ما هي العلاقة التي تربط الرموز غير القابلة للاستبدال أو الـNFT بالعدالة الاجتماعية؟ لقد وفرت ظاهرة الـNFT فرصة كبيرة للأفراد لشراء وبيع الأصول الرقمية بطرق جديدة ومختلفة عن تلك التقليدية. ومن خلال هذه الرموز، أصبح بإمكان الفنان أو منشئ المحتوى عرض مهاراته رقميًا للبيع والشراء، والتبادل بأمان، باستخدام دفتر الأستاذ الرقمي أو ما يسمى بالبلوكتشين (Blockchain).
يعود إقبال الناس الكبير على الرموز غير القابلة للاستبدال إلى الأرباح والثروات الطائلة التي حققها بعض المستثمرين فيها. فمن خلال بيع هذه الرموز، تجني الجهات المعنية عائدات كبيرة غالبًا ما تعود بالمنفعة الشخصية على البائع نفسه وفي بعض الأحيان على قضية معينة. ولقد ظهرت مؤخرًا عدة مشاريع تسعى لإخضاع الـNFT لخدمة قضايا اجتماعية، وتحقيق آثار في بارزة في المجال العام.
الـNFT والعبور إلى العدالة الاجتماعية
تختلف استخدامات الـNFT وتتعدد المشاريع التي تديرها هذه الرموز. ومؤخرًا اتسع أثر الـNFT ليطال قضايا اجتماعية تمس العدالة. إذ يتم إنشاء وتصميم مجموعات فنية من رموز الـNFT وعرضها للبيع في الأسواق العالمية، لتساهم بعوائدها المالية في حل قضايا اجتماعية، أو تسليط الضوء على موضوعات تمس الحياة اليومية.
1. Breakchains with Blockchain تحرير المرأة المصرية
بريكتشين وز بلوكتشين (Breakchains with Blockchain) وهو مشروع فريد قائم على فكرة تحرير المرأة المصرية من العقوبات المفروضة عليها في حال التخلف عن دفع الديون المترتبة عليها. ويرتكز هذا المشروع على تصميم قطع فنية تروي قصص هذه النساء التي تدينت لإعالة عائلتها وأجبرت للدخول إلى السجون بسبب التخلف عن سداد الديون. ووفقًا لموقع المشروع يتم تحويل هذه القطع الفنية الرقمية إلى NFT وعرضها في الأسواق العالمية كوسيلة لنشر الوعي حول هذا القانون السائد في مصر وطريقة للعمل على تغييره.
2. Black NFT ثورة السود ضد العنصرية
كشف متحف ويذرز النقاب عن مشروع بلاك أن أف تي (Black NFT) الذي يهدف إلى إعلام جيل الشباب من السود بصراعات الماضي وترك انطباع في أذهان الشباب عن تاريخ نزاع السود للتخلص من العنصريه السائدة في الماضي.
3. Honey badges الكفاح من أجل المساواة
هانيي بادجيس (Honey badges) وهو مشروع NFT مصمم لتمويل صانعي التغيير وليكون المفتاح لمجتمع عالمي بصورة جديدة. و أعلن موقع الإلكتروني للمشروع أنه سيتم تخزين العائدات من مبيعات هذه الرموز في صندوق تديره منظمة مستقلة لامركزية، ليتم بالتالي استخدام هذه الأموال لتوفير منح للأفراد والمنظمات التي تناضل في سبيل تحسين حقوق الإنسان، وظروف المعيشة أو الكفاح من أجل المساواة.
إن مشاريع الـNFT المعنية بالقضايا الاجتماعية لا تعد ولا تحصى. فقد استطاعت هذه الظاهرة الولوج إلى جميع أصعدة حياتنا اليومية. فما الضرر إذًا من استخدامها لتحسين المجتمع الذي نعيش فيه ولنحارب كل أنواع الفساد والظلم؟