يخطو الذكاء الاصطناعي (AI) خطوات هائلة في قطاع العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يؤدي إلى توسيع نطاق المعاملات وسرعتها إلى مستويات عالية.
وفي أحدث تطور أطلقت شركة Realiste، الرائدة في مجال الاستشارات العقارية بدبي، ما قالت إنه أول مستشار عقاري افتراضي في العالم يعمل كليًا بالذكاء الاصطناعي، أطلقت عليه اسم “جوسيكا براون”.
إنجاز صفقات بـ30 مليون دولار
حققت الشخصية الافتراضية جوسيكا براون طفرة هائلة في فترة قصيرة، حيث تجاوز عدد متابعيها على إنستغرام حاجز الـ100 ألف متابع. وتمكنت من تحقيق معاملات عقارية بقيمة 30 مليون دولار خلال ثلاثة أسابيع فقط.
قال أليكس جالت، مؤسس شركة Realiste AI، لمجلة أرابيان بيزنس أن الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة في قطاع العقارات، حيث يتفاعل العديد من المستخدمين مع منشورات جوسيكا براون دون إدراك أنها شخصية رقمية بالكامل. وأضاف جالت أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو ثورة حقيقية تمكن الجميع من الوصول إلى معلومات عقارية دقيقة ومفصلة بسهولة.
أكد جالت أن الذكاء الاصطناعي أثبت فعاليته من خلال إتمام 50 صفقة عقارية في دبي بقيمة إجمالية 30 مليون دولار. ويرى أن هذه النتائج هي مجرد بداية، حيث ستؤدي هذه التكنولوجيا إلى إعادة تعريف الطريقة التي نشتري و نبيع بها العقارات.
اقرأ أيضًا: الإمارات بين الدول الست الأكثر تفاؤلًا في العالم بالذكاء الاصطناعي
عرض هذا المنشور على Instagram
محاكاة التفاعلات البشرية على السوشيال ميديا
ونقلت مجلة أرابيان بيزنس صرح كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة لمجلة أن الذكاء الاصطناعي المستخدم في هذه المنصة يحاكي تفاعلات المستخدم البشري بشكل كبير، حيث يظهر وكأنه حساب شخصي عادي على تيليجرام. هذا التشابه يجعل التفاعل مع المنصة أكثر سلاسة وطبيعية.
على الرغم من كونها شخصية افتراضية، إلا أن جوسيكا براون تمتلك مؤهلات أكاديمية ومهنية عالية المستوى تؤهلها للعمل في مجال الوساطة العقارية. فهي حاصلة على جميع الشهادات المطلوبة، مما يمنحها المعرفة اللازمة للتعامل مع المعاملات العقارية المعقدة. هذا الأمر يجعلها متميزة في صناعة تتطلب مؤهلات مهنية صارمة.
وقالت جالت: لقد استطاعت خلال فترة قصيرة جدًا أن تقدم المشورة لأكثر من 1000 عميل، مما يثبت كفاءتها وقدرتها على التعامل مع مختلف الاستفسارات والطلبات”.
اقرأ أيضًا: الجامعة الأميركية في رأس الخيمة تطلق مركز التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي
سر نجاح جوسيكا براون
يكمن سر نجاح جوسيكا براون، المستشارة العقارية الجديدة لـ Realiste، في ارتباطها العميق بقاعدة بيانات عقارية شاملة تغطي أكثر من 100 مدينة عالمية. هذه القاعدة البيانات الضخمة تزود جوسيكا بالمعلومات والبيانات اللازمة لتقديم تحليلات دقيقة وتوصيات مخصصة للعملاء.
وأوضح أليكس جالت، مؤسس شركة Realiste AI، أن الدافع وراء تطوير جوسيكا براون كان الرغبة في تجاوز القيود التي تواجهها المعاملات العقارية التقليدية. فقد لاحظ جالت أن الوسطاء البشريين غالبًا ما يتسببون في تأخيرات وإلغاءات غير متوقعة، مما يؤثر سلبًا على تجربة العملاء.
اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في الشرق الأوسط
الجدير بالذكر أن إطلاق أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة لوسائل التواصل الاجتماعي من Realiste يأتي في وقت أصبح فيه اعتماد الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري واسع الانتشار – سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو على مستوى العالم.
أظهر استطلاع حديث أجرته شركة Delta Media أن ما يصل إلى 75 بالمائة من شركات الوساطة العقارية في الولايات المتحدة تستفيد بالفعل من تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويستخدم ما يقرب من 80 بالمائة من الوكلاء أدوات الذكاء الاصطناعي في عملياتهم اليومية.
ومن المتوقع أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط إلى 320 مليار دولار بحلول عام 2030، بقيادة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وفقًا لتقرير معهد بروكينجز، مدعومًا بقطاعات مثل العقارات.
اقرأ أيضًا: أكاديمية بلوم بالإمارات تضيف الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية للطلاب
بيانات دقيقة
وأكد جالت على أهمية الذكاء الاصطناعي في قطاع العقارات، مشيراً إلى أن البيانات الدقيقة والمتاحة في الوقت المناسب هي عامل حاسم لاتخاذ قرارات استثمارية صائبة. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على مساواة خبرة الوسطاء التقليديين فحسب، بل يتفوق عليهم في العديد من الجوانب.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة Realiste إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على تسريع عملية اتخاذ قرارات الاستثمار العقاري بشكل كبير. فهو يقوم بتقييم الربحية المحتملة للمشاريع العقارية بسرعة فائقة، مما يساعد المستثمرين على تحديد الفرص الأكثر واعدة. كما يوفر تحليلات تنبؤية دقيقة لأسعار العقارات على المدى الطويل، مما يمكّن المستثمرين من اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة بناءً على توقعات السوق المستقبلية.
ويرى جالت أن الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يُنظر إليه كمنافس للوسطاء، بل كأداة قوية تدعم عملهم. فمن خلال الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في التحليل والتنبؤ، يمكن للوسطاء تقديم خدمات أكثر كفاءة وفعالية لعملائهم.