بدأت ليزا كولوم رحلتها في عالم ريادة الأعمال في عام 2011 بطريقة بسيطة للغاية. استثمرت آخر 99 دولارًا في خمسة مجلدات من متجر OfficeMax، وملأتها بنسخ من مناهج الكتابة التي ابتكرتها. ومن غرفة معيشتها، بدأت بتجميع هذه المجلدات وتوزيعها يدويًا، مستعينة بطفلها الصغير في بعض المهام البسيطة. سرعان ما انتشرت شهرة مناهجها، وازداد الطلب عليها بشكل كبير، حتى وصل إنتاجها إلى المئات من المجلدات في المرة الواحدة.
من غرفة المعيشة إلى تطوير منهج لمهارات الكتابة
اليوم، وبعد مسيرة حافلة، تتولى كولوم، البالغة من العمر 41 عامًا، منصب الرئيس التنفيذي لشركة بالم بيتش جاردنز، التي توسعت لتصبح شركة رائدة في مجال التعليم تقدم مناهج كتابة شاملة وخدمات استشارية لمختلف المراحل الدراسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. نجحت كولوم في تطوير منهج مبتكر يركز على تطوير مهارات الكتابة لدى الطلاب، لا سيما المتحدثين بلغات أخرى، وقد أثبت هذا المنهج فعاليته في تحسين أداء الطلاب بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا.. عمره 35 عامًا ويحقق أكثر من 11 ألف دولار أسبوعيًا من “Dropshipping”.. كيف؟
في غضون أربع سنوات فقط، تجاوزت أرباح مشروعها الجانبي الـ40 ألف دولار التي كانت تتقاضاها كمعلمة، لتصبح مصدر دخلها الأساسي في عام 2015. وفي نفس العام، اتخذت خطوة جريئة بشراء مدرسة خاصة غير ربحية، هي مدرسة كوستال ميدل آند هاي سكول، مستخدمة أرباح مشروعها المتنامي. اليوم، تضم شركتها ستة موظفين بدوام كامل وعشرة موظفين بدوام جزئي، وتحقق أرباحًا سنوية تقدر بـ 1.9 مليون دولار، بحسب تقرير لـCnbc Make it هذا النجاح المذهل بدأ بفكرة بسيطة، ولكن بإصرار كولوم وعملها الدؤوب، تحولت هذه الفكرة إلى إمبراطورية تعليمية.
من معلمة إلى رئيس التنفيذي
بدأت كولوم مسيرتها التعليمية في مدرسة فيليج أكاديمي، حيث لاحظت صعوبة طلاب الصف الرابع، وخاصة المتحدثين بلغات أخرى، في كتابة المقالات. تحدت كولوم هذه الصعوبة وركزت على تعليمهم أساسيات الكتابة، وحققت نتائج مذهلة. في أول عام لها، نجح 95% من طلابها في اختبار الدولة، مقارنة بـ 38% في العام السابق. واستمرت في تحقيق هذا النجاح في العامين التاليين، حيث أتقن جميع طلاب الصف الرابع في مدرستها مهارة الكتابة.
أثارت النتائج المذهلة التي حققتها كولوم اهتمام وزارة التعليم في فلوريدا، مما دفعها لإجراء تحقيقين لتقييم هذه القفزة غير المسبوقة في مستوى الطلاب. سرعان ما أصبحت كولوم مرجعًا في مجال تعليم الكتابة في منطقتها، ولكنها قررت ترك وظيفتها التقليدية بعد ولادة طفلها الثالث في عام 2011 لتكريس وقتها لمشروعها الخاص.
اقرأ أيضًا.. كيف تنشا متجرًا على منصة Etsy بسهولة وتجني أرباحًا منه؟
بعد ثلاثة أيام فقط من نجاحها المذهل، تلقّت كولوم عرضًا لشراء منهجها الدراسي من مديري منطقتها التعليمية السابقة. وافقت على العرض، حيث بيعت المجلد الواحد بـ 75 دولارًا. انتشر خبر منهجها بسرعة فائقة عن طريق التوصيات الشفهية بين المديرين، ثم انتقل إلى عالم الإنترنت بعد أن قامت برقمنة المناهج في عام 2016. اليوم، تتنوع أسعار مناهجها وخطط الدروس لتناسب مختلف المراحل الدراسية، حيث تتراوح بين 125 دولارًا و625 دولارًا للقطعة الواحدة.
الرحلة إلى القمة
صممت كولوم برنامج “Top Score Writing” خصيصًا لخدمة مدارس الباب الأول، التي تسعى إلى رفع مستوى الطلاب من الأسر محدودة الدخل. وعندما واجهت معلمة في مدرسة كلوفيس الابتدائية صعوبات في تعليم الكتابة لطلابها بعد جائحة كوفيد-19، وجدت في برنامج كولوم الحل الأمثل. وقد حقق البرنامج نجاحًا باهرًا، حيث زادت ثقة الطلاب في قدراتهم الكتابية بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا.. ماذا لو استثمرت 1000 دولار في Apple قبل سنوات؟
أثناء تطبيق منهجها في مدارس مختلفة، واجهت كولوم تحديات متنوعة. فبينما حقق المنهج نجاحًا كبيرًا في بعض المدارس، واجه انتقادات في مدارس أخرى، حيث اعتبر البعض أن التركيز على البنية يحد من الإبداع. ومع ذلك، ترى كولوم أن جميع الطلاب يستفيدون من تعلم الأساسيات، وأن منهجها يوفر لهم الأدوات اللازمة للتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي.
تؤكد كولوم أنها مستعدة للتعاون مع أي مدرسة ترغب في تبني منهج Top Score Writing. فبعد سنوات طويلة من التجربة والعمل الميداني، اكتسبت كولوم خبرة واسعة تمكنها من تكييف منهجها ليناسب احتياجات أي مدرسة، بغض النظر عن مستوى طلابها.
تقول كولوم: “في بداية مسيرتي، كان من الصعب عليّ الوثوق بقدراتي بالكامل، حتى مع وجود الدلائل على نجاح منهجي. لكن مع مرور السنوات، اكتسبت خبرة واسعة جعلتني أكثر ثقة في غرائزي وقادرة على التعامل مع التحديات التي تواجهني. اليوم، أعتمد على خبرتي ومعرفتي بقدرات الطلاب لاتخاذ القرارات الصحيحة“.