلى بيزوس وبافيت.. 4 عادات للمليارديرات سر النجاح
جريج سي. جارلاند.. شغف بالكيمياء يقود إلى رئاسة Phillips 66
في عام 1980، انضم جريج سي. جارلاند إلى شركة Phillips 66 كمهندس مشروع في المركز الفني للبلاستيك. انتقل ليصبح مهندس مبيعات، ومدير خدمات الأعمال، ومدير تطوير الأعمال في الشركة. في عام 2011، بعد 22 عامًا من بدء عمله في الشركة، تم تعيين جارلاند مديرًا تنفيذيًا ورئيسًا لشركة فيليبس 66.
في خطابه، روى جارلاند قصة مثيرة للاهتمام حول قراره بدراسة الهندسة الكيميائية. على الرغم من نصيحة والده بعدم اختيار هذا المجال، إلا أن جارلاند قرر اتباع شغفه. وبعد 34 عامًا، تمكن من تحقيق نجاح كبير في هذا المجال، حيث أصبح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ما. هذه القصة خير دليل على أن اتباع الشغف يمكن أن يؤدي إلى نتائج مذهلة.
كارين كابلان.. الروتين لا يصنع قادة
بدأت مسيرة كارين كابلان المهنية في شركة هيل هوليداي كموظفة استقبال في عمر 22 عامًا، حيث كانت تسعى لتوفير المال للدراسة في كلية الحقوق. ولكنها سرعان ما اكتشفت شغفها بعالم التسويق، فقررت التفرغ للعمل في الشركة. خلال ثلاثة عقود، تدرجت كابلان في العديد من المناصب، لتصل في النهاية إلى قمة الهرم وتصبح المدير التنفيذي للشركة.
أوضحت كابلان في حديثها لمجلة Fortune عام 2014 أنها تعاملت مع وظيفتها الأولى كموظفة استقبال بجدية بالغة، وكأنها تسعى لتصبح الأفضل في هذا المجال. لم تقم فقط بأداء مهامها الروتينية، بل كانت تسعى جاهدة لتطوير نفسها والمساهمة في نجاح الشركة.
اقرأ أيضًا.. 5 استراتيجيات من وارن بافيت قادت بيركشاير هاثاواي لـ تريليون دولار
أبيجيل جونسون.. من خدمة العملاء إلى رئاسة فيديليتي
رغم أن أبيجيل جونسون ورثت عن والدها رئاسة شركة فيديليتي للاستثمارات، إلا أنها لم تتسلم المنصب مباشرة. بدأت مسيرتها المهنية من أدنى المستويات، حيث عملت كمُشغلة خدمة عملاء خلال فصل الصيف الفاصل بين المرحلة الثانوية والجامعة. وبعد التخرج، انضمت إلى الشركة كمحللة، ثم تدرجت في العديد من المناصب حتى وصلت إلى قمة الهرم وتولت منصب الرئيس التنفيذي في عام 2014.
وصفت جونسون لمجلة فورتشن، وظيفتها الأولى بأنها كانت تتطلب منها ملء النماذج وإجراء المعاملات. وعلى الرغم من بساطة هذه المهام، إلا أنها كانت بمثابة نقطة تحول في مسيرتها المهنية، حيث أدركت أهمية الدقة والمسؤولية في التعامل مع أمور الناس.