تعمل شركة أمازون (Amazon)، على خدمة ذكاء اصطناعي جديدة للتنافس مع برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT)، في خطوة ستكون فارقة في سوق الذكاء الاصطناعي.
ومن المقرر أن يحمل المشروع الجديد الذي تعمل عليه أمازون (Amazon)، اسم رمزي داخليًا وهو ميتيس (Metis)، حيث تسعى عملاق التجارة الإلكترونية أن تدخل المنافسة في الذكاء الاصطناعي مع شركات التكنولوجيا الكبرى، من خلال هذا المشروع.
تفاصيل مشروع أمازون السري
يستخدم برنامج «Metis» الجيل المعزز للاسترجاع لتوفير معلومات محدثة وأتمتة المهام، حيث سيكون خطوة مختلفة في إتمام المهام بشكل أكثر دقة وموثوقية.
اقرأ أيضًا: صراع عمالقة رقائق الذكاء الاصطناعي لجذب المواهب!
وتعمل أمازون على إنشاء روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي للتنافس مباشرة مع تشات جي بي تي (ChatGPT)، الخاص بشركة أوبن إيه آي (OpenAI)، حسبما كشف موقع بيزنس إنسايدر (Business Insider).
ويحمل المشروع الداخلي السري الاسم الرمزي ميتيس (Metis)، في إشارة على الأرجح إلى إلهة الحكمة اليونانية.
وتم تصميم الخدمة الجديدة بحيث يمكن الوصول إليها من متصفح الويب، على غرار الطريقة التي يعمل بها مساعدو الذكاء الاصطناعي الآخرون، وفقًا لأشخاص مطلعين على المشروع ومستند داخلي كشفه موقع بيزنس إنسايدر.
ويتم تشغيل برنامج «Metis»، بواسطة نموذج أمازون إيه آي (Amazon AI) داخلي يسمى أولمبيوس (Olympus)، وهو اسم آخر مستوحى من الأساطير اليونانية، وقال الأشخاص المطلعون إن هذه نسخة أقوى من نموذج الذكاء الاصطناعي المتاح للجمهور للشركة.
وعلى المستوى الأساسي، يقدم ميتيس (Metis) إجابات نصية وصورية بطريقة ذكية ومحادثة، وفقًا للوثيقة الداخلية، كما أنه قادر على مشاركة الروابط إلى مصدر ردوده، واقتراح استفسارات المتابعة، وإنشاء الصور.
ماذا تهدف أمازون من برنامجها السري؟
وقالت المصادر داخل الشركة، إن أمازون تريد من ميتيس (Metis)، استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التي تسمى الجيل المعزز للاسترجاع. وهذا يعني أن ميتيس (Metis) ستكون قادرة على استرداد المعلومات من خارج البيانات الأصلية المستخدمة لتدريب نموذج أوليمبوس الأساسي الخاص بها.
اقرأ أيضًا.. جنسن هوانغ يعلن ثورة صناعية جديدة على الأعتاب بقيادة إنفيديا
والهدف من البرنامج، هو توليد المزيد من الردود الحديثة، فعلى سبيل المثال، يجب أن يكون برنامج ميتيس (Metis)، قادرًا على مشاركة أحدث أسعار الأسهم، في حين أن بعض برامج الدردشة الأخرى حتى التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لا يكمنها فعل ذلك، لأنها لا تنتمي إلى الجيل المعزز للاسترجاع (RAG).
والجيل المعزز للاسترجاع، المعروف أيضًا باسم (RAG)، هي تقنية حديثة وفريدة من نوعها، تعمل على تعزيز دقة وموثوقية نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مع الحقائق التي يتم جلبها من مصادر خارجية.
ويمكن لنماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، التي تعمل بهذه التقنية، الاستجابة لمجموعة واسعة من الاستفسارات البشرية، ولكنها تختلف عن برامج الذكاء الاصطناعي الأخرى أنها تقدم إجابات موثوقة تستشهد بالمصادر، ويحتاج النموذج إلى مساعد لإجراء بعض الأبحاث، حتى تكون إجاباتها موثوقة.
وإذا نجحت أمازون في ذلك، سيكون هذا البرنامج تحول كبير في نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة أن أغلب النماذج الموجودة بما فيهم تشات جي بي تي (ChatGPT)، يقدمون إجابات غير موثوقة؛ بل في بعض الأحيان هناك شكاوى من الهلوسة فيما تقدمه البرامج.
وقال أحد الأشخاص في الشركة، إنه من المتوقع أيضًا أن يعمل البرنامج الجديد كعميل للذكاء الاصطناعي، وهو وظيفة مختلفة وأشمل من البرامج الأخرى، لأن وكلاء الذكاء الاصطناعي قادرون على أتمتة وتنفيذ المهام المعقدة بناءً على البيانات الموجودة، مثل تحديد خط سير الإجازة بكل دقة، ومساعدة العلماء والأطباء والقضاة والمستثمرين في إجراء الأبحاث الدقيقة؛ بل أن حالات استخدام البرنامج تشمل حتى حجز رحلة لك.
أمازون تنضم إلى سباق الذكاء الاصطناعي
ومن خلال برنامج ميتيس (Metis) تنضم أمازون إلى سباق الذكاء الاصطناعي الذي تكون فيه المنافسة مشتعلة، حيث أطلق أكبر منافسيها، مثل مايكروسوفت وغوغل، مساعدي الذكاء الاصطناعي الخاصين بهم منذ ما يقرب من عامين، في حين كانت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) تضخ مليارات الدولارات في برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT) الرائد في السوق لسنوات.
وتقدم شركة أنثروبيك (Anthropic)، والعديد من الشركات الناشئة الأخرى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي أيضًا روبوتات الدردشة والمساعدين العاملين بالذكاء الاصطناعي.
وتحاول أمازون اللحاق بسباق الذكاء الاصطناعي، إذ يعتبر نموذجها الأول في الذكاء الاصطناعي الذي تطلق عليه اسم تيتان (Titan) أقل قوة من منافسيها، وقد قوبلت «Amazon Q»، وهي روبوت دردشة يستهدف عملاء الشركات، بآراء متباينة.
أيضًا تعاني رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة أمازون، والتي تسمى «Trainium» و«Inferentia»، من انخفاض الطلب ومشكلات الأداء، وفي الشهر الماضي، أصدرت أمازون تعليمات لبعض الموظفين بالمساعدة في استخراج بيانات «GitHub» مفتوحة المصدر لتسريع عملية التدريب على نموذج الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: شركات التكنولوجيا تنفق المليارات.. من يتصدر سباق الذكاء الاصطناعي؟
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي سابقًا، إن كل جزء من الشركة تقريبًا كان يعمل على نوع ما من مشاريع الذكاء الاصطناعي، خاصة أن الشركة تعد رائدة في مجال الحوسبة السحابية وتعمل على التعلم الآلي، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي، منذ سنوات.
وأضاف جاسي مؤخرًا، أن مبادرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة أمازون تسير على قدم وساق لتحقيق إيرادات سنوية تزيد عن مليار دولار، وأنه يتوقع أن تحقق مبيعات بعشرات المليارات من الدولارات على مدى السنوات العديدة القادمة.
لكن مساعدي الذكاء الاصطناعي للمستهلكين كانوا نقطة مفقودة بالنسبة لشركة أمازون، حيث أشارت وثيقة داخلية في العام الماضي على وجه التحديد إلى أن أمازون ليس لديها منتج متاح للعامة أو داخليًا يبدو ويعمل تمامًا مثل تشات جي بي تي ChatGPT).
وقال أحد الأشخاص في الشركة، إن الرئيس التنفيذي آندي جاسي، يشارك بشكل مباشر في فريق ميتيس وقام مؤخرًا بمراجعة التقدم الذي أحرزه الفريق، مشيرًا إلى أن المشروع يتم اختباره داخليًا في الوقت الحالي.
وقال الأشخاص المطلعون على المشروع، إن البرنامج الجديد جزء من ابتكارات فريق الذكاء الاصطناعي العام في أمازون، بقيادة روهيت براساد، كبير العلماء ونائب الرئيس الأول.
وأكد جاسي العام الماضي إن هذا الفريق سيقدم تقاريره إليه وسيكون مسؤولاً عن بناء نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر طموحًا في أمازون، حسبما ذكرت BI سابقًا، بينما قال أحد الأشخاص إن فيشال شارما، نائب رئيس الذكاء العام الاصطناعي، لديه إشراف مباشر على مشروع ميتيس.
الاعتماد على أمازون أليكسيا في البرنامج الجديد
وقال اثنان من الأشخاص، إن أمازون تعتمد أيضًا على مشروعها أمازون أليكسيا (Amazon Alexa)، وهو المساعد الافتراضي الذكي الذي أطلقته الشركة سابقًا، في تطوير برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد.
اقرأ أيضًا: أبل تجري محادثات مع OpenAI لدمج الذكاء الاصطناعي في 16 iPhone
وأضاف الموظفين، أن العديد من الموظفين العاملين في البرنامج الجديد ميتس (Metis) انتقلوا من فريق أليكسيا (Alexa) للذكاء الاصطناعي، وتستخدم تقنية ميتس (Metis) بعض الموارد الموجودة في النسخة المطورة من أليكسيا (Alexa)، والتي يطلق عليها داخليًا اسم «Remarkable Alexa».
وذكر موقع بيزنس إنسايدر لأول مرة في يناير الماضي، أن أمازون تخطط لإطلاق نسخة جديدة مدفوعة من أليكسيا (Alexa)، والتي يطلق عليها اسم «Remarkable Alexa»، وهي خدمة جديدة تعتمد على متصفح الويب.
موعد إطلاق برنامج أمازون الجديد
وذكر أحد الأشخاص إن موعد الإطلاق المبدئي لـ ميتس (Metis)، هو سبتمبر المقبل، في الوقت الذي تستضيف فيه أمازون حدثًا كبيرًا لـ أليكسيا (Alexa)، على الرغم من أن الجدول الزمني قد يتغير.
اقرأ أيضًا: «زوكربيرغ» يعلن إطلاق «أقوى» نموذج ذكاء اصطناعي لدعم «ميتا إيه آي»
ومع ذلك، قال بعض الأشخاص في فريق ميتس (Metis) إنهم شعروا أن أمازون تأخرت بالفعل في سباق الذكاء الاصطناعي، ومن غير الواضح مقدار الاستثمار الذي تلتزم الشركة بتقديمه للمشروع.