تُعد دلفين أرنو نموذجًا للقيادة النسائية الفعّالة في قطاع الأزياء العالمي، وتُعتبر من الشخصيات البارزة في عالم الأعمال. تشغل منصب الرئيس التنفيذي لعلامة ديور الشهيرة، وهي الابنة الكبرى لبرنارد أرنو، الملياردير الفرنسي والرئيس التنفيذي لمجموعة LVMH، التي تضم ديور ضمن أبرز شركاتها.
بعمر الـ49، تمتد مسيرة دلفين أرنو المهنية عبر مختلف الأدوار ضمن مجموعة LVMH. بدأت كموظفة عادية رغم كونها ابنة مالك المجموعة، وتدرجت في المناصب الإدارية حتى بلغت قمة الهرم الوظيفي كرئيسة تنفيذية لديور ابتداءً من العام 2023.
لكن ما هي قصة دلفين أرنو؟ وما هي مسيرتها المهنية؟ وفلسفتها في الإدارة التي ساعدتها على تحقيق النجاح؟

من هي دلفين أرنو؟
دلفين أرنو تُعد شخصية بارزة في عالم الأعمال والموضة، باعتبارها الابنة الأكبر لبرنارد أرنو، الملياردير الفرنسي الشهير. تحمل دلفين لقب الوريثة لعرش إمبراطورية السلع الفاخرة التي تُقدر بـ220 مليار دولار حسب تصنيف بلومبرغ للمليارديرات.
دلفين أرنو ولدت في ضواحي باريس بتاريخ 4 أبريل 1975، نشأت دلفين في كنف والدها برنارد ووالدتها آن ديوافرين. تلقت تعليمها الابتدائي في باريس وأمضت فترة في الولايات المتحدة بمدرسة فرنسية-أمريكية، حيث أتقنت الإنجليزية بطلاقة.
بعد التخرج من كلية لندن للاقتصاد في 1997، بدأت دلفين مسيرتها المهنية في شركة ماكينزي، ممهدة الطريق لمستقبلها الواعد في عالم الأعمال.
اقرأ أيضًا: من هو برنارد أرنو أغنى رجل في العالم؟
دلفين أرنو تحدثت لـ«فاينانشيال تايمز» عن تجربتها في ماكينزي، مشيرة إلى أنها هناك استوعبت أساسيات الاستراتيجية وإدارة الشركات العملاقة. وأبرزت كيف أن العروض التقديمية في أمريكا تبدأ بالنتائج، ثم تتبعها العملية التي أدت إلى هذه النتائج، وهو أسلوب وجدته فعّالاً ومثيراً للاهتمام.
بعد فترتها في ماكينزي، انتقلت دلفين إلى العمل مع المصمم غون غاليانو لتعمق خبرتها في صناعة الموضة. وفي عام 2005، احتفلت بزواجها من أليساندرو فالارينو غانسيا، وريث النبيذ الإيطالي، في حفل وُصف بأنه الأبرز في فرنسا لذلك العام، حيث قيل بأن فستان الزفاف استغرق 1300 ساعة لصنعه. ومع ذلك، لم يستمر الزواج طويلاً، كما ذكرت «فوغ».
لاحقاً، بدأت دلفين علاقة مع كزافييه نيل، الملياردير في مجال الاتصالات، والذي يُعرف بـ«ستيف جوبز فرنسا» لإيمانه بمبادئ مؤسس شركة أبل. العلاقة بين دلفين وكزافييه لم تقتصر على الحب المتبادل فحسب، بل شملت أيضاً الإعجاب المشترك بالعمل والإنجاز، وهما الآن والدين لطفلين.
دلفين أرنو وحماية شركة ديور
دلفين أرنو كانت عنصرًا حاسمًا في استقرار شركة ديور، خلال فترة تحول مهمة، خاصة بعد رحيل المصمم البارز غاليانو في عام 2011، الذي ترك الشركة تحت ضغط بسبب تصريحاته المثيرة للجدل. دلفين، بحنكتها وقيادتها، ساهمت في تجاوز الشركة لهذه الأزمة، معتمدة على نهج إداري هادئ وتعاون مع مصممين جدد لضمان استمرارية الابتكار والتميز في ديور.
تمكنت من خلال قدراتها الإدارية المتميزة من تحمل مسؤولية أكبر العلامات التجارية ضمن مجموعة «LVMH»، لويس فويتون، في عام 2013. في حديثها مع فاينانشيال تايمز، أكدت دلفين أهمية الاتصال المباشر والواضح مع فرق العمل، مشيرة إلى أنها رغم استخدامها المستمر للهاتف، تُفضل اللقاءات الشخصية لتوصيل توقعاتها وتوجيهاتها بشكل فعّال.
اقرأ أيضًا.. نصائح للقيادة والنجاح من برنارد أرنو أغنى رجل في العالم
في سن الثالثة والأربعين، انضمت دلفين أرنو إلى الصفوة الإدارية لمجموعة LVMH كأصغر عضو في اللجنة التنفيذية، وذلك في عام 2019. وبعد مرور بضع سنوات، في يناير 2023، تم تعيينها رئيسة تنفيذية لدار كريستيان ديور، في حين تولى بيترو بيكاري، الرئيس التنفيذي السابق لديور، مهام جديدة في لويس فويتون.
برنارد أرنو، والدها، أعرب عن ثقته في قدراتها القيادية، مشيرًا إلى أن تحت إشرافها، شهدت لويس فويتون نموًا ملحوظًا في الطلب على منتجاتها، مما أسهم في تحقيق العلامة التجارية لمبيعات قياسية بشكل دوري.
وأكد أن البصيرة العميقة والخبرة الواسعة التي تمتلكها دلفين ستكون عوامل مهمة في دعم وتعزيز نمو دار كريستيان ديور المستقبلي.
دلفين أرنو وتأثيرها على أداء مبيعات ديور
منذ تسلم دلفين أرنو مقاليد القيادة في ديور، شهدت الشركة قفزة في الأداء المالي، مما أسهم في تحقيق مجموعة LVMH لمبيعات قياسية تخطت الـ92 مليار دولار في العام المنصرم، بزيادة قدرها 13% مقارنةً بالفترة المماثلة السابقة، حسبما ذكر موقع بيزنس إنسايدر.
توماس شوفيه، المحلل المالي لدى رويترز، أكد على أهمية خطوات دلفين ودور التخطيط الاستراتيجي للخلافة في تعزيز مكانة العلامات التجارية الرئيسية لـLVMH على مدى العقدين الماضيين.
اقرأ أيضًا: دار أزياء لويس فويتون تطلق مجموعتها الجديدة من رموز NFTs
في تطور آخر، أدرج برنارد أرنو، في أبريل الماضي، اثنين من أشقاء دلفين في مجلس إدارة LVMH، مما يعكس استراتيجية الشركة للتوسع والتجديد.
وفي حديثها لمجلة فوغ، أعربت دلفين عن فخرها بمجموعة LVMH، مشيرة إلى أنها تتصدر الشركات الأوروبية، وأن ديور يُعد الاسم الفرنسي الأشهر عالميًا. وتُعتبر ديور، بين أكثر من 70 علامة تجارية فاخرة تحت لواء LVMH، رمزًا مميزًا للثقافة الفرنسية.