تتجهّز مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة لمواكبة التطورات المتسارعة في سوق العمل من خلال تعزيز برامجها وتقديم مسارات تعليمية غير أكاديمية تُكمل المناهج الدراسية التقليدية. تأتي هذه الخطوة استجابةً للاحتياجات المتزايدة لِخِصائص وظيفية جديدة لم تكن موجودة في الماضي، ممّا يتطلب مهارات وخبرات مُتخصصة من قِبل خريجي المدارس.
في تقرير نشره موقع “ذا ناشيونال” أشار إلى أن أكاديمية بلوم العالمية في دبي تُقدّم دورة الذكاء الاصطناعي BTEC (مجلس تعليم الأعمال والتكنولوجيا) لجميع الطلاب الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا فما فوق بدءًا من العام الدراسي الجديد. كما ستُتيح المدرسة البريطانية الخبيرات في أبو ظبي لطلابها فرصة متابعة برامج BTEC في مجاليّ الضيافة والرياضات الإلكترونية بدءًا من شهر أغسطس.
اقرأ أيضًا.. السعودية تستضيف أول نسخة للألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية في العالم
مؤتمر الرياضات الإلكترونية
ولم تتوقف المبادرات عند ذلك، بل تُخطط المدرسة البريطانية الخبيرات لعقد مؤتمر BTEC حول الرياضات الإلكترونية في الشهر ذاته، وذلك بهدف تسليط الضوء على صناعة الألعاب المُزدهرة. وبهدف دعم هذا التوجه، تُنشئ المدرسة حاليًا غرفة ألعاب مُخصصة لِمُمارسة ألعاب الفيديو.
وفي تعليقه على هذه الخطوات، قال مبس شودري، منسق BTEC في المدرسة البريطانية: “تتوسّع مجالات العمل في صناعة الألعاب بشكلٍ مُطّرد، ونقع على عاتقنا مسؤولية إعداد طلابنا لِمُواكبة هذه التطورات والانخراط في مختلف القطاعات المُتاحة”.
وأضاف: “يُبدي طلابنا اهتمامًا كبيرًا بلعب ألعاب الفيديو، وربما يطمح بعضهم لِمُمارسة هذه الألعاب احترافًا أو العمل في مجال الرياضات الإلكترونية. لذا، فإن توفير برامج تعليمية مُتخصصة في هذا المجال يُتيح لهم فرصة تحقيق أحلامهم.”
وتتميّز برامج BTEC بأنها تُقيّم الطلاب من خلال مشاريع ومهام عملية بدلاً من الامتحانات التقليدية، ممّا يُتيح لهم تطبيق مهاراتهم المكتسبة بشكلٍ واقعي.
اقرأ أيضًا.. شركة «G42».. الإمارات تنافس الكبار في الذكاء الاصطناعي
برامج في مجال الروبوتات
وبالإضافة إلى ذلك، تُفكر المدرسة في طرح برنامج BTEC في مجال الروبوتات خلال سبتمبر 2025، تماشياً مع التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المُتعددة.
يُشار إلى أنّ بعض الآباء قد عبّروا في البداية عن قلقهم بشأن قبول الجامعات لمؤهلات BTEC، إلّا أنّ “شودري” أكّد أنّ مئات الجامعات حول العالم تُقرّ بهذه المؤهلات، بل إنّ بعضها يُشترطها مع شهادات المستوى A لِقبول الطلاب في بعض التخصصات.
وتُؤكّد هذه المبادرات التزام مدارس الإمارات العربية المتحدة بتقديم تعليمٍ شاملٍ يُلبي احتياجات سوق العمل المُتغير، ويُتيح للطلاب فرصًا مُتعددة لِإطلاق قدراتهم وتحقيق طموحاتهم في مختلف المجالات.
ولِمواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيره المُتزايد على مختلف جوانب الحياة، تُقدّم أكاديمية بلوم العالمية دورة BTEC جديدة في الذكاء الاصطناعي خلال العام الدراسي الجديد. وسيتمّ دمج هذه الدورة بشكلٍ إلزاميّ في المنهج الدراسي لطلاب السنة النهائية.
وفي تعليقه على هذه الخطوة، أكّد جون بيل، مدير أكاديمية بلوم العالمية في دبي، أهمية تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكلٍ فعّال.
الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من التعليم
وأوضح بيل أنّ “الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورةً هائلة في جميع مجالات حياتنا، ولذلك من الضروريّ أن نُهيئ طلابنا لِيكونوا مُستعدين لاستخدام هذه التقنيات ليس فقط في حياتهم الشخصية بل أيضًا في مسيرتهم المهنية”.
وأشار إلى أنّ “الدورة تُزوّد الطلاب بالأدوات اللازمة لِفهم تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكلٍ فعّال في مختلف مجالات الحياة، سواءً في مسيرتهم المهنية أو في حياتهم الشخصية”.
وأكد: “تُؤهّل هذه الدورة الطلاب للالتحاق بالجامعات، كما تُساعدهم في اكتساب مهاراتٍ عمليةٍ تُفيدهم في مختلف جوانب حياتهم.”
وأضاف: “أُؤمن بأنّ الذكاء الاصطناعي قد أصبح جزءًا لا يتجزأ من التعليم، وأنّه من واجبنا كمعلمين أن نُعلّم طلابنا كيفيّة التعامل مع هذه التقنيات وفهمها بشكلٍ صحيح.
واختتم بيل قائلًا: “لقد أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقةً واقعة، ويجب على طلابنا أن يُدركوا كيفية عمل هذه التقنيات، ومتى وكيف يتمّ استخدامها. ونحن في أكاديمية بلوم العالمية نُدرك مسؤوليتنا في هذا المجال، ونعمل جاهدين على تزويد طلابنا بالمهارات والمعرفة اللازمة لِيكونوا روادًا في مجالاتهم في المستقبل”.