أصدرت مجموعة G42 الإماراتية الرائدة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بالشراكة مع مجلة إيكونوميست إمباكت Economist Impact، دراسة بحثية جديدة عن مدى جاهزية الذكاء الاصطناعي في الأسواق الناشئة، مثل أذربيجان ومصر والهند وإندونيسيا وكازاخستان وكينيا وتركيا.
وتكشف الدراسة أيضًا الفرص الاجتماعية والاقتصادية في الأسواق التي تعاني من نقص الخدمات وما هي التحديات التي تواجه هذه الأسواق في التكنولوجيا الحديثة.
اقرأ أيضًا: شركة G42 تدمج الذكاء الاصطناعي في الرياضة.. كيف ذلك؟
تشكل البنية التحتية الرقمية تحديًا كبيرًا
تكشف الدراسة أن استعداد الذكاء الاصطناعي يختلف اختلافًا كبيرًا بين قادة الأعمال في الأسواق الناشئة التي شملها الاستطلاع، وذلك بعد الحديث إلى 700 مدير وكبار المديرين المشاركين في اتخاذ القرارات لنشر الذكاء الاصطناعي في الشركات المتوسطة والكبيرة، وأظهرت النتائج أن البنية التحتية غير الكافية لا تزال العقبة الرئيسية أمام التبني الواسع النطاق.
ووفقًا للبحث، قال 20 ٪ من قادة الشركات، إن بنيتهم التحتية لم تكن مجهزة بعد لاحتضان الذكاء الاصطناعى بالكامل على الرغم من وجود أسس أساسية لتكنولوجيا المعلومات، إذ أن 70% فقط من هذه الشركات لديها وصول ثابت ومستقر إلى الإنترنت، وهو أمر بالغ الأهمية لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، أما التحدي الآخر هو الوصول إلى بيانات ذات جودة جيدة، وهي أزمة كبرى تحتاج إلى التطوير في البنية التحتية.
وأظهرت الدراسة أن حوالي واحدة من كل 5 شركات في الأسواق الناشئة غير مستعدة لتبني الذكاء الاصطناعي بسبب الفجوات في البنية التحتية والمواهب والموارد.
من جانبه قال سمير رستاموف، أستاذ مشارك في كلية تكنولوجيا المعلومات والهندسة في جامعة آدا، وأحد المساهمين في الدراسة: «تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على خوارزميات تعتمد على البيانات، مما يعني أن البيانات عالية الجودة ضرورية، ومعظم البلدان، بما في ذلك أذربيجان ودول آسيا الوسطى، تكافح للوصول إلى بيانات موثوقة».
ندرة المواهب في الأسواق الناشئة
بالإضافة إلى البنية التحتية ورأس المال المادي اللازم لتطوير واعتماد حلول الذكاء الاصطناعي، لا يزال رأس المال البشري مهمًا للغاية، إذ تعاني الأسواق الناشئة من ندرة للمواهب الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
وقال مايمي كوريان، مسؤول رأس المال البشري والثقافة في مجموعة G42: «الموهبة أمر بالغ الأهمية في حقل مثل الذكاء الاصطناعى، الذي يحركه للغاية ويتطور بسرعة البرق، ومن المهم العثور على الموهبة الصحيحة التي يمكنها مواكبة هذه التغييرات ولكنها تجلب أيضًا وجهات نظر جديدة».
وأضاف كوريان: «كجزء من استراتيجية التوظيف في جميع أنحاء العالم، نسعى إلى جذب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم للعمل من أجل ما نعتقد أنه القطاع الأكثر إثارة الموجود في الوقت الحالي».
اقرأ أيضًا: تعيين علي دلول رئيسا تنفيذيًا للاستراتيجية في شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية G42
والتحدي الذي تواجهه الأسواق الناشئة هو أنها تعاني من نقص المواهب طويل الأمد، حيث يمنع هذا الافتقار إلى المواهب 45 ٪ من قادة الشركات من تنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي عبر مسارات العمل الخاصة بهم، بالإضافة إلى ذلك، تعد رحلة رأس المال البشري قضية حقيقية للأسواق الناشئة، حيث أن المواهب الشابة غالباً ما تذهب إلى فرص مهنية عالية الأجر في الخارج.
وبالتالي فإن التعليم بشكل عام يمثل تحديًا كبيرًا لجاهزية الأسواق الناشئة حول الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال في الهند أحد أسواق الدراسة، و عدد الطلاب الهنود الذين تركوا البلاد لمتابعة التعليم العالي في الخارج عام 2022 إلى حوالي 770 ألف طالب، وفي تركيا هاجر حوالي 139 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عامًا.
فوائد الذكاء الاصطناعي
واتفق معظم قادة الشركات على وجود فوائد كبيرة لحلول الذكاء الاصطناعى؛ إلا أن 29 ٪ من المشاركين الذين شملهم الاستطلاع يرون أن عدم وجود عائد محدد بشكل واضح على الاستثمار لحلول الذكاء الاصطناعى يمثل عقبة.
وأكد موهيت كابور، كبير مسؤولي التكنولوجيا في مجموعة ماهيندرا: «هناك أربع نقاط نستخدمها لتحديد ما إذا كانت الذكاء الاصطناعى مفيد، وهي: صافي الإيرادات، وتخفيض التكاليف، وتجربة العملاء ورضاها، والحد من المخاطر».
اقرأ أيضًا: G42 الإماراتية تجلب الذكاء الاصطناعي إلى 400 مليون عربي عبر تحديث تطبيق JAIS
ويرى أغلب قادة الشركات أن فوائد حلول الذكاء الاصطناعي مغرية، إذ يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة بنسبة 59 ٪، وتحسين رضا العملاء بنسبة 42 ٪، وتخفيض التكاليف بنسبة 38 ٪، في حين أن حوالي 58 ٪ من القادة المشاركين في الدراسة يقولون إنهم يستخدمونه للتمويل والمحاسبة، و49 ٪ يطبقونه على خدمة العملاء، و48 ٪ للمشتريات والشراء، و46 ٪ لأغراض الموارد البشرية.
الرغبة في التطور
ووفقا للتقرير، تظهر الأسواق الناشئة رغبة كبيرة في اللحاق بالتطورات الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، فإن العديد من البلدان تحتل مرتبة متأخرة في التقدم التكنولوجي، وغالبا ما تفتقر إلى البنية التحتية الكافية والمواهب الماهرة، بالإضافة إلى ذلك، أدت العوامل السياسية والاقتصادية مثل تقلبات العملة، وعدم اليقين التنظيمي، وعدم الاستقرار السياسي إلى تقييد الاستثمار واسع النطاق في العديد من الأسواق التي شملتها الدراسة.
اقرأ أيضًا.. الإمارات والولايات المتحدة تعلنان إطارًا للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي
وقال بينج شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة G42: «إننا نجد أنفسنا عند نقطة انعطاف، نحن بشكل جماعي بحاجة إلى التأكد من أن التاريخ لا يعيد نفسه، وإذا نظرنا إلى الوراء، نجد أن الكهرباء تم اختراعها منذ أكثر من 140 عامًا، ومع ذلك، فحتى اليوم ما يقرب من نصف أفريقيا لا يستطيع الوصول إليها، وكما فعلت الكهرباء، يَعِد الذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل الاقتصادات والمجتمعات بأكملها، وكما هو الحال مع الكهرباء، لا يزال الذكاء بعيد المنال بالنسبة للكثيرين».
وأضاف: «في G42، نؤمن أنه عندما يصبح الذكاء من خلال الذكاء الاصطناعي مفيدًا، تصبح مسؤوليتنا المشتركة ضمان الوصول العادل للجميع».
وتابع: «تساعدنا أحدث أبحاثنا على فهم احتياجات الأسواق الناشئة، والفرص التي تكمن داخل كل منها، والعقبات التي تمنع تلك الأسواق من استخدام المعلومات بطريقة مجدية».