«المناطق الزرقاء».. يعيشون حياة أطول من غيرهم من سكان العالم، ويتمتعون بمعدلات إصابة أقل بأمراض مثل السكري والقلب والأمراض المزمنة الأخرى، ولا يذهبون إلى صالات الألعاب الرياضية، ولكنهم يمارسون الكثير من النشاط البدني دون أن يدركوا ذلك. سٌمي هؤلاء باسم سكان «المناطق الزرقاء»، فمن هم هؤلاء الناس؟ ولماذا يعيشون حياة أطول ويتمتعون بصحة جيدة؟ وهل يمكننا تغيير أنماط حياتنا لنصبح مثلهم؟
اقرأ أيضًا.. كيف تقضي عطلة بأقل التكاليف؟.. إليك نصائح الخبراء
من هم سكان المناطق الزرقاء؟
المنطقة الزرقاء أو Blue Zone، هو مصطلح مستحدث، أطلق على هؤلاء الناس الذين يعيشون في مناطق قليلة في العالم. يتميزون بطول أعمارهم مقارنة بغيرهم من السكان في بقية العالم. تمت صياغة هذا المصطلح للمرة الأولى على يد الأكاديمي الإيطالي جياني بيس، والديموغرافي البلجيكي ميشيل بولان. على خلفية اكتشافهما في سنة 2000، تركز الأشخاص المعمرين حول العالم في مقاطعة نورو أو سردينيا بعد تحديدهم لعدد من القرى الجبلية المتفرقة التي يعيش في هؤلاء باستعمال الحبر الأزرق فأطلق على هذه المناطق اسم المنطقة الزرقاء، فتبنت ناشونال جيوغرافيك مشروعًا لتحديد أماكن تركز مثل أولئك الأشخاص تحت اسم «المناطق الزرقاء».
أين يعيش سكان المناطق الزرقاء؟
وفقًا لسلسلة وثائقية قادمة سيتم عرضها على نيتفليكس في 30 أغسطس الجاري، تحت اسم: «الحياة حتى المئة: سر المناطق الزرقاء» يشير المؤلف ومستكشف ناشيونال جيوغرافيك دان بيوتنر إلى أن هؤلاء الأشخاص يعيشون في مناطق في إيطاليا واليونان واليابان وكوستاريكا.
لماذا يعيش سكان هذه المناطق حياة أطول؟
كشفت السلسلة الوثائقية عن أنماط حياة هؤلاء البشر الذين يعيشون حياة أطول من غيرهم، والروتين اليومي لهم، والذي يمكن محاكاته لدى البشر العاديين في أماكن أخرى، فما هو هذا الروتين اليومي؟
اقرأ أيضًا.. كيف يمكنك توفير الأموال في الصيف؟.. هذه الأخطاء تجنبها
قضاء المزيد من الوقت على الأرض
تُعد مدينة أوكيناوا باليابان مثالًا كلاسيكيًا للمنطقة الزرقاء حيث من المرجح أن يعيش السكان أكثر من 100 عام. من السمات الفريدة للحياة اليومية في أوكيناوا وجود عدد قليل نسبيًا من قطع الأثاث في المنزل، مما يعني أن السكان هناك كثيرًا ما يجلسون على سجاد الأرضية، وينتهي بهم الأمر بالتحرك واستخدام المزيد من العضلات أثناء ممارسة حياتهم.
يقول المستكشف دان بيوتنر «لقد وجدنا أشخاصًا بعمر 103 أعوام، يمكنهم النهوض والهبوط 30 مرة في اليوم»، مضيفًا «هذه الطريقة تعني أنهم يقومون بأداء تمرين القرفصاء لأكثر من 30 مرة يوميًا فيعملون على تقوية أجسادهم والجزء السفلي من الجسم بما يحسن من توازنهم».
يقوم سكان أوكيناوا بذلك دون حتى أن يدركوا أن ذلك يعد بمثابة أداء تمرين رياضي.
وأنت تستطيع فعل ذلك، حتى إذا كان جدولك الزمني لا يتضمن بشكل طبيعي لحظات من النشاط البدني، فيمكنك إنشاء تأثير مماثل من خلال التدريبات المحفزة، كما تحدث المدربون الشخصيون لموقع «إنسايدر». خذ فترات راحة صغيرة ومنتظمة على مدار اليوم، وقم بممارسة بعض التمارين البسيطة التي تعتمد على وزن الجسم مثل القرفصاء أو تمرين الضغط.
الحفاظ على نظافة منزلك قد يبقيك أكثر صحة أيضًا
في المنطقة الزرقاء في نيكويا، كوستاريكا، يحصل السكان على تمرين أفضل من أي شخص عادي في صالة الألعاب الرياضية بمجرد القيام بالمهام المنزلية باليد، وفقًا لبوتنر، الذي قال في السلسلة الوثائقية: «الأنشطة المتعلقة بالحفاظ على نظافة المنزل، وجمع الطعام وإعداده، تنطوي على حركة غير واعية والتي تعتبر في نهاية اليوم بمثابة نشاط بدني أكثر من التمارين».
تُعرف الحركة كجزء من روتينك اليومي باسم التوليد الحراري للنشاط غير الرياضي وهي تمثل جزءًا من وقتنا أكثر بكثير من التدريبات التي تعتمد على صالة الألعاب الرياضية.
يمكن أن يساعدك إدراك قوة هذا التوليد الحراري في توفير الوقت عن طريق حذف بعض المهام من قائمة المهام الخاصة بك والحصول على الفوائد الصحية للتمرين في وقت واحد.
اقرأ أيضًا.. 16 وسيلة تساعدك على تحسين التركيز.. تعرف إليها
الاعتناء بالحديقة المنزلية
أعمال الاعتناء بالبستان المنزلي أيضًا هي شكل من أشكال التمارين اليومية اللطيفة، والتي يمكن أن تساعدك على العيش حياة أطول وأكثر صحة. يعتبر الاعتناء بالبستان المنزلي طريقة مريحة وسهلة للبقاء نشيطًا. هناك طريقة أخرى لتسلل التمارين الرياضية إلى يومك. يمتلك معظم سكان أوكيناوا حديقة من نوع ما، وفقًا للمسلسلات الوثائقية.
تضيف الأنشطة مثل إزالة الأعشاب الضارة والري وما شابه ذلك إلى الحركة التي تعزز من قوتك وصحتك وقدرتك على التحمل دون وضع الكثير من الضغط على الجسم.