أعلن المهندس أمين ناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية، عن مشروع استراتيجي باسم الممر العالمي للذكاء الاصطناعي، لتدريب المواهب المختلفة، ودعم الشركات السعودية الناشئة والعمل مع الشركاء العالميين.
جاءت تصريحات أمين ناصر خلال كلمته في الجلسة الرئيسية لأعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية، والمقامة خلال الفترة من 13 إلى 15 من سبتمبر الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، تحت شعار الذكاء الاصطناعي لخير البشرية.
الممر العالمي للذكاء الاصطناعي
وأوضح كبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو، أن الممر العالمي للذكاء الاصطناعي يستهدف بناء نظام بيئي محلي للذكاء الاصطناعي، ويشمل ذلك أكاديمية للذكاء الاصطناعي، ومختبرات البحث والتطوير الخاصة بالذكاء الاصطناعي، ومصنع توصيل بالذكاء الاصطناعي.
وذكر أمين ناصر، أن المشروع ما زال في مراحله المبكرة، لكنه يعكس مستوى طموح شركة أرامكو، التي تعمل مع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وإحدى الشركات المنبثقة عنه، والمعروفة باسم بيوند ليميتس (Beyond Limits).
وخلال كلمته في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي؛ أكد ناصر أن أرامكو تعد رائدة في مجال الطاقة، مشيرًا أنها يمكن أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال استكشاف أفكار وابتكارات جديدة وإنتاجها وتصديرها للدول الأخرى.
الذكاء الاصطناعي والأعمال التجارية
وخلال حديثه، وصف المهندس أمين ناصر الذكاء الاصطناعي أنه عامل التغيير في قواعد اللعبة المعتادة، مستشهدًا بالعالم الافتراضي ميتافيرس.
اقرأ أيضًا: السيد ماسكي.. أول مندوب مبيعات في الميتافيرس
ودعا ناصر إلى ضرورة ترسيخ الذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية الجديدة منذ البداية، مشددًا على أهمية استعداد الشركات الصغيرة والمتوسطة للتكيف مع التقنيات الجديدة، والتي تنمو مع تطور التكنولوجيا.
ثورة الذكاء الاصطناعي
أكد المهندس أمين ناصر أن المملكة العربية السعودية أصبحت تجتذب المزيد من الاستثمارات الناشئة، وعزز من ذلك بناء أول مدينة معرفية في العالم في نيوم، وقدرة الشباب على التعامل مع التكنولوجيا الرقمية، بجانب امتلاك السعودية أسرع نمو بين اقتصادات دول مجموعة العشرين.
وأوضح ناصر أن العالم يشهد تغييرًا كبيرًا تقوده التكنولوجيا خلال فترة زمنية قصيرة للغاية، مشددًا على أن هذا التغيير يتسارع، إذ استغرقت الهواتف الأرضية 75 عامًا لتصل إلى 100 مليون مستخدم، فيما تجاوزت الهواتف الذكية المليار مستخدم في 15 عامًا فقط.
وفي السنوات العشر الماضية، شهد العالم توسع التعلم الآلي، والمركبات ذاتية القيادة، كما توصل العالم إلى أجهزة الكمبيوتر الكمومية الأولى في العالم، لذا فإن ثورة الذكاء الاصطناعي سيكون لها تأثير قوي على مستقبل الأعمال التجارية.
الدور الرئيسي للذكاء الاصطناعي
بحسب رؤية ناصر، فإنه من الضروري إدراك أن دور الذكاء الاصطناعي والغرض منه تكملة دور البشر وليس استبداله، وبالتالي فإن الأولوية الرئيسية في الوقت الحالي هي تحديد وسيلة التعاون الأمثل بين القدرات البشرية والآلية.
اقرأ أيضًا: أنيما أناندكومار: الذكاء الاصطناعي يضمن المستقبل الأفضل للبشرية
ويرى ناصر أن الوضع “ليس مجرد عملية توظيف المزيد من علماء البيانات؛ لأن السمات المميزة للتحول الرقمي هي أنه يجب قيادته من القمة”، بمعنى أن يضع القادة طموحات واضحة مع توجيه فريقهم في اتجاهات جديدة.
وفي حالة أرامكو السعودية، يقود كبير المسؤولين الرقميين منظومة للتحول الرقمي تستهدف منح تبني التكنولوجيا الجديدة التركيز الذي تستحقه، مع تشجيع القادة والمديرين على تحدي أنفسهم ليكونوا قادرين على الإلمام بالمهارات الرقمية.
أرامكو السعودية وتحديات التحول الرقمي
ليس من السهل على الأشخاص الذين بدأوا حياتهم المهنية قبل ظهور الإنترنت تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن بعض الوظائف قد تختفي بسبب الذكاء الاصطناعي، بحسب تصريحات المهندس أمين ناصر.
وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 800 مليون عامل في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتم تسريحهم بسبب الأتمتة بحلول عام 2030، وسط مخاوف أن يصبح إيجاد فرصة عمل مناسبة أكثر صعوبة، لذلك دعا ناصر إلى ضرورة الاستعداد جيدًا لهذا التحول.
ووفقًا لتصريحات ناصر، يمثل الأمن السيبراني أحد التحديات الناشئة بسبب الذكاء الاصطناعي، إذ تعتبر الهجمات الإلكترونية من أكبر المخاطر التي تواجهها أرامكو، بصورة توازي خطورة الكوارث الطبيعية أو الهجمات الجسدية.
وتجدر الإشارة أن المهندس أمين ناصر يشغل منصب الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو منذ عام 2015، وقد شغل عددًا من المناصب القيادية في أرامكو، بما في ذلك منصب النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج.
كما حصل المهندس أمين ناصر على شهادة البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل على شهادة برنامج كبار التنفيذيين من جامعة كولومبيا.